تشهد ألمانيا حاليا التحضيرات الأخيرة لكأس أمم أوروبا قبل أن تبدأ أحداثه منتصف الشهر القادم. لا تعتبر بطولة يورو مجرد حدث رياضي مهم على الصعيد الكروي، وإنما هي تحدي اقتصادي يحمل في طياته فرصاً مالية هائلة.
القطاعات المستفيدة من يورو 2024
UEFA وعدة قطاعات أخرى المستفيد الأكبر اقتصادياً من يورو 2024
من المتوقع أن تشهد قطاعات ألمانية مختلفة موسماً مميزاً مثل السياحة وقطاع المطاعم والأكل والمبيعات ومشاريع البنى التحتية كذلك. وفي المقابل، مع اقتراب موعد بدء البطولة تشهد ألمانيا تحذيرات اقتصادية من قبل عدة خبراء بضرورة عدم رفع سقف الآمال.
قد تكون بطولة كأس أمم أوروبا حدثاً يستحق العناء في الكثير من القطاعات، فبالإضافة إلى UEFA يتوقع أن تستفيد العديد من القطاعات والمجالات الألمانية من هذا الحدث العالمي. حيث أثبتت البطولات الأوروبية مؤخراً أن كأس أمم أوروبا مناسبة تدر الربح الوفير على البلد الذي يستضيفها وعلى منظمة UEFA شخصيا.
تشهد قطاعات الإعلام والحقوق التجارية ومبيعات البطاقات والتذاكر والأرباح الناتجة عن قطاع الضيافة على سبيل المثال ارتفاعاً في أرقام الدخل والأرباح خلال هذه البطولات كما جرت العادة.
إحصائيات وأرقام تتعلق بالبطولات السابقة
تبين أرقام يورو 2020، على سبيل المثال، أن منظمة UEFA قد تلقت ربحاً صافياً بلغ 645.8 مليون يورو وذلك بعد توزيع حصص الاتحادات الرياضية والنوادي والتبرعات.
من هنا تأتي آمال ألمانيا الاقتصادية بالاستفادة من يورو 2024 مالياً، خصوصاً بعد الربح الذي حققته خلال بطولة كأس العالم التي أقيمت في ملاعبها في 2006. اكسبت تجربة 2006 ألمانيا والمسؤولين عن تنظيم هذا النوع من الفعاليات خبرة مهمة تجعل تنظيم يورو 2024 أقل صعوبة.
كما أن غنى هذا البلد بالتاريخ الكروي والمحبة الشعبية لهذه الرياضة ووجود العديد من النوادي الضخمة محلياً يجعل البنى التحتية المطلوبة للبطولة متوفرة بشكل مسبق. ومع ذلك تم إنفاق مبالغ ضخمة بهدف تجديد هذه المرافق لتستقبل يورو 2024 خصوصاً فيما يتعلق بجعلها ذات طابع مستدام.
الأعمال والشركات التجارية المحلية
بذلك يمكن للعديد من المجالات في ألمانيا أن تستفيد من بطولة يورو 2024 مثل الشركات التجارية المحلية خصوصاً في قطاع الضيافة حيث تعتبر هذه البطولة فرصة مميزة للاستفادة من الاهتمام العالمي والعدد الهائل من الأشخاص الذين يزورونها خصيصاً لمتابعة أحداث البطولة. من الطبيعي أن يزداد الطلب والضغط على المطاعم والحانات والفنادق المحلية خلال البطولة كما أن أصحاب الأعمال يركزون حالياً على الحملات الإعلانية والعروض خلال فترة البطولة.
تأثير يورو 2024 على المدى البعيد اقتصادياً
قد يكون قطاع السياحة على وجه الخصوص تحت الأضواء في بطولة يورو 2024 حيث أن المدن والمناطق المحيطة بالمرافق التي ستشهد الأحداث المهمة في بطولة يورو 2024 يتوقع أن تستقبل المشجعين من كل أوروبا والعالم. بالإضافة إلى التحفيز الاقتصادي المباشر الناتج عن الإنفاق الإضافي لوجود الزوار الدوليين لألمانيا، يتوقع أن يكون لبطولة يورو أثر اقتصادي بعيد الأمد.
يمكن أن تحسن بطولة كأس أمم أوروبا لعام 2024 في حال نجاحها واعتبارها تجربة ناجحة من قبل المشجعين صورة المدن التي تستضيف البطولة عالمياً وأن تجعلها من بين الوجهات السياحية المفضلة لدى العديدين.
قطاع المراهنات في يورو 2024
من القطاعات التي يتوقع أن تشهد ازدهاراً بسبب يورو 2024، وهو قطاع يحمل جدلاً واسعاً، قطاع الرعايات الناتجة عن المقامرات والمراهنات. شهد موسم البوندسليغا الأخير العديد من الاعتراضات على الرعاية على المراهنات على نتائج المباريات.
وكذلك الأمر في يورو 2024 الذي يشهد هذا العام شريكاً راعيا للمراهنات هو Betano مما يتسبب مؤخراً بالكثير من الجدل والمناقشات الحادة. ومع ذلك، لا تزال بطولة بحجم يورو فرصة مالية لا تعوض لإقناع المستهلكين بعروض الشركة الراعية هذه.
قلق ألماني من عدم تحقيق يورو 2024 للفوائد الاقتصادية المتوقعة
بالرغم مما سبق من توقعات للخبراء وتحليلات للبطولات السابقة، يتخوف بعض المختصون من أن يكون سقف آمال الألمانيين مما يمكن أن يجنوه اقتصادياً من يورو 2024 يتجاوز المنظور المنطقي للأمور. حيث يشير هؤلاء إلى أن الأحداث الرياضية الضخمة قد تؤدي إلى تغيير في عادات الإنفاق بالفعل، ولكن ذلك في بعض الأحيان يعني شراء جهاز تلفاز جديد أو الاشتراك بخدمات البث لمشاهدة المباريات في المنزل.
يشدد هؤلاء من أن الاستهلاك خلال هذه الأحداث ينتقل فقط من مكانٍ إلى آخر دون إحداث تغييرات اقتصادية ضخمة وذلك يعني أنه في مكان آخر يشهد الاقتصاد تراجعاً وركوداً له تأثيره السلبي كذلك.
أين يتوقع أن ينفق السياح أموالهم في البطولات الرياضية العالمية؟
من المتوقع أن تكون الحانات والمطاعم أهم المستفيدين من استضافة ألمانيا ليورو 2024 لأن السياح مستعدون لإنفاق أموالهم خلال إقامتهم في فترة البطولة على الطعام والشراب.
على سبيل المثال تشير الإحصائيات الصادرة عن مصرف Lloyds في عام 2020 حين كان منتخب إنجلترا في التصفيات النهائية لبطولة يورو، أن الإنفاق في المطاعم والحانات ازداد بنسبة 52%. كما ازداد إنفاق المستهلكين في متاجر البقالة الكبرى بنسبة 26% ما بين شهري يونيو ويوليو من نفس العام.
من المعروف والمثبت أن الأحداث الرياضية ترفع من الروح المعنوية للمتفرجين مما يزيد من قابليتهم على الإنفاق مما يدعم بدوره القطاعات التجارية المتنوعة.
مما لا شك فيه أن الأثر الاقتصادي لبطولة يورو يصب في مصلحة البلد المضيف بالدرجة الأولى، ومن هنا يتبين سبب إقبال الدول على محاولة استضافة الأحداث الرياضية المتنوعة حيث أن كلاً من إنجلترا وشمال أيرلندا وويلز واسكتلندا وجمهورية إيرلندا وتركيا تحاول منذ الآن ضمان إقامة يورو 2028 على أراضيها.
التعليقات