استقبلت مدينة شفاعمرو مساء، الأحد، ابنها إياد يوسف شلبي (34 عاما) بعد إنجازه التاريخي وتتويجه بميداليتين ذهبيتين في سباحة الظهر بالألعاب البارالمبية لذوي الاحتياجات الخاصة في أولمبياد طوكيو.
وكان في استقبال شلبي المئات من أهالي شفاعمرو والمنطقة، الذين حملوه واستقبلوه بالورود والأغاني والتصفيق، احتفاء بالإنجاز التاريخي الذي حققه كأول متسابق عربي من الداخل في الألعاب الأولمبية.
وفاز شلبي بميدالية ذهبية في سباق 50 متر ظهر وأخرى في سباق 100 متر ظهر، إذ حقق المركز الأول بوصوله إلى 100 متر خلال دقيقتين و28 ثانية.
ومما يذكر أن شلبي هو أخرس منذ الولادة ومصاب بشلل نتيجة حادث تعرض له في الماضي، ورغم ذلك تقدم لدورة الألعاب الأولمبية 4 مرات وفي المرة الأخيرة حصد الميداليتين الذهبيتين.
إلى ذلك، من المقرر أن ينظم حفلا كبيرا بمدينة شفاعمرو في الأيام القادمة على صعيد قطري احتفاء وتقديرا بالإنجاز الأولمبي الذي حققه شلبي.
ووصف فرج شلبي مشهد استقبال أخيه في شفاعمرو في حديث لـ"عرب 48" بأنه "بمثابة العرس الوطني الذي جمع أبناء المجتمع العربي الذين وصلوا ليحتفلوا بإنجاز إياد المعجزة، فمنذ أن كان طفلا لم يسمح إياد لليأس أو الإحباط بالسيطرة عليه، بل تحلى بالصبر والعزيمة حتى يصل إلى حلمه، فمنذ العام 2004 لم تتحقق أية ميدالية ذهبية في البلاد في هذه الرياضة إلى أن أتى إياد وحصل على ميداليتين ذهبيتين".
وأضاف "رسالة إياد للشباب هي ممارسة الرياضة والابتعاد عن الظواهر السلبية ومنها العنف والجريمة، وبناء الذات وتنمية مواهبهم من خلال الإصرار والعزيمة لمواجهة التحديات أمامهم نحو تحقيق أهدافهم، فإياد اليوم يسطر تاريخا للمجتمع العربي يؤكد على عزيمة الإنسان في مواجهة جميع التحديات نحو تحقيق حلمه".
وقالت عضو بلدية شفاعمرو، نجمة عباس، لـ"عرب 48" إن "عودة البطل إياد يوسف شلبي إلى شفاعمرو بميداليتين ذهبيتين هو يوم تاريخ لنا، وهو بمثابة معجزة نعتز ونفتخر بها، وعلينا تدريس أبنائنا في المدارس عن قصة إياد الملهمة للجميع فهو قدوة ومثال لتحقيق الأهداف بالعزيمة والإصرار، وأنا أحث على أهمية دعم المواهب في مجتمعنا، ومنح الفرص للشباب في تعزيز الذات والطموح للوصول إلى الدرجات العالية".
ورحب رئيس بلدية شفاعمرو، عرسان ياسين، بالحضور مهنئا المجتمع العربي بالإنجاز التاريخي قائلا "أدخلت يا إياد الفرحة لكل بيت شفاعمري ولكل بيت في مجتمعنا، وأُثنى على دور الوالدين اللذين تفرغا للعناية والاهتمام بابنهما اياد حتى وصل إلى هذا الإنجاز التاريخي، والذي أًصبح اليوم ابنا لكل عائلة عربية، فقد صنع التاريخ ووضع شفاعمرو على الخارطة الرياضية العالمية، وأثبتنا للعالم بأن شبابنا العرب لا تقف أمام طموحاتهم تحديات للوصول إلى المجد".
التعليقات