26/07/2016 - 00:39

طرائف نتنياهو

في خطاب مسجّل مفاجئ، عبّر رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، عن "اعتذاره" عن إثارته أنصار اليمين للتصويت في انتخابات العام الماضي عبر التحريض على العرب، بالقول إنهم "يهرولون إلى صناديق الاقتراع بكميّات كبيرة".

طرائف نتنياهو

نتنياهو خلال جلسة حكومية (رويترز)

في خطاب مسجّل مفاجئ، عبّر رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، عن 'اعتذاره' عن إثارته أنصار اليمين للتصويت في انتخابات العام الماضي عبر التحريض على العرب، بالقول إنهم 'يهرولون إلى صناديق الاقتراع بكميّات كبيرة'.

وفي الفيديو، الذي لا تتجاوز مدّته الـ3:21 ثانية، قال نتنياهو مخاطبًا العرب 'حققّتم إنجازات عظيمة، أنتم قضاة في المحكمة العليا، ونواب في الكنيست' ناسيًا، أو متناسيًا ربّما، أنه كان من أبرز الداعمين والمتحمسين لسن قانون الإقصاء، الذي يهدف إلى ضرب التمثيل السياسي للمواطنين العرب، وتحريضه الشخصي ضد النائبة حنين زعبي، قائلًا إن 'لا مكان لها في الكنيست'، ومن ثم أكمل نتنياهو تسجيله بالقول 'منكم أدباء مشهورون'، لكنّ نتنياهو لم ينتبه، للمفارقة، أن يوم إذاعته لتسجيله هو ذات اليوم الذي أُجّلت فيه محاكمة الشاعرة دارين طاطور، لكتابتها قصيدة فحسب، مع التحريض المتواصل منذ نحو أسبوع على الشاعر الفلسطيني محمود درويش، من قِبَلِه ومن قبل وزراء حكومته، ما بلغ حد مقارنة قصيدة 'سجّل أنا عربي' بالكتاب النازي 'كفاحي' لأدولف هتلر.

كما أضاف نتنياهو أن رؤيته تقضي بأن 'الأولاد والبنات العرب سيكبرون بأمان وهم يعلمون بأنهم يستطيعون أن يحققوا مطامحهم في دولة إسرائيل'، بيد أنه يتجاهل حقّهم في الاحتفاظ بروايتهم التاريخيّة، وهو الأمر الذي دأبت حكومات إسرائيل على نكرانه ومن ضمنها، بالطبع، حكومة بنيامين نتنياهو، التي أصدرت وزارة التعليم فيها كتاب 'مدنيات' مجحفًا لا يمّت للديمقراطية التي يدّعيها نتنياهو بشيء.

والطريف أن نتنياهو، الذي دعا في نهاية كلمته المسجلة العرب واليهود أن يتعاملوا مع بعضهم البعض 'باحترام وعدالة'، لم يقم بنشر الكلمة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك، أو الإشارة إليه، (التي يقوم بمشاركة كل ما هبّ ودبّ من نشاطاته عليها)، إنما اكتفى بمشاركته على موقع يوتيوب، أي أن على العرب البحث عن مبادرة نتنياهو في صفحاته العديدة، حتى تلك الأقل استخدامًا، من أجل العمل بها، وأن يتفضّلوا بقبولها بوجهٍ حسن. وبالطبع، لم تقم أي صفحة من صفحات الليكود، التي قامت بطبيعة الحال بنشر الفيديو التحريضي الأول، بنشر هذا الفيديو، ربما لأنهم أكثر من يعرف ما يدور في خلد رئيس حكومتهم.

باختصار، يحاول نتنياهو إصلاح ما تفوّه به قبل الانتخابات، لكن هل يصلح اليوتيوب ما أفسدته الانتخابات، وما تُفشِله السياسات أو ما تقصيه التشريعات؟

التعليقات