تساؤلات وانتقادات مثيرة بعد إقصاء الأرجنتين من المونديال!

بدا المنتخب الفرنسي المباراة بتشكيلة 4-2-3-1 الاعتياديّة، بعدما أراح ديشامب العديد من اللّاعبين في المباراة السّابقة، لعب كانتي كلاعب ارتكاز، ما أتاح الفرصة لبوغبا للتَّقدُّم ودعم الهجوم، والاعتماد على غريزمان في العمق، لاستغلال العمق والأطراف معًا، وقد كانت التَّشكيلة على

تساؤلات وانتقادات مثيرة بعد إقصاء الأرجنتين من المونديال!

(أ ب)

حقق منتخب فرنسا بطاقة التأهل الأولى للدور ربع النهائي في نهائيات كأس العالم 2018، بعد إقصاء وهزيمة منتخب الأرجنتين برباعية مقابل 3 أهداف للأخير.

وبهذا الصدد، نستعرض أمامكم تحليلا خاصا لمجريات المباراة وأبرز ما شهدته على الصعيدين السلبي والإيجابي.

تشكيلة المنتخبين

تشكيلة فرنسا

بدا المنتخب الفرنسي المباراة بتشكيلة 4-2-3-1 الاعتياديّة، بعدما أراح ديشامب العديد من اللّاعبين في المباراة السّابقة، لعب كانتي كلاعب ارتكاز، ما أتاح الفرصة لبوغبا للتَّقدُّم ودعم الهجوم، والاعتماد على غريزمان في العمق، لاستغلال العمق والأطراف معًا، وقد كانت التَّشكيلة على النَّحو التّالي:

تشكيلة الأرجنتين

بدأ المنتخب الأرجنتيني المباراة بخطَّة 4-3-3 غير الاعتياديَّة، حيث استمرّ سامباولي باستثناء كل من ديبالا، أغويرو وهيغوين من تشكيلته، مفضِّلًا عليهم كل من بيريز، بوفان ودي ماريّا، حيث أراد المدرِّب الأرجنتيني من خلال هذه التَّشكيلة عدَّة أمور، أهمُّها مجاراة سرعة لاعبي المنتخب الفرنسي في الهجوم، وخاصَّةً مبابي وغريزمان وعودة لاعبو الطَّرف لتقديم الواجب الدِّفاعي، لتتحوَّل هده التَّشكيلة في الحالة الدِّفاعيَّة إلى 4-4-2، وقد كانت التَّشكيلة على النَّحو التّالي:

تحليل المباراة

قدَّم المنتخب الفرنسي وجبةً كرويَّةً دسمة، استحقّ من خلالها التَّأهُّل إلى دور ثمن النِّهائي، في حين أنَّ الأرجنتين حضرت جسدًا من دون روح.

على الورق، كانت خطَّة المنتخب الفرنسي 4-2-3-1، لكن خلال اللِّقاء تغيَّرت التَّشكيلة إلى 4-3-3 و 4-4-2 بتراجع ماتويدي وغريزمان إلى الخلف لمساندة كلّ من بوغبا وكانتي في الدِّفاع.

بالنِّسبة للمنتخب الأرجنتيني فقد اعتمد المدرِّب خطَّة 4-3-3 التي خلت من المهاجم الصَّريح، حيث لعب ميسي دور المهاجم الوهمي، ولعب كل من بيريز ودي ماريّا على الأطراف، الأمر الذي حدّ من خطورة ميسي الذي كان مراقبًا من أربعة لاعبين فرنسيّين.

الشَّوط الأوَّل: رغم سيطرة المنتخب الفرنسي على اللَّعب على جميع الأصعدة، فنيًا، بدنيًا وتكتيكيًا إلا أنه انتهى بالتَّعادل بهدف لكل منتخب، وبكثيرٍ من الحظ بالنِّسبة للمنتخب الأرجنتيني.

وقد استحقّ المنتخب الفرنسي الخروج من الشَّوط الأوَّل متقدِّمًا، نظرًا للمجهود الفني والتَّكتيكي الذي قدمه لاعبوه الذين انتشروا بشكل رائع على أرضيَّة الملعب، ناهيك عن أن مرتدّاتهم بقيادة مبابي شكَّلت خطرًا كبيرًا على مرمى المنتخب الأرجنتيني، على عكس راقصي التّانغو اللَّذين كانوا تائهين تمامًا طيلة المباراة، وسط أداء دفاعي كارثي وبطيء من رباعي الخطّ الخلفي وماسكيرانو.

الحالة الوحيدة التي استغل فيها الارجنتينيّون فكرة المهاجم الوهمي تجلَّت في الهدف الأوَّل للأرجنتين، حيث قام ميسي بسحب لاعبي فرنسا، وفتح الفرصة والمساحة لدي ماريّا للتَّسديد والتَّسجيل.

أما في الشَّوط الثّاني فقد اعتمد المنتخب الفرنسي سحب لاعبي المنتخب الأرجنتيني إلى الأمام، وضربوهم بالمرتدّات النَّموذجيَّة، وقد ساعدهم لاعبو المنتخب الأرجنتيني في ذلك، حيث دافعوا بخط دفاع متقدِّم رغم البطء الموجود لديهم.

رغم تقدُّم المنتخب الأرجنتيني في المباراة مع بداية الشَّوط الثّاني، إلّا أنَّ لاعبي المنتخب الفرنسي ضربوهم بثلاثة أهداف متتالية عندما قرَّر الفرنسيّون الهجوم، ليكشفوا بذلك عورات ونقاط ضعف دفاع المنتخب الأرجنتيني، ليضربوهم بالأربعة، ويعود سامباولي ولاعبوه إلى الأرجنتين خالي الوفاض.

تساؤلات وانتقادات

- كيف يمكن لسامباولي أن يحافظ على نظافة شباكه وهو يلعب برباعي دفاع متقدِّم أمام أفضل منتخب في العالم يلعب المرتدّات ويتقنها؟

- ما هو سبب استدعاء ديبالا للمنتخب؟

- كيف يمكن لسامباولي تسجيل الأهداف عندما يستثني كل من ديبالا، أغويرو وهيغوين من تشكيلته؟ فإن لم يقحمهم في أصعب اللَّحظات وأحلكها، فمتى سيعتمد عليهم؟ للتَّذكير فقط، هذا الثُّلاثي سجَّل خلال الموسم الماضي أكثر من 50 هدف مع أنديتهم.

- بماذا يفكِّر سامباولي عندما يقرِّر الاعتماد على لاعبين مغمورين كبيريز وبوفان وميزا، في حين أنَّ لديه نجوم على الدَّكَّة؟ ومن هو ميزا الذي لعب 4 مباريات في البطولة، حتى يكون مفضلا على هيغوين وديبالا وأغويرو؟

- كيف يمكن لمدرِّب يحترم نفسه أن يبدأ ببيريز الذي لم يتدرَّب مع المنتخب أي تدريب قبل انطلاق البطولة؟ للتَّذكير فقط؛ بيريز لاعب تمّ استدعاؤه للمنتخب قبل انطلاق البطولة بيومين، بعد إصابة لانزيني، وللتَّذكير أيضًا؛ بيريز لعب 3 مباريات من أصل أربعة خاضها المنتخب الأرجنتيني في البطولة!!

ماذا حدث؟

بطولة أخرى تنتهي بالفشل بالنِّسبة لميسي الذي لم يقدِّم المستوى المنتظر منه في هذه النسخة، وهذا نتج بشكل أساسي من ضعف المدرِّب الذي أساء اختيار أبسط الأمور بالنِّسبة لمنتخب بلاده.

لقد تابعنا منتخب أرجنتيني بدون أنياب، عانى أمام أضعف المنتخبات التي واجهها، حيث قام كل الخصوم بعزل ميسي عن باقي الفريق، ليحدّوا بذلك من خطورة المنتخب الأرجنتيني، الأمر الذي يستوجب وجود لاعب يحمل بعض الثِّقل عن ميسي؛ كديبالا مثلًا.

وقد استنتجنا جميعًا، أنّ سامباولي لا يصلح لأن يكون مديرًا فنيًا لأضعف الفرق، مدرِّب ضعيف تكتيكيًا وفنيًا، ولا يمكن أن يُعَوَّل عليه.

نقطة ضوء

استغل ديشامب والمنتخب الفرنسي نقاط قوتهم ونقاط ضعف خصمهم على أكمل وجه، وبدون شك تفوقوا من خلال هذه النقاط في المباراة واستحقّوا التّأهُّل، إلّا أنّ ذلك لا يعني أنَّ ليس أمامهم المزيد من التَّفاصيل التي يجب أن يعملوا عليها، وبالذّات على الجانب الدِّفاعي.

رجل المباراة

رجل المباراة من وجهة نظرنا هو اللّاعب الشّاب كيليان مبابي، الذي كان نقطة قوَّة بالنِّسبة للمنتخب الفرنسي، حيث قاد الهجوم في المرتدّات، ولعب دورًا تكتيكيًا كبيرًا في المباراة.

التعليقات