مونديال قطر: المغرب لمواصلة مغامرته التاريخية وإضافة البرتغال لقائمة ضحاياه

يعوّل المغرب على صلابته الدفاعية حيث دخل مرماه هدفا واحدا فقط ومن نيران صديقة عندما سجل المدافع نايف أكرد في المباراة ضد كندا بالخطأ في مرمى الحارس العملاق ياسين بونو، صاحب "الملحمة" ضد إسبانيا بتصديه لركلتين ترجيحيتين.

مونديال قطر: المغرب لمواصلة مغامرته التاريخية وإضافة البرتغال لقائمة ضحاياه

(Getty Images)

يسعى المنتخب المغربي لكرة القدم إلى مواصلة مغامرته التاريخية وإضافة البرتغال التي قد يغيب عنها مجددا النجم المخضرم كريستيانو رونالدو، إلى قائمة ضحاياه، عندما يلاقيها غدا السبت على ملعب الثمامة في الدوحة في ربع نهائي مونديال قطر 2022 في كرة القدم.

سجَّل المغرب اسمه بأحرف من ذهب في النسخة الحالية عندما تخطى الدور ثمن النهائي للمرة الأولى في تاريخه وبات أول منتخب عربي يحقق هذا الإنجاز ورابع منتخب إفريقي بعد الكاميرون (1990) والسنغال (2002) وغانا (2010).

إنجاز حققه على حساب منتخبات من العيار الثقيل، بدأه بتعادل سلبي غال أمام كرواتيا الوصيفة، وفوز على بلجيكا الثالثة 2-صفر، ثم كندا 2-1، قبل أن يسجل اسمه كأول منتخب غير أوروبي يطيح الماتادور الإسباني من الدور ثمن النهائي، عندما أزاحه بركلات الترجيح 3-0 بعد التعادل دون أهداف.

ردّ المغرب التحية لإسبانيا التي انتزعت منه تعادلا في الوقت بدل الضائع 2-2 في النسخة الأخيرة، وسيكون الدور السبت على البرتغال التي كانت تغلبت عليه 1-صفر في الجولة الثانية من دور المجموعات وأطاحت الأسود خارج المونديال الروسي.

كانت المواجهة بين المنتخبين قبل أربعة أعوام هي الثانية في تاريخهما بعد الأولى عام 1986 عندما فاز المغرب 3-1 وبلغ الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخه وتاريخ المنتخبات العربية والإفريقية.

ويعوّل المغرب على صلابته الدفاعية حيث دخل مرماه هدفا واحدا فقط ومن نيران صديقة عندما سجل المدافع نايف أكرد في المباراة ضد كندا بالخطأ في مرمى الحارس العملاق ياسين بونو، صاحب "الملحمة" ضد إسبانيا بتصديه لركلتين ترجيحيتين.

ولذلك، يأمل "أسود الأطلس" في استعادة ركائزه الأساسية في خط الدفاع ويتعلق الأمر بأكرد والقائد رومان سايس والظهير الأيسر نصير مزراوي الذين تعرضوا لإصابات مختلفة في المباراة الأخيرة ضد إسبانيا، خصوصا وأن المغاربة سيواجهون أقوى هجوم في البطولة صاحب 12 هدفا بينها نصف دزينة في مرمى سويسرا في ثمن النهائي.

وقال مدربه وليد الركراكي إنه "لدينا شكوك دائما على غرار كل المباريات التي خضناها حتى الآن، لكننا نتخذ القرار كل مرة في يوم المباراة"، مضيفا أنه "لدينا جهاز طبي رائع يبذل كل ما في وسعه من أجل علاج اللاعبين وتجهيزهم ليوم المباريات، مهمتهم صعبة وحساسة جدا في ظل ضيق الوقت، ولكنهم نجحوا حتى الآن ولم نخسر أي لاعب".

من المرجح أن يبقي الركراكي وفيا لخطته التكتيكية التي اعتمدها منذ بداية البطولة وتشكيلته المثالية التي لا مساس بعناصرها مركزا على سد المنافذ من المدافع الأول قلب الهجوم يوسف النصيري، مرورا بخط الوسط بقيادة الرباعي سفيان أمرابط وسليم أملاح وحكيم زياش وعز الدين أوناحي، ورباعي الدفاع مع سايس وأكرد والظهيرين مزراوي وأشرف حكيمي، وصولا إلى حامي العرين بونو.

وسيكون الثلاثي عطية الله والياميق ومدافع بريست أشرف داري الأقرب على الأرجح لتعويض المصابين أكرد وسايس ومزراوي في حال عدم تماثلهم للشفاء.

وأكد الركراكي أن المغرب لم يأت إلى قطر لخوض ثلاث مباريات فقط بل للذهاب إلى أبعد دور ممكن "طموحاتي واللاعبين لا حدود لها".

ومن جهته، قال سايس إن "الإنجاز تاريخي، لكن لن نتوقف هنا. ما زالت مهمتنا لم تنته بعد، سنواصل بالطموح نفسه في الدور المقبل (أمام البرتغال)".

وفي المقابل، نصح الدولي السابق محمد الساهل في حديث لفرانس برس الركراكي وجهازه الطبي بالعمل على استعادة اللاعبين المجهدين عافيتهم "والاستمرار في نفس الخطاب ونفس الروح، نفس الكاريزما ونفس الغرينتا لأنه علينا في كرة القدم ألا نغير التكتيك المربح".

وأبدى "سهيل" (59 عاما) تخوّفا قبل مواجهة "سيليساو أوروبا": "السبب واضح جدا وكان من أسباب تخوفي أيضا في لقاء إسبانيا، فالمغاربة لعبوا مباراتهم الرابعة في ظرف 14 يوما بمجموعة تم استهلاكها على مستوى دقائق المشاركة، بينما اعتمد المنافس مبدأ المداورة بين اللاعبين للحفاظ على طراوتهم".

وتابع أنه "ثمة لاعبين في المنتخب المغربي حضروا إلى المونديال بعيدين نسبيا عن الأجواء التنافسية، إذ كانوا يلازمون دكة الاحتياط مع فرقهم مثل زياش والنصيري، فضلا عن آخرين عادوا من الإصابة على غرار أكرد وبوفال، كل هذه الأمور يجب أن توضع في الحسبان".

ومن جهتها، ستحاول البرتغال الاستفادة من الدروس التي لقنها المغرب لمنافسيه وخصوصا "لا روخا" لمواصلة مشوارها في العرس العالمي وبلوغ نصف النهائي للمرة الثالثة في تاريخها بعد الأولى عام 1966 عندما حلت ثالثة و2006 عندما حل رابعة.

وجهت البرتغال إنذارا شديد اللهجة إلى خصومها في الأدوار الإقصائية أولهما المغرب بعد فوزها الكبير على سويسرا 6-1 في ثمن النهائي بعد سقوطها المفاجئ أمام كوريا الجنوبية 1-2 في الجولة الثالثة الأخيرة من دور المجموعات.

وأكد نجم أتلتيكو مدريد الإسباني، جواو فيليكس، أن مواجهة المنتخب المغربي لن تكون سهلة ولن تكون مشابهة لمباراتنا ضد سويسرا، فكل مباراة لها ظروفها وحيثياتها وتفاصيلها".

وأضاف أنه "لن نستهين بالمغرب، تغلب على الكثير من المنتخبات المرشحة".

وشاطره مدربه، فرناندو سانتوش، الرأي "مواجهة المغرب ستكون صعبة ليس فقط لتخطيه إسبانيا، ولكن لأن لاعبي المغرب أثبتوا قدراتهم على مدار البطولة"، مشيرا إلى أنه واجهه عام 2018 "لكنه تطور الآن بشكل أكبر ويظهر بمستويات عالية".

وأضاف أنه "سأشاهد مباراة المغرب وإسبانيا وأحلل ما حدث ونقاط قوة وضعف المنتخب المغربي".

وتدخل البرتغال المباراة على وقع استبعاد نجمها الهداف العالمي القياسي، كريستيانو رونالدو، من التشكيلة الأساسية في المباراة الأخيرة ضد سويسرا وتهديده بمغادرة المنتخب، وهو خبر نفاه الاتحاد البرتغالي للعبة.

واتخذ سانتوش قرارا مفاجئا بإبقاء رونالدو على دكة البدلاء، الثلاثاء، وسجل بديله اليافع غونسالو راموس ثلاثية "هاتريك" في الفوز الكاسح 6-1 على سويسرا.

وسيكون راموس أحد الأسلحة الفتاكة التي سيعتمد عليها سانتوش لفك شفرة الدفاع المغربي إلى جانب فيليكس وبرناردو سيلفا ورافايل لياو وبرونو فرنانديش.

التعليقات