لماذا يعتبر كأس أمم أوروبا تحدياً لوجستيا؟
بدأ العد التنازلي لمباشرة مجريات بطولة كأس أمم أوروبا حيث تجتمع أفضل المنتخبات الأوروبية للتنافس على الفوز بين 14 يونيو و14 يوليو من 2024. بالطبع يجلب هذا الحدث السعادة والتشويق لعشاق كرة القدم من حول العالم وليس فقط في أوروبا، ويسعد الألمانيون على وجه الخصوص هذا العام باستضافتهم لهذه البطولة بسبب حبهم المعروف لكرة القدم وعراقة هذه الرياضة محليا بالإضافة إلى ما تجلبه يورو 2024 من مميزات وفوائد سياحية واقتصادية على وجه الخصوص حيث يتوقع أن تستقبل ألمانيا ملايين السياح من عشاق كرة القدم مما من شأنه أن يحرك العجلة الاقتصادية في قطاع الخدمات المتنوعة في البلد.
في المقابل تحمل بطولة بحجم كأس أمم أوروبا تحدياتٍ من العيار الثقيل لمنظمة UEFA ولألمانيا حكومة وشعباً وكذلك للفرق المتنافسة ودولها. كيف لا والبطولة تمتد على شهر كامل من الزمن بمبارياتها التي يبلغ عددها (51) وعلى 10 ملاعب دولية ضخمة تطلب تحضيرها وتنظيمها 16,000 متطوعاً يأتون خصيصاً إلى ألمانيا لهذه المناسبة!
يتوقع المحللون والخبراء أن أكثر من 67,000 مشجع يتوقع حضورهم في بعض المباريات شخصياً، وأن عددهم الإجمالي قد يبلغ 2.7 مليون شخص. كما يمكن أن يبلغ عدد المشجعين على طول رقعة ألمانيا في المدن العشر التي تقام على أراضيها البطولة 12 مليون شخص.
لهذه الأسباب تعتبر بطولة كأس أمم أوروبا أكثر من منافسة رياضية وإنما تتجاوز هذا التصنيف لتكون تحدياً تخطيطياً وتنظيمياً لوجستيا.
الإدارة اللوجستية الشاملة المطلوبة في يورو 2024
يتطلب تنظيم كأس أمم أوروبا تخطيطاً مدروساً ودقيقاً خصوصاً من الناحية اللوجستية بدءاً من الأهداف التي تتعلق بقطاع النقل والحماية والتجهيزات التلفزيونية والإضاءة وأنظمة الصوت وتفكيك الهياكل والتجهيزات كاملة. كل هذه الأركان يجب أن يتم تنسيقها وتنظيم توقيتها بشكل دقيق جداً لتلافي مواجهة العراقيل غير المتوقعة والتأخير بأي مجال.
التخطيط التفصيلي للنقل وعمليات التحميل والتنزيل وأماكن التخزين والتأمين وإجراءات الجمارك المتنوعة كلها ذات أهمية بالغة. وقد أظهرت التجارب السابقة في مثل هذه البطولات أن التحديات والعقبات قد تطرأ في أي لحظة مما يتطلب التخطيط اللوجستي الذي يتصف بقابلية التأقلم السريع مع الظروف الطارئة.
من أهم ركائز الخطط اللوجستية المسبقة دراسة وضمان طرق الوصول والأماكن المهمة والمركزية وضمانها كفيل بضمان انسيابية الحدث. مع ذلك من الضروري أن يتم إعداد الخطط اللوجستية المسبقة لتكون قابلة للتعديل عند الحاجة وفي حال حدوث عراقيل أو مشاكل غير متوقعة في عملية النقل مثلاً، كما أن الأحداث القصيرة المتضمنة في البطولة تتطلب قدرات فذة في التعامل مع الأزمات.
لحسن الحظ نعيش اليوم في زمن متقدم تكنولوجياً يمكن الاستعانة خلاله بالعديد من التقنيات المتطورة حتى في التخطيط اللوجستي بالمناسبات العالمية مثل كأس أمم أوروبا. على سبيل المثال توجد أنظمة لوجستية ذكية قادرة على حل الأزمات والمآزق مهما بلغت صعوبتها و الازدحامات الخانقة بشكل فوري في أي من مرافق البطولة.
المرونة في التخطيط اللوجستي
عند التحضير العملي للفعاليات الدولية الضخمة مثل كأس أمم أوروبا لا تتركز الأهمية فقط على التخطيط طويل الأمد وإنما ينصبّ جلّها على المناسبات التي تظهر فجأة أو قبل وقت قصير من حدوثها. ولذلك من الضروري أن يتم التنسيق فيما يتعلق بخدمات النقل إلى المرافق التي تشهد الأحداث هذه لضمان تلافي أي صعوبات حتى عند الاضطرار إلى إحداث تغيير على الخطط المسبقة.
يمكن اتباع أنظمة حلول إدارة الياردة (Yard Management Solution) التي تعمل على إحصاء الأصول ودراستها وتوظيف كل منها بالشكل الأمثل. على سبيل المثال قد يؤثر تأخر شاحنة محملة بالمعدات والبضائع أو وصولها قبل الوقت المتوقع والمخطط له ليس فقط على وسيلة النقل هذه بالذات وعلى البضائع المحملة فيها، وإنما قد يمتد التأثير إلى سلسلة التحركات اللوجستية كاملة وخصوصاً عمليات التحميل اللاحقة.
عبر استخدام أنظمة حلول إدارة الياردة سابقة الذكر، يمكن تنظيم التحميل وإفراغ الحمولات بالشكل الأفضل مما يجعل ردود الفعل السريعة والفعالة ممكنة حتى عند حدوث تغيير على الخطط. يمكن الوصول إلى تحسين مستوى الشفافية في الحركات اللوجستية عبر تعقب الشاحنات وعربات النقل الواردة مما يعتبر فائدة إضافية. يضمن ذلك عدم حدوث اختناقات أو ازدحاماتٍ في موقع الفعاليات عبر توزيع عمليات التسليم بشكل متساوي خلال اليوم وكذلك يقلص وقت الانتظار المتوقع للشاحنات في محيط المرافق مما يضمن بدوره الاستغلال الأفضل للمساحات والموارد خلال البطولة كاملة.
لماذا تعتبر أنظمة حلول إدارة الياردة عامل النجاح الأهم لوجستيا في الفعاليات الدولية؟
من الطبيعي والمعروف على كافة الأصعدة أن تنظيم وتنفيذ الفعاليات الدولية وخصوصاً الرياضية منها يعتبر واحداً من أضخم التحديات اللوجستية. يمكن أن يساعد دمج أنظمة إدارة حلول الياردة ذات التخطيط الذكي مع المخططات اللوجستية في إيصال أي حدث على مستوى عالي إلى النجاح.
تحرص هذه الأنظمة الذكية على تخطي العقبات اللوجستية حتى المعقدة منها والتي يتوقع مواجهتها بشكل تلقائي في الفعاليات الرياضية مثل كأس أمم أوروبا الذي نشهده الشهر القادم في ألمانيا. تضمن التقنيات الحديثة التي تساعد على اتخاذ القرارات الصعبة دراسة كل النواحي اللوجستية، بدءاً بتسليم الحمولات وتفريغها إلى التخزين والمغادرة بعد ذلك، وأنها تسير بسلاسة مما يرفع مستوى الفعالية ويزيد فرص نجاح الحدث بشكل عام.
هكذا نرى أن الأنظمة الذكية من هذا النوع تلعب دوراً مهماً في ضمان أن كل الأفراد والجهات المنخرطة في تنظيم الفعالية الرياضية، حتى خلف الكواليس ممن لا يظهرون بشكل مباشر للعامة، يستمتعون بأحداث البطولة وبعملهم على حد سواء.
التعليقات