تحليل خاص: ما أسباب خسارة السعودية في افتتاح المونديال؟

انطلقت مساء أمس، الخميس، نهائيات بطولة كأس العالم 2018، والتي شهدت خسارة قاسية لمنتخب السعودية في المباراة الافتتاحية أمام منتخب روسيا، ضمن منافسات المجموعة الأولى

تحليل خاص: ما أسباب خسارة السعودية في افتتاح المونديال؟

خيبة أمل لاعبي منتخب السعودية (أ ب)

انطلقت مساء أمس، الخميس، نهائيات بطولة كأس العالم 2018، والتي شهدت خسارة قاسية لمنتخب السعودية في المباراة الافتتاحية أمام منتخب روسيا، ضمن منافسات المجموعة الأولى التي تضم أيضًا كل من منتخبي مصر وأوروغواي.

وبهذا الصدد، نقدم لكم تحليلا خاصا حول مجريات المباراة وأسباب خسارة المنتخب السعودي.

بداية اللقاء

بدأت المباراة بأجواء احتفالية نظمتها الدولة المضيفة روسيا، حيث خاض المنتخب السعودي المباراة بتشكيلة 4-1-4-1 وسط مفاجأة في خط الهجوم بإشراك المهاجم محمد السهلاوي على حساب فهد المولد، لتتغير فيما بعد إلى 4-4-2 عند إقحام الأخير في المباراة.

وفي المقابل، بدأ المنتخب الروسي اللقاء بتشكيلة 4-2-3-1 الغير معتاد عليها، سيما وأنه اعتاد على اللعب بثلاثة مدافعين في الخلف.

بداية السهلاوي اللقاء مفضلا على المولد كانت بمثابة تحفظ من قبل مدرب المنتخب السعودي، وذلك بهدف عدم رفع الرتم للمحافظة على لياقة لاعبيه للمباريات القادمة من البطولة، فقد كان "تيزي" معنيا باستئناف قوى المنتخب الروسي في الشوط الأول، ليهاجم السعوديون في الشوط الثاني، غير أن الأخطاء الفادحة في صفوف دفاع المنتخب السعودي أدت إلى بعثرة أوراق المدرب.

كمية تلك الأخطاء وحجمها أدت إلى زعزعة ثقة لاعبي المنتخب العربي وتخبطهم، ورغم خروج لاعب المنتخب الروسي، دزاغويف، مصابا إلا أن ذلك لم يؤثر على الروس، بل على العكس تماما فقد سجل بديله تشيريشيف هدفين.

في الشوط الثاني، حاول لاعبو المنتخب السعودي الاستحواذ على الكرة، ولأن كرة القدم علم غير صحيح فإن استحواذهم كان سلبيًا، ورغم سيطرة السعوديين على الكرة إلا أنهم تلقوا العديد من الأهداف في هذا الشوط، وقد ظهرت نقطة ضعف السعوديين بصورة واضحة في العرضيات، لتنتهي المباراة بهزيمة نكراء بخماسية دون مقابل.

أسباب خسارة المنتخب السعودي

الأخطاء في التكتيك

وهنا يمكن تقسيم الأخطاء التكتيكية التي وقع بها المنتخب السعودي إلى نقطتين، وهما على النحو التالي:

- عند استحواذ الروس على الكرة: لقد ساهم خط وسط المنتخب السعودي بشكل سيء، حيث كان يضغط بشكل متقدم وأدى ذلك إلى ظهور فراغات في خط الوسط، مما اضطر لاعب الوسط الدفاعي، عبده لطفي، للتقدم في محاولة افتكاك الكرة وترك مساحات خلفه للاعبي المنتخب الروسي.

- عند استحواذ لاعبي المنتخب السعودي على الكرة: عندما كانت الكرة بحوزة لاعبي المنتخب السعودي، لاحظنا أن كل لاعبي المنتخب يتقدمون إلى الأمام ليصبح حامل الكرة منعزلا تماما ولا يجد لاعبا حرا ليمرر له الكرة، وعندها يفقد اللاعب الكرة إما بتمريرة خاطئة للاعب روسي أو بتمريرة طويلة بدون عنوان، أو بتمريرة إلى الخلف.

اللاعب الحر لدى منتخب روسيا

من المعروف للجميع أن لاعب منتخب روسيا، غلوبين، هو أفضل لاعب على أرضية الملعب، فبدلا من مراقبته وإغلاق المساحات عليه، كان حرا طيلة دقائق المباراة لأنه كان مراقبا فقط من قبل الظهير الأيمن فقط وليس من قبل الظهير الأيمن ولاعب المحور، فكان على المدرب تغيير خطة اللعب من 4-1-4-1 إلى 4-2-3-1.

أما السبب الثالث فقد كان مفاجأة الروس للسعوديين ببدء اللقاء بثنائي دفاعي وليس ثلاثي والتي كانت كفيلة ببعثرة أوراق "تيزي" وتخبطه.

نقاط ضوء في المباراة

- فوز المنتخب الروسي بخماسية يجعل طريقه معبدة في دور المجموعات معنويا ومنطقيا.

- لا بد من كلمة مديح للتحكيم الممتاز خلال المباراة، فقد خلت المباراة من الأخطاء التحكيمية الحاسمة، مع الإشارة إلى أن هذه بطولة كأس العالم الأولى التي يتم فيها الاعتماد على حكم الفيديو المساعد.

- لم نجد أي نقطة ضوء فيما يتعلق بالمنتخب السعودي، فقد خيب اللاعبون ومدربهم آمال مشجعيهم بهذه الخسارة القاسية.

رجل المباراة

لا يختلف اثنان على أن رجل المباراة الأول هو لاعب خط وسط منتخب روسيا، غلوفين، الذي تحكم بخط وسط الملعب كما يجب خصوصًا من ناحية افتكاك الكرات، وكان العامل المهم في بناء لعب المنتخب الروسي وطبخ هدفين.

وأخيرا

من الواضح، نظريا، أن طريق المنتخب السعودي في هذه البطولة ستنتهي بعد مرحلة المجموعات، حيث أن مباراته القادمة صعبة جدا أمام أوروغواي، إلا إذا حدثت مفاجأة كبيرة وفاز المنتخب السعودي، مع تمنياتنا التوفيق للمنتخب السعودي وسائر المنتخبات العربية في البطولة في باقي المباريات.

التعليقات