مونديال قطر: الفلسطينيون يرونه فرصة لتعريف العالم على قضيتهم

تقرير: يطغى العلم الفلسطيني الذي يحمله عشرات الفلسطينيين والقطريين والعرب، وهو أبرز علم لدولة غائبة عن المونديال. "فلسطين الغائب الحاضر. نجعلها موجودة بالعلم وبالكوفية وبالأغاني". إسرائيلي بالدوحة: "أتابع بالخفاء"

مونديال قطر: الفلسطينيون يرونه فرصة لتعريف العالم على قضيتهم

العلمان الفلسطيني والمغربي خلال مباراة المغرب وبلجيكا، أمس (Getty Images)

يمكن رؤية العلم الفلسطيني في كل مكان في قطر، رغم عدم تأهّل المنتخب الفلسطيني للمونديال، في محاولة من كثيرين لتسليط الضوء على القضية الفلسطينية في أول مونديال يُنظّم بدولة عربية.

في المقابل، يتجنّب إسرائيليون بناء على نصيحة سلطاتهم إظهار ما يدلّ على هويتهم خلال تواجدهم في دولة لا تقيم علاقات دبلوماسية مع دولتهم، بينما يجد الإعلام الإسرائيلي صعوبة في التواصل مع المشجعين العرب على الأرض.

وبات الكثير من المشجعين العرب يتأكّدون من هوية المحطات التي تطلب منهم الظهور على شاشاتها قبل الموافقة على الحديث، رافضين إجراء مقابلات مع وسائل إعلام إسرائيلية.

ورفض مشجع سعودي في نهاية الأسبوع في منطقة للمشجّعين في الدوحة، الردّ على سؤال لمراسل قناة "كان" الإسرائيلية، موآف فاردي، وصاح فيه بالإنجليزية "ليس هناك إسرائيل، هناك فلسطين فقط"، وتابع "ليس مرحبا بك هنا".

وزعم مراسلون إسرائيليون أنهم دُهشوا من أنّ عددا ممن رفضوا الحديث معهم ينتمون لدول عربية وقّعت اتفاقات تطبيع مع إسرائيل.

ويشار إلى أنّ أكثر من 250 ألف فلسطيني يعيشون في قطر التي تعدّ نحو ثلاثة ملايين نسمة، بحسب إحصاءات رسمية. وفيما يضع مشجعو الدول المشاركة أعلام بلادهم على أكتفاهم، يطغى العلم الفلسطيني الذي يحمله عشرات الفلسطينيين والقطريين والعرب، وهو أبرز علم لدولة غائبة عن النهائيات.

ويلوّح مشجّعون قطريون بأعلام بلادهم والأعلام الفلسطينية من نوافذ سيارتهم الفارهة، فيما تبثّ أغنية "علّي الكوفية" الفلسطينية الحماسية بانتظام في مناطق المشجعين. كما وضع قطريون شارة عليها رسم الكوفية على أذرعتهم خلال مباراة ألمانيا واليابان.

وقال الفلسطيني يحيى أبو هنتش (33 عاما)، الموظف في القطاع الطبي وهو يرتدي قميص قطر ويرفع العلم الفلسطيني، إنّ البطولة "فرصة لنا لتعريف العالم بقضيتنا خصوصا أن العالم أصبح أكثر اهتماما بقضايا أخرى". وأضاف أن "بعض الأجانب لا يعرفون العلم الفلسطيني ويسألوننا عنه. وهنا تأتي فرصتنا الذهبية للتعريف بقضيتنا".

العلمان الفلسطيني والقطري خلال مباراة قطر والإكوادور (أ.ب.)

وقال أحد المشجّعين الإسرائيليين الذين زاروا الدوحة، والذي ذكر أنّه يحضر "رابع كأس عالم، لكنها المرة الأولى التي أضطر فيها لعدم حمل علم إسرائيل معي". وتابع: "أشعر أنني أتابع كأس العالم بالخفاء. الأجواء عدائية نحونا".

ويرى فلسطينيون أن البطولة المقامة للمرة الأولى في دولة عربية هي فرصة ذهبية بالفعل لتعريف العالم بقضيتهم. وقالت مدربة اللياقة البدنية الفلسطينية، إيمان جرجاوي، التي وضعت علم بلادها حول كتفيها، إن "فلسطين ليست موجودة بالبطولة لكنّنا نجعلها موجودة بالعلم وبالكوفية وبالأغاني. هي الغائب الحاضر".

التعليقات