أجواء المونديال في الناصرة: ما صنعته قطر تعجز عنه دول كبرى

أشاد عدد من أهالي الناصرة بالتنظيم والافتتاح الراقي لمونديال قطر 2022، مؤكدين أن ما قدمته قطر فاق الخيال.

أجواء المونديال في الناصرة: ما صنعته قطر تعجز عنه دول كبرى

حافظ محروم من الناصرة (عرب 48)

تشهد مدينة الناصرة أجواء مونديالية رائعة، وتبدو أعلام بعض الدول التي تشارك منتخباتها في بطولة كأس العالم 2022 التي تجري في دولة قطر ترفرف فوق أسطح المنازل والسيارات، وتغيب شاشات العرض التي كانت تملأ الساحات والميادين في بطولات كأس العالم الماضية، وذلك نظرا للأجواء الباردة التي تسود في ساعات المساء، بخلاف بطولات كأس العالم التي أقيمت عادة في أشهر الصيف.

وعلى الرغم من كل ما قيل ويقال عن مونديال قطر والحملات التي شنتها جهات ووسائل إعلام غربية وإسرائيلية ضد قطر، إلا أن ذلك لم يثنها عن مواصلة إبهار العالم برسالتها الإنسانية والأخلاقية والرياضية، حسب ما أكد عشاق كرة القدم في الناصرة، مؤكدين أن ما صنعته قطر تعجز عنه دول عظمى في العالم.

وقال رئيس إدارة فريق "النهضة" في الناصرة سابقا، خالد سعيد موعد، لـ"عرب 48" إن "قطر تستحق استضافة مونديال كأس العالم وبجدارة، فهي الدولة المسالمة والسخية التي تدعم غزة بلا حدود وتقدم المساعدات الإنسانية للدول الفقيرة، وفي الوقت نفسه تسعى لتحقيق السلام والاستقرار وحل القضية الفلسطينية".

وتطرق موعد للحملات المُغرضة التي تتعرض لها قطر من قبل الغرب وإسرائيل بزعم أنها تحظر الخمور عن المشجعين الأجانب وتمنع مظاهر المثلية وما إلى ذلك، وأوضح أن "ما تتعرض له قطر من تهجمات هو أمر معيب وافتراء عليها، فهي دولة مسلمة ولها قوانين يجب أن تحترم، ومنذ متى يفرض الضيف قوانينه على المضيف؟! على كل زائر لقطر أن يلتزم ويحترم القانون، وهي لا تقصر بحق الضيوف، بل على العكس تمنحهم كل التسهيلات الممكنة والأمن والأمان، ولا داعي لأن يكون الجمهور مخمورا حتى يستمتع بمشاهدة المباراة".

وعلى مدخل منزل عائلة موعد يرفرف علم قطر، وعن ذلك قال رب العائلة: "نحن نؤيد كل المنتخبات العربية أولا ومن ثم سائر المنتخبات الأخرى".

علم قطر يرفرف في الناصرة (عرب 48)

ظاهرة رفع أعلام الدول المشاركة في المونديال، كانت في الماضي منتشرة بشكل بارز ولم يكن يخلو سطح بيت من علم واحد أو أكثر للدول المشاركة ببطولة كأس العالم، إلا أنها تراجعت بشكل ملحوظ في الناصرة هذا العام.

وقال صاحب محل لبيع الهدايا والإكسسوارات والعطور، حافظ محروم، لـ"عرب 48" إنه "منذ أسابيع وأنا أعرض لوازم المونديال من الشالات والأعلام والأبواق وغيرها ولم تكن تثير اهتمام الزبائن إلى أن انطلق المونديال يوم الأحد الماضي، فقد شهدت الأيام الثلاثة الأخيرة حركة نشطة، لدرجة أننا نكاد لا نبيع أي شيء سوى متعلقات المونديال، وهناك إقبال عليها من قبل النساء والأولاد والفتيات، ويجب علينا استغلال هذه الفرصة التي تعود علينا مرة كل أربع سنوات".

وقال صاحب محل لبيع اللوازم الرياضية، نايف حماتي، لـ"عرب 48" إن "مونديال قطر ناجح ومنظم بشكل كبير، والمنتخبات العربية ممتازة وخصوصا منتخب المغرب" (الحديث معه كان قبيل فوز المنتخب السعودي على الأرجنتين).

وأضاف حماتي أن "الإقبال كبير في المجتمع العربي عامة على شراء أعلام المنتخبات المشاركة في المونديال، لأن المجتمع العربي لديه شغف برياضة كرة القدم بشكل عام".

وعن غياب مظاهر المونديال وعدم رفع الأعلام على أسطح وشرفات المنازل كما في السابق، قال حماتي: "لا، هناك الكثير من الأعلام التي ترفرف فوق المنازل، وكل يؤيد المنتخب الذي يشجعه، لكن نلاحظ بأن الغالبية لدى العرب تؤيد البرازيل والأرجنتين والمغرب".

وأشار حماتي إلى "أسعار الأعلام بأنها تتراوح ما بين 15 إلى 30 شيكلا، حسب حجم العلم، وهناك إقبال على اللفحات والأبواق وكل اللوازم الرياضة خاصة التي ترمز لمنتخبي البرازيل والأرجنتين".

نايف حماتي من الناصرة (عرب 48)

ومن جانبه وصف علي أبو أحمد، وهو لاعب عريق من قدامى لاعبي فريق الإخاء الناصرة، مونديال قطر بأنه "رائع لدرجة خيالية من ناحية التنظيم، والأمان".

وقال أبو أحمد لـ"عرب 48" إن "المباريات حتى الآن لم ترق إلى المستوى المطلوب. من خبرتي طبعا أستطيع أن أتفهم حالة اللاعبين في المباريات الأولى والخوف من الخسارة فيها، لذلك لم نر حتى الآن مباريات مفتوحة ومثيرة" (الحديث قبل مباراة منتخبي السعودية والأرجنتين المثيرة جدا).

وأكد "أن ما فعلته الدولة الصغيرة عددا قطر، تعجز عنه دول عظمى من حيث تهيئة الظروف في غضون وقت محدود نسبيا، ولو نظرنا إلى التنظيم، وشعور الزائرين لقطر بالأمان، فإن هذا يطغى على كل الانتقادات التي تعرضت لها قطر باستضافتها للمونديال. إنه جهد يستحق كل التقدير، وعلينا أن نفتخر بكل الإيجابيات التي تحيط بأجواء المونديال لأنها فخر لكل عربي ومسلم في العالم".

علي أبو أحمد من الناصرة (عرب 48)

وختم أبو أحمد بالقول إنه "آمل أن يفوز منتخب البرازيل بالكأس، وأن تتقدم المنتخبات العربية إلى مراحل التصفيات. لا يزعجني إذا فاز ميسي بالكأس فإنه جدير بتتويج مسيرته العريقة بكأس العالم أيضا".

التعليقات