يسافر 24 منتخبا أوروبيا هذا الصيف إلى ألمانيا ليتنافسوا في بطولة يورو أو كأس الأمم الأوروبية. تتضمن المنافسة العديد من المنتخبات العريقة والتي أثبتت جدارتها كروياً على مر السنين وبعض المنتخبات التي كان تأهلها بمثابة مفاجأة في الأوساط الكروية. نطلعكم في هذا المقال على أهم التوقعات والترجيحات للمنتخبات الخمس ذات الحظوظ الأوفر للفوز بالكأس.
المنتخب الفرنسي
يعتبر المنتخب الفرنسي في الوقت الحالي المنتخب ذو التصنيف الأول في أوروبا. يتمتع فريق "القمصان الزرق" بطاقم هائل من اللاعبين ما بين شباب يتمتعون بالحيوية والنشاط منقطع النظير و مخضرمين لديهم من الخبرة الكروية ما يكفي لقود فريقهم نحو النهائيات والفوز بها.
يقود الفريق أوليفر جيرود الذي ذكّر الجميع بقدراته مؤخراً في مباراة ودية فازت فيها فرنسا على منتخب تشيلي بنتيجة 3-2، كما أن ماركوس ثورام وراندال كولو مواني أيضاً من خيرة لاعبي المنتخب وبإمكانهما قيادة الفريق عند الحاجة.
يصف الكثيرون حارس المنتخب الفرنسي مايك مايغنان بصانع المعجزات كما أن الحائط الدفاعي الفرنسي أيضاً متين. وفي خط الوسط يتألق كل من وارن زير- إمري وأنطوان غريزمان الذي يتمتع في الوقت الراهن بلياقة بدنية مذهلة، أما كيليان امبامي فهو السلاح الفرنسي الفتاك الذي تخشاه كل المنتخبات المشاركة في البطولة.
المنتخب البرتغالي
تمكن المنتخب البرتغالي من الفوز بالمباريات العشرة المؤهلة لدخول يورو 2024 وأحرز كريستيانو رونالدو و برونو فيرنانديز 16 هدفاً خلال هذه المباريات لوحدهما فقط من أصل 36 هدف تمكن المنتخب البرتغالي من إدخالها في شباك منافسيه. لا يجب الاستهانة بالمنتخب البرتغالي أبداً خصوصاً أنه يتمتع بخط هجوم شرس ومحنك قد يقوده إلى النهائيات بالرغم من المنافسين الأقوياء خصوصاً أنه ضمن مجموعة تعتبر ضعيفة إلى حد ما بالمقارنة بباقي المجموعات.
مع ذلك تدور حول المنتخب البرتغالي العديد من إشارات الاستفهام في ظل قيادة مارتينز الذي شهد خسارة مخزية في بلجيكا. بالإضافة إلى ذلك، كرة القدم مليئة بالمفاجآت ومن الممكن أن تنقلب الأمور في أي لحظة خصوصاً أن المنتخب البرتغالي خسر مؤخراً مباراة ودية أمام سلوفينيا.
منتخب بلجيكا
كان حضور المنتخب البلجيكي في بطولة كأس العالم لعام 2022 كارثياً خصوصاً مع تصنيف نجم المنتخب الأول للعديد من زملائه بأنهم قد تجاوزا السن الذي يسمح لهم باللعب في المنتخب مما سبب هرجاً ومرجاً صحفياً ضخماً. أدى انقسام اللاعبين فيما بينهم إلى خروج المنتخب من مرحلة المجموعات كما ساهم أداء روميلو لوكاكو السيء في ذلك أيضا!
عاد لوكاكو بعد ذلك إلى لياقته وأدائه المعتاد وتمكن لوحده من تسجيل 14 هدفا أثناء مباريات التأهل ليورو 2024. قد يكون وجود مدرب جديد للمنتخب "دومينيكو تيديسكو" ذا تأثير إيجابي على اللاعبين أيضاً حيث لم يتعرض المنتخب لأي عقبات حقيقية منذ توليه إدارة وتدريب اللاعبين بعد تنحي المدرب السابق روبيرتو مارتينز عن تدريب الفريق نتيجة لخروج بلجيكا المبكر من كأس العالم الفائت.
بالرغم من فشل المنتخب البلجيكي من الفوز في مباراة ودية على المنتخب الإنجليزي، إلا أنه لا يمكن إنكار الأداء الرائع الذي قدمه البلجيكيون في تلك المواجهة. يذكر أن بلجيكا أتت في مجموعة واحدة مع رومانيا وأوكرانيا وسلوفاكيا.
المنتخب الإنجليزي
هل يمكن أن يكون كأس يورو 2024 من نصيب الإنجليز؟ بالطبع الأمر ممكن لأن المنتخب الإنجليزي يتمتع بالموهبة اللازمة لإحراز نصر بهذا الحجم وهو الآن يتمتع بالخبرة بعد وصوله إلى النهائيات في يورو السابقة.
ضمن الإنجليز تأهلهم إلى يورو 2024 بشكل مبكر بعد فوز مفاجئ وصاعق على إيطاليا، ولكن أداءهم فيما بعد تراجع قليلاً أمام مالطا وشمال مقدونيا.
تدور شكوك كثيرة حول أداء مدرب المنتخب الذي له تاريخ حافل في الإخفاقات في المباريات المهمة أمام خصوم أشداء كما حصل في المباراة الودية مع البرازيل. لطالما اعتبر أداء "ساوثغيت" دفاعيا وغير مغامر وقد اعترف شخصياً أن أداء المنتخب الإنجليزي أثناء مباريات التأهل لم يكن على أفضل حال وهو أمر يدعو للقلق بحد ذاته كون منتخب إنجلترا يضم نخبة المهاجمين في عالم كرة القدم حاليا.
يمكن القول أن تقدم الفريق الإنجليزي حالياً يعتمد على أداء جود بيلينجهام وهاري كاين الذين يمكن أن يدفعا منتخبهما إلى مراحل متقدمة في البطولة أو إلى نصف النهائي على الأقل.
منتخب ألمانيا
ليس من المبالغة أن نقول أن تحضيرات المنتخب الألماني ليورو 2024 كانت أقل من متواضعة، فبعد خروج المنتخب في وقت باكر جداً خلال بطولة كأس العالم 2022 تراجع أداؤه أكثر وأكثر وخسر مبارياته الست الأولى في 2023. أدت هذه الخسارات إلى طرد المدرب السابق هانسي فليك خصوصاً بعد خسارة مدوية أمام المنتخب الياباني بنتيجة 4-1.
تولى رودي فولر بعد ذلك قيادة منتخب ألمانيا الذي تمكن من الفوز في مباراة ودية على المنتخب الفرنسي وتابع الفريق أداءه الجيد لعدة مباريات إلى أن شهد خسارتين أمام تركيا والنمسا في صدمة للجميع.
بالرغم من هذا التخبط وعدم التوازن، لا يجب أن يغيب عن الذهن أن منتخب ألمانيا لا يزال يضم خيرة اللاعبين بين صفوفه. تتعلق آمال الألمانيين والعديد من المشجعين من حول العالم على أداء نجوم مثل أنطونيو روديجر وجوشوا كيميش وإلكاي غوندوغان الذين أثبت أداؤهم أنهم رقم صعب في أي مباراة.
يشترك مع هؤلاء أيضاً توني كروس ذو الشعبية الهائلة والذي عاد من الاعتزال خصيصا لأجل هذا الحدث الرياضي الذي يستضيفه بلده ويرافقه في مسيرته نحو البطولة جمال موسيالا وفلوريان فيرتس الذين لا يستغرب أن يكون لهما مستقبل مبهر في عالم الكرة.
التعليقات