الحاج صالح: محاولات إشراك الأسد بالحل لن تثمر

تناوب حافظ الأسد وابنه بشار على حكم سوريا لمدة ٤٥ عامًا، التي ما تزال في عرف السياسة الدولية جمهورية لا مكان فيها لحكم السلالة والعائلة، فيما جاءت الثورة السورية لتضع سوريا على الطريق نحو الخلاص والخروج إلى الحرية.

الحاج صالح: محاولات إشراك الأسد بالحل لن تثمر

تناوب حافظ الأسد وابنه بشار على حكم سوريا لمدة ٤٥ عامًا، التي ما تزال في عرف السياسة الدولية جمهورية لا مكان فيها لحكم السلالة والعائلة، فيما جاءت الثورة السورية لتضع سوريا على الطريق نحو الخلاص والخروج إلى الحرية.

ومع دخول الثورة السورية عامها السادس، استضاف برنامج 'العربي اليوم' على التلفزيون العربيّ، الباحث والكاتب السوري، ياسين الحاج صالح، الذي قال إن تاريخ حكم 'السلاسة الأسدية'، يبدأ من ظهور طبقة ضارية امتلكت من الموارد الوطنية والثروات ما يفوق الطبقة البرجوازية التقليديّة، التي انقلب حزب البعث عليها، وذلك من خلال تركز السلطة في يد البعث خلال ٤٨ سنة.

وأوضح صالح أنه جرى استيلاء واسع على الموارد الوطنية وقطاعات الاقتصاد، وترجم بالتحول نحو اقتصاد السوق الاجتماعي عبر مؤتمر لحزب البعث، وهكذا ظهرت طبقة احتكرت الاقتصاد السوري برئاسة رامي مخلوف، لتبرز، تمامًا، منذ أواخر العام ٢٠٠٦، بعد إنشاء شركة الشام القابضة وسوريا القابضة.

ورأى ياسين أن الإصلاح مستحيل في ظل النظام، مستدركًا أن أرباب النظام واعيين تمامًا لذلك، إذ لم يعرضوا في أي وقت تنازلًا عن السلطة ولو بنسبة ٥٪ لأي طرف داخلي، واصفًا الطبقة التي أنشأها النظام بأنها نادٍ للبرجوازية، التي تكونت في كنف السطة وليست مستعدة لتقديم أي تنازلات سياسية للسورين، وذلك لأن نوعية المصالح وتراكم الثروات التي، في يد النظام، من شأنها أن تعرضه للمحاسبة.

وأكد صالح أن بشار الأسد ليس له أي قيمة أو اعتبار مثل والده، موضحًا أن النظام الحالي مكون من تركيبة سياسية أمنية مالية، تديرها عائلة آل الأسد والأجهزة الأمنية والبرجوازية الجديدة، التي سبق وتحدث عنها، وليس شخص بشار الأسد.

ويرى الحاج صالح أن الدولة السورية تنقسم إلى دولة ظاهرية، تتكون من الحكومة ومجلس الشعب والأجزة القضائية..الخ، ودولة باطنية، تعد مركز قرار المركب السياسي والأمني والمالي.

ولفت إلى أن الدولة الباطنية على قلب رجل واحد بدرجة كبيرة، وأظهرت الوحدة والعزم، لذا لم تصب بالانشقاقات، التي أصابت أجزاء من الدولة الظاهرة، بسبب نوعية المصالح المشتركة، إلى جانب كون ثرواتها وموقعها في السلطة غير شرعي.

وأكد صالح أن محاولات تشكيل جسم انتقالي بإشراك الأسد لن تثمر عن شيء، لأن تكوين النظام شديد التطرف ولن يقبل تنازلًا أو شراكة، بسبب القيود السابقة، وهي المصالح والثروات وانعدام الشرعية، وأضاف أن التنازل القليل سيفتح الباب لتنازل أكبر، وبالتالي سيودي ببشار وفريقه إلى السجن المستحق، الذي سجن فيه الشعب السوري كله على مر سنوات مضت.

اقرأ/ي أيضًا | تقدير موقف: الانسحاب من سورية... ضغط روسيّ على الأسد؟

التعليقات