الجوانب البيئية والاستدامة في يورو 2024

بطولة اليورو، أو بطولة أمم أوروبا والتي يشار إليها أيضاً باسم "بطولة كرة القدم الأوروبية UEFA Euro"، هي مسابقة رئيسية في كرة القدم تتنافس في مبارياتها منتخبات الرجال الوطنية والذين هم أعضاء الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والتي يحدد الفائز بها

الجوانب البيئية والاستدامة في يورو 2024

(توضيحية)

ما هي بطولة اليورو؟

بطولة اليورو، أو بطولة أمم أوروبا والتي يشار إليها أيضاً باسم "بطولة كرة القدم الأوروبية UEFA Euro"، هي مسابقة رئيسية في كرة القدم تتنافس في مبارياتها منتخبات الرجال الوطنية والذين هم أعضاء الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والتي يحدد الفائز بها كبطل قاري في أوروبا.

قامت أول بطولة يورو في عام 1960، حيث كانت البطولة آنذاك تسمى "كأس الأمم الأوروبية" وتغيرت للاسم الحالي في العام 1980. وأقيمت البطولة كل أربعة أعوام منذ عام البداية إلى الآن باستثناء عام واحد وهو عام 2020 حيث تم تأجيلها لعام 2021 بسبب جائحة فيروس كورونا.

بطولة اليورو 2024

بطولة اليورو 2024

سوف تنطلق بطولة اليورو لعام 2024 بشكل رسمي في الرابع عشر من شهر حزيران/ يونيو على الأراضي الألمانية، وذلك ضمن معقل الفريق الألماني بايرن ميونخ "أليانزا أرينا". وسوف تستمر البطولة لمدة شهر كامل وتختتم في الرابع عشر من شهر تموز/ يونيو في مباراة على أرض "أولومبيا شتاديون" الأولمبي في العاصمة برلين. والجدير بالذكر أن المنتخب الألماني سيواجه منتخب اسكتلندا في مباراة الافتتاح للبطولة.

ستكون بطولة يورو لهذا العام هي المرة الأولى التي تستضاف فيها البطولة على الأراضي الألمانية بعد إعادة التوحيد بين ألمانيا الشرقية والغربية، حيث تم استضافة البطولة في عام 1988 في ألمانيا الغربية.

الاستدامة في يورو 2024

الاستدامة في يورو 2024

من المقرر أن تكون بطولة اليورو لهذا العام صديقة للبيئة والبطولة الأوروبية الأكثر استدامة حتى الآن، حيث تم إدراج الاستدامة بشكل صريح وعلني لأول مرة ضمن اللوائح الخاصة بالبطولة.

استراتيجيات الاستدامة في يورو في البناء والنقل

تم تحديد استراتيجيات في وقت مبكر تشتمل كل ما يخص المجالات البيئية والاجتماعية، ويتم العمل على تنفيذ الخطط التي تستند لتلك الاستراتيجيات. وتجدر الإشارة إلى أن هناك بعض العوامل التي تصب في مصلحة الاستدامة مثل عدم الحاجة لبناء ملاعب جديدة وبالتالي الحد من نسبة التلوث والانبعاثات، بالإضافة إلى وجود شبكة سكك حديدية حديثة في ألمانيا. وبجانب ذلك، فقد طبقت بعض الابتكارات مثل تصميم جدول مباريات البطولة على نحو يسعى إلى تقصير واختصار مسافات السفر الطويلة.

نشر الوعي حول الاستدامة على الإنترنت

من الاستراتيجيات التي تم طرحها مؤخراً، قام الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بإطلاق أداة عبر الانترنت تساعد على فهم وحساب وتخفيض نسبة الانبعاثات الكربونية التي تتعلق بكرة القدم، وتشمل كل مجالات التنقل والسلع والخدمات التي يتم شراؤها بالإضافة للمرافق والخدمات اللوجستية، وقد سميت بعنوان حاسبة البصمة الكربونية.

الأثر الكربوني ليورو 2024

وفقاً لرئيس قسم الاستدامة في الاتحاد الأوروبي لرياضة كرة القدم "تيم ثورمان" من المتوقع أن تتسبب هذه البطولة بتوليد ما يقارب 490 ألف طن من الانبعاثات للغازات الدفيئة ونسبة ضخمة من هذه الانبعاثات (80% من الإجمالي) تأتي من عمليات نقل وسفر المشجعين. وبالتالي، فإن شبكة السكك الحديدة الألمانية الواسعة جداً، بجانب البنية التحتية والملاعب الخضراء هي عوامل تساهم في الحد من كمية الانبعاثات المنطلقة والناتجة عن عوامل أخرى ليست ضمن نطاق النقل.

تشجيع السياح على الخيارات المستدامة

وقد تم استثمار 32 مليون يورو (أي ما يعادل 34 مليون دولار أمريكي تقريباً) من قبل الاتحاد الأوروبي لرياضة كرة القدم ضمن مبادرات الاستدامة وذلك من أجل جعل بطولة أمم أوروبا لهذا العام صديقة للبيئة والأكثر خضرة من بين كل البطولات على الإطلاق. وقد تضمن ذلك تذاكر مخفضة للسفر عبر النظام الوطني لشبكة السكك الحديدية الألمانية "Deutsche Bahn"، بالإضافة إلى وسائط نقل محلية تعمل بشكل مجاني لمدة 36 ساعة من أجل المشجعين حاملي التذاكر وذلك لتحفيز المشجعين على السفر عبر السكك الحديدية.

وقد أشار فريق الاستدامة العامل ضمن UEFA إلى أن أسطول الأحداث الخاص به سوف يستخدم مركبات ذات انبعاثات منخفضة بالإضافة إلى أن جميع الملاعب التي ستقام عليها البطولة ستحصل على شهادات استدامة سواء كانت EMAS، أو ISO، أو ECOProfit.

التأثيرات البيئية للبطولات الرياضية

وفقاٌ لتقارير ودراسات صدرت عن منظمة " Rapid Transition Alliance " أن قطاع الرياضة والبطولات الرياضية يساهم في انبعاث كميات ضخمة من الغازات الدفيئة والانبعاثات الكربونية بما يعادل انبعاثات منطلقة من دولة متوسطة المساحة، وهذه الكمية تعتبر خطيرة جداً ومنذرة بالكثير من المخاطر على البيئة والمناخ العام.

تؤخذ بعين الاعتبار البصمة الكربونية التي تنشأ بسبب مستلزمات الرياضة مثل إنشاء ملاعب جديدة وصيانة القديم منها، بالإضافة إلى الاستهلاك الزائد للطاقة من أجل الإضاءة والتبريد والتدفئة وأيضاً من أجل عمليات الصناعة للمنتجات والمستلزمات الرياضية، وبجانب ذلك استهلاك الموارد المائية بكثرة بغرض سقاية المساحات العشبية في الملاعب، أو من أجل حلبات التزلج الجليدية، بالإضافة لدورات المياه والتنظيف والشرب وما إلى ذلك، وهذا يتسبب بتعرض المنطقة لخطر الجفاف وشح المياه.

من المهم أن نذكر التلوث الصادر عن وسائل النقل التي تساعد المشجعين واللاعبين من كافة أنحاء العالم على التنقل والسفر من وإلى البطولات الرياضة المختلفة، هذا من شأنه أن يتسبب بانبعاثات بكميات ضخمة من الكربون والمواد السامة الملوثة الأخرى. ومن أبرز التأثيرات السلبية للرياضة على البيئة هي النفايات والبضائع والسلع التي تنتج عن البطولات، مثل القمصان والتذكارات والأطعمة والمشروبات، والتي ينتقل الفائض منها إلى محارق النفايات أو يتم التخلص منها في المحيطات والبحار، وهذا بدوره له أثر سلبي على التربة والحياة البحرية والبرية.

كيف نقلل من البصمة الكربونية للرياضة؟

توجد عدة استراتيجيات وطرق يمكن أن تساعد بها الرياضة في التقليل من البصمة الكربونية للرياضة ومن أهمها البدء في اعتماد مصادر متجددة ومستدامة في وسائل التشغيل مثل اعتماد الألواح الشمسية أو طاقة توربينات الرياح لتوليد الطاقة، بالإضافة لاستبدال الإضاءة العادية بأضواء من النوع LED.

أيضاً من المهم العمل على حفظ الموارد وإعادة تدويرها كتجميع الأمطار واستخدامها، أو استبدال العشب الطبيعي في الملاعب بالعشب الصناعي. وبالإمكان أيضاً اعتماد استراتيجيات تحد من تراكم النفايات مثل استخدام مواد قابلة لأن يتم إعادة تدويرها أو سهلة التحلل حيوياً، وبالإضافة لذلك، يمكن القيام بحملات تبرع للأشياء والأطعمة الفائضة أو بيعها، واستعمال صناديق خاصة بتدوير النفايات.

التعليقات