أول ظهور تاريخي للمغرب في كأس العالم للسيدات

سيظهر المنتخب المغربي الأول للسيدات، الذي يشتهر باسم (لبؤات الأطلس)، لأول مرة في نهائيات كأس العالم للسيدات لكرة القدم هذا الشهر، وهو أول منتخب عربي يتأهل للبطولة.

أول ظهور تاريخي للمغرب في كأس العالم للسيدات

(أ ب)

غاب الجمهور تقريبا عن هذه المباراة التي أقيمت منتصف الأسبوع، لكن النتيجة لم تكن موضع شك كبير.

سحق نادي الجيش الملكي المغربي النسائي لكرة القدم فريق (جمعية التضامن عين عتيق) بسبعة أهداف نظيفة في الأسبوع الخامس والعشرين وقبل الأخير للبطولة المغربية الاحترافية لكرة القدم النسائية - القسم الأول، والتي فاز بها نادي الجيش.

كان هناك مشجعة متحمسة في المدرجات منذ انطلاق صافرة البداية.

نزلت علياء بن عزوزة، البالغة من العمر خمس سنوات والتي كانت ترتدي قميصا كتب عليه كلمة (المغرب) باللغة العربية، إلى أرض الملعب لتحية اللاعبات.

وعانقت فاطمة تكناوت، لاعبة نادي الجيش الملكي والمفضلة لعلياء والتي تلعب مع المنتخب المغربي الوطني للسيدات، علياء وأمسكت بيدها أثناء التقاط صور تذكارية.

وخلال المباراة، شقت علياء طريقها إلى مقدمة المدرجات للحصول على موقع يمكنها من متابعة المباراة بشكل أفضل.

تقول علياء "كنت سعيدة للغاية".

أما والدتها، سعاد الخرشيف وهي معلمة، قالت إن ابنتها عاشقة لكرة القدم وتريد أن تصبح لاعبة في يوم من الأيام.

أخبرتها سعاد أن هذا ممكن عندما تكبر.

وبعد بقائها لسنوات على الهامش، باتت كرة القدم النسائية المغربية تكتسب أرضية جديدة في الداخل والخارج، حيث استحوذت على لٌب بعض الفتيات مثل علياء، بالإضافة لقلوب وعقول المزيد من الآباء، ولم تعد هناك النظرة التقليدية باعتبار كرة القدم رياضة للرجال فقط.

سيظهر المنتخب المغربي الأول للسيدات، الذي يشتهر باسم (لبؤات الأطلس)، لأول مرة في نهائيات كأس العالم للسيدات لكرة القدم هذا الشهر، وهو أول منتخب عربي يتأهل للبطولة.

يقول إدريس بن عزوزه، والد علياء، "أُعلم بناتي الثقة لا الخوف. أزرع فيهن روح كرة القدم وروح الرياضة. الرياضة لا تعرف التفرقة بين الجنسين".

ويضيف أن إنجاز لبؤات الأطلس "يظهر مدى تقدم كرة القدم النسائية في المغرب"، وهو ما يشعره بالفرح الشديد.

"لكن مع ذلك، ليس كل شخص أعرفه يشاركني هذه الحماسة بسبب الآراء المحافظة أو المعتقدات الدينية المعارضة لارتداء النساء للسراويل القصيرة"، بحسب عزوزة.

تأتي مشاركة المنتخب المغربي النسائي المرتقب في كأس العالم للسيدات بعد أن حقق منتخب الرجال إنجازا تاريخيا كأول فريق أفريقي وعربي يصل إلى الدور نصف النهائي لكأس العالم.

حشد تأهل المغرب لنصف نهائي مونديال قطر العام الماضي الدعم من دول لعربية أخرى.

استقطبت استضافة المغرب لبطولة كأس الأمم الإفريقية للسيدات 2022 أعدادا هائلة من المشجعين، ما قاد البلاد إلى البطولة العالمية المقبلة في إستراليا ونيوزيلندا.

يقول مسؤولو كرة القدم واللاعبات المغاربة إنها كانت "لحظة فاصلة".

"تأهل منتخب السيدات لنهائيات كأس الأمم الإفريقية، والزخم الإعلامي والجمهور الواسع الذي تلا ذلك بث حياة جديدة في كرة القدم النسائية بالمغرب. نرى الآن عائلات تجلب بناتهم للعب كرة القدم"، حسبما قالت خديجة إيلا، رئيسة رابطة كرة القدم النسوية في المغرب، للأسوشيتدبرس.

وأضافت أن الانتصارات على أرض الملعب جاءت تتويجا لجهود الاتحاد الملكي المغربي لكرة القدم لتطوير اللعبة للرجال والنساء.

"عانت اللاعبات والمنتخبات النسوية المغربية من الإهمال هنا وفي العالم العربي. الطريق لم يكن سهلا. كل ما يتعلق بالمرأة يتطلب النضال. وضعنا ليس كما نريد بنسبة مائة بالمائة، لكننا خطونا خطوة في الطريق الصحيح"، بحسب خديجة.

التعليقات