للعام الثاني على التوالي، اختتمت جمعيّة الثقافة العربيّة جولة تدريبيّة مكثّفة لمرشدي مشروع "تشكيل" – مشروع القيادة الشابة، أحد المشاريع المركزيّة لمنحة روضة بشارة عطا الله، وذلك بين 15 و17 نيسان/أبريل في مدينة رام الله، بمشاركة طلاب جامعيين من مختلف أنحاء البلاد.
وجاءت هذه اللقاءات لتشكّل المحطة التدريبيّة الرئيسيّة لمرشدي المشروع، الذين يتلقّون تدريبًا يمتدّ على مدار عام كامل، قبل أن يؤسّسوا مجموعات من طلبة المرحلة الثانويّة، المبادِرة والمتعلّمة. وكان "تشكيل" قد أسّس في عامه الأوّل ستّ مجموعات عمل في عدّة بلدات، ويهدف هذا العام إلى زيادة عدد المجموعات وتوسيع نطاق تأثيرها وانتشارها. يهدف المشروع إلى تأهيل جيل قيادي شاب، واعٍ ومبادر، يحمل هموم مجتمعه، ويسعى إلى مواجهة التحدّيات البنيويّة والاجتماعيّة، من خلال تطوير أدوات التفكير الناقد، وتعزيز العمل الجماعي، والتنظيم المجتمعي في الحيّز العام.
وافتُتحت الأيام التدريبيّة بلقاء مع المرشد ينال النبالي، موجه المجموعات، الذي قدّم ورشة حول مهارات القيادة، وفنون التواصل، والوقوف أمام الجمهور، بالإضافة إلى مهارات التدريب. كما أدار منسق المشروع، عز عودة، جلسة تنظيميّة ناقشت آليّات التقييم والتفكير الذاتي، وأسّست لبيئة عمل آمنة وداعمة بين الطلاب.
وفي اليوم الثاني، تعمّق التدريب في بناء فهم مشترك حول ديناميكيّات العمل الجماعي، وتطوير مهارات التنظيم والتواصل، عبر ورشات تفاعليّة سعت إلى تمكين المشاركين من لعب دور فاعل في مجتمعاتهم المحليّة.
أمّا في اليوم الأخير، فقد التقى المشاركون بالمدرب محمد فرحات، المختصّ في التفكير الناقد وتحليل المعطيات، والذي قدّم تدريبًا عمليًا يهدف إلى تطوير أدوات التحليل وقراءة الواقع بشكل نقدي ومسؤول.
وتخلّلت الأيام الثلاثة أيضًا لقاءات تقييميّة وتخطيطيّة، ساهمت في بناء نسيج من الثقة والانتماء بين المشاركين، الذين انطلقوا في رحلتهم القياديّة بشغف ورؤية جماعيّة نحو التغيير.
وفي حديث مع الطالبة مرح أسعد، عبّرت عن تجربتها قائلة:
“أفضل ما في هذه الورشات أنّنا تعلّمنا عن أهميّة التواصل بشكل عميق، وعن المهارات التي يمكننا نقلها للآخرين. من خلال الورشات الجسديّة والتفكيريّة، توصّلت إلى استنتاجات لم أكن قد فكّرت فيها من قبل. كان التدريب مُلهِمًا للغاية بالنسبة لي.”
وفي ختام اللقاء، اجتمع مدير جمعيّة الثقافة العربيّة، مصطفى ريناوي، مع المشاركين، وتحدّث عن أهميّة الدور القيادي للشباب وتأثيره على مسيرة وصمود شعبنا في الداخل، مشيرًا إلى أنّ هناك صراعًا على الرواية، وأنّ على الجيل القادم أن يحملها؛ فالسؤال الأهم هو: أيّ رواية سنحمل؟ وكيف؟
وأكّد ريناوي أنّ هذه المشاريع الوطنيّة، بمساحاتها التدريبيّة المهنيّة، تُعدّ فرصة مهمّة لحمل رواية أهل البلد، والدفاع عن الهويّة، والمساهمة في صون الذاكرة الجماعيّة، وبناء مستقبل قائم على التكافل، والصمود، والمسؤوليّة المجتمعيّة
التعليقات