30/06/2016 - 22:01

نبض الشبكة: حنين في وجه الخانعين

سيطر غضب عارم على مواقع التواصل الاجتماعي وفي المنصات الثقافية، بعدما تهجم أعضاء الكنيست الإسرائيلي، بيساره ويمينه على النائبة عن التجمّع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، حنين زعبي، أمس، الأربعاء، بعدما طالبت بالاعتذار منها وتعويضها

نبض الشبكة: حنين في وجه الخانعين

سيطر غضب عارم على مواقع التواصل الاجتماعي وفي المنصات الثقافيّة، بعدما تهجّم أعضاء الكنيست الإسرائيلي، بيساره ويمينه على النائبة عن التجمّع الوطني الديمقراطي في القائمة المشتركة، حنين زعبي، أمس، الأربعاء، بعدما طالبت بالاعتذار منها وتعويضها على المضايقة والملاحقة التي تعرّضت لها من قبل أعضاء كنيست منذ ستّ سنوات، وبعدما أعلنت أنها ستتبرّع بتلك التعويضات لصالح أسطول الحريّة المقبل، لأنه 'طالما هنالك حصار على غزّة، فإنه من واجبنا أن ننظّم قوافل لكسر الحصار عنها'، وفقًا لما قالت زعبي، في الجلسة المخصّصة لمناقشة اتفاق المصالحة الإسرائيلي-التركي.

ففي توصيف ما جرى، يقول الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، عوض عبد الفتّاح، إن 'كنيست إسرائيل، التي تعتبرها الدولة العبرية، وجهها الديمقراطي، تتجرّد من مكياجها، منذ زمن، ولكن مؤخرًا ما عادت تكترث حتى بهذا المكياج. للوجود العربي فيها تناقضات مؤلمة، ولكن لولا هذا الوجود، الفاعل والمتحدي، لكان من الصعب المساهمة في كشف هذا الوجه، خاصة في ظروف ما بعد أوسلو حيث منحت شرعية فلسطينية وعربية ناهيك عن الشرعية العالمية'.

وأكمل عبد الفتّاح بالقول إن 'الهجوم المرضي و الأرعن والسوقي على حنين زعبي، بشكل خاص، بسبب وصف جنود الاحتلال بالقتلة، وعلى نواب التجمع وعلى بعض أعضاء الكنيست العرب على خلفية مواقفهم، يكشف حضيض هذه المؤسسة التشريعية، التي أنشأها نظام الأبارتهايد، ليحظى بمكانة ضمن عائلة الأمم الاستعمارية التي أنشأته، وبدعمها'.

وأضاف 'مع ذلك، بات شرعيا، أكثر من أي وقت مضى، التفكر بنجاعة تمثيل العرب في الكنيست، ونزع آخر غطاء عن نظام الأبرتهايد، ليس فقط بسبب تقلص التأثير الفعلي المحدود أصلًا، على الرأي العام الإسرائيلي، بل من أجل الانشغال الجدي في الميدان، في تنظيم نضال الناس، وتنظيم المجتمع، وبناء مؤسساته'.

كما أكمل 'لا بجوز التقليل من الأثر الإيجابي الكبير الذي حققه التمثيل العربي في الكنيست، في مجال إيصال قضية الفلسطينيين المنسيين( ٤٨)، إلى العالم، وفضح التناقض الكامن بين يهودية الدولة وديمقراطيتها الإثنية. لقد ساهم هذا، أيضًا، في حشد أوساط واسعه من شعبنا حول خطاب الوطنية والديمقراطية، وفي هذا السياق، لا بد من استحضار اسم عزمي بشارة، الذي كان رائدًا في هذه المعركة الأيدلوجية والمبدئية، إعادة النظر في المشاركة في الكنيست، التي تطرح بين الحين والآخر، لحساب إستراتيجية نضالية مدنية حضارية، يجب أن تتم عبر حوار وطني شامل، لأن في هذا قوة هذا الخيار. أي فقط إذا نجح غالبية العرب في التفاهم على ذلك. نقول ذلك، ونحن نسمع ونتابع أن بعض الانتهازيين يتمنون لأن تعود نسبة الحسم إلى ما كانت عليها في السابق، تعبيرًا عن رغبه لهدم فكرة القائمة المشتركة، وخوض الانتخابات فرادى. أي هدم فكرة الوحدة. هؤلاء لا يفكرون إلا بأنفسهم، وبمصالحهم الفئوية'.

ومضى بالقول 'هؤلاء معزولون عن شعبهم، الذي ما عاد يطيق تشرذمات جديدة، خاصّة في ظل الحالة الانقسامية العربية والفلسطينية، وفي ظل التغول الإسرائيلي ضدّنا. في تقديري حتى لو أعيدت نسبة الحسم إلى وضعها السابق، لن يقبل الناس إلا بخوض الانتخابات موحدين؛ هؤلاء لا يدرون أن أوساطًا فلسطينية شعبية، وأكاديمية، ومثقفة، وشبابية، تتجه بثبات نحو مشروع وحدوي إستراتيجي، في صلبه استعادة خطاب الحقوق التاريخية، خطاب يوحد كل شعبنا في كافة أماكن تجمعاته. هو مشروع تاريخي، قد يستغرق مرحلة تاريخية كاملة.

وانتهى بالقول 'في إطار هذه الصيرورة الآخذة في التشكل، سيتعين علينا نحن الفلسطينيين، داخل حدود الـ٤٨، ممارسة دورنا من أجل تنظيم أنفسنا وبناء مؤسساتنا، ورفع مستوى التعليم وتطوير اقتصادنا، في إطار رؤية وطنية شاملة، ذات بعد ديمقراطي، عبر التشبيك المباشر مع تجمعات الشعب الفلسطيني المختلفة. من أجل الانخراط الفعلي، والواعي، في هذا المشروع، لا بد من خلق الوعي به على نطاق واسع، على خلاف الوعي السائد حاليًا'.

من جهته، كتب عضو اللجنة المركزيّة في التجمّع الوطني الديمقراطي، د. عمر سعيد، أن 'خطاب اللغو الكلامي والجعجعة الأبوية، الذي يتحفنا به بعض الأكاديميين المقولبين، ومن يتوهمون أنهم صناع الرأي المجتمعي في ساحتنا وأوصياؤه، نراه اليوم، وكعادته، لا يخطئ الميعاد، كلما انطلقت ماكينة الإعلام العنصري وانفلتت اْبواق قادتها وجمهورها 'لتأديب' النواب العرب الرافضين للتدجين والخنوع، تمامًا كما هو حاصل الآن مع حنين زعبي، التي عبّرت بموقفها الشجاع عن كل أحرار شعبنا وقواه الحية. ما معنى أن ينبري هؤلاء للومها وتسخيف وضوحها الوطني والتنصل الجبان من خطابها، أمام قتلة متضامني مرمرة ومجرمي الاحتلال؟ نعرف جيدا طبيعة هذه الشريحة الانتهازية ومقاصدها، فمنهم من يحرق أعصابه ويمتطي ظهر الزمان وهو يبشرك ويعلمك قواعد التعقل والمسؤولية الشعبية والوطنية، وبالذات حينما تظهر بوادر حراك جماهيري مصادم في الأفق، ثم تراه، حين تحادثه بضرورة الانضواء تحت سقف اجتماعنا الوطني الحزبي والانخراط بحراكه، قد انقبض وجهه وتسطح أنفه كمن اشتم ريحًا مقرفًا، فلا ينفك عن توجيه سهامه نحو الجهة الوطنية بعينها، لتكتشف بعدها أنه غاطس في حب 'ليلى' وموعود بوصالها. كل ما في الأمر، أن حنين زعبي فعلت ما ينبغي أن يمارسه كل قائد وطني شريف، وأنتم تصرفتم على سجينكم الخانعة'.

بينما قال الشاعر والباحث علي مواسي إن ' ما فعلته حنين زعبي، وبخطابٍ سياسيٍّ واحد، أنّها قلبت توقيع نتنياهو على اتّفاق مصالحةٍ مع حكومة أردوغان، من إنجاز دبلوماسيّ لإسرائيل وحكومتها، إلى اعترافٍ بجريمة قتلٍ يستوجب الاعتذار'.

وأكمل مواسي 'قالت لهم: أنتم لا تدفعون تعويضاتٍ لإرهابيّين كما تقولون، معنى ذلك أنّكم تعترفون بدفعكم التّعويضات لناشطي مافي مرمرة أنّكم قتلتم أناسًا أبرياء، ومعنى ذلك أيضًا أنّ ملاحقتكم لي ولغيري بسبب مشاركتنا في أسطول الحرّيّة على مدار ستّ سنواتٍ كانت فريةً، وهذا يستوجب الاعتذار؛ ولهذا غضب بيبي'.

في حين قال عضو اللجنة المركزيّة في التجمع الوطني الديمقراطي، عمّار أبو قنديل، إن 'التهجم على النائبة حنين زعبي ليس هو القضية الأساس، هذا نهج اعتادت عليه حنين في كل مرة وضعت الحقائق أمام المؤسسة بكل صدق وعنفوان، واعتدنا نحن أن نلمسه ونعيشه من خلال ممارسات الاحتلال، عنف الاحتلال في قمع المظاهرات والاعتقالات التعسفية في الداخل، الملاحقات والتضييق في الضفة والحصار على غزة، هذا هو الاحتلال لم يتغير، نحن الذين نتغير في كل مرة نراهُ كيانًا طبيعيً أو نتوهم أنه ديمقراطي، ما حصل اليوم هو مرآة لعلاقتنا ’الطبيعيّة’ مع المؤسسة، علاقة غير متصالحة في جوهرها، لأنك عندما تضع الحقائق أمام المذنب، تُغضب عنجهيته وينفلت كالكلب الأهوج!'.

وتساءَل أبو قنديل عن المطلوب، بالقول 'فما المطلوب إذًا ؟ أن نصمت عن الحقيقة لكي لا نستفز جلادنا؟ قلتُ سابقًا: 'كل مطالبة من الضحية بالخنوع لسطوة الجلاد هو تواطئ ومهادنة'. كل ما قالته النائبة حنين هو ما يلي : 'من قتل هو من عليه أن يعتذر، عليكم أن تعتذروا '، مشيرة إلى أن مقتل ١٠ ناشطين سياسيين أتراك على يد الجيش الإسرائيلي، ناقشوا في ذلك، ناقشوا في ما قيل وكل نقاش في الأسلوب والطريقة وكل نقاش جانبي هو هامشي في سياق ما قيل ولا يعول عليه'.

أما عضو المجلس التشريعي عن حركة حماس، أحمد عطّون، فقد قال في تصريحات نقلتها عنه وكالة الأناضول للأنباء، إن 'ما جرى للنائب زعبي، يوم أمس، وقاحة، فكيف تغضب دولة القتل لوصفها بالقتل' متسائلًا 'ما الوصف الذي يمكن إطلاقه على جنود هاجموا سفينة مافي مرمرة الإنسانية غير القتلة؟'.

اقرأ/ي أيضًا | القائمة المشتركة تدين الهجوم الفاشي على النائبة حنين زعبي

التعليقات