"هآرتس": نسبة اليهود بين الأردن والمتوسط انخفضت الى أقل من 50%

مقارنة بين معطيات الاحصاء الاسرائيلية والفلسطينية تؤكد، حسب الصحيفة واحصائي اسرائيلي، ان نسبة اليهود بين نهر الأردن والبحر المتوسط تقلصت الى 49.3%..

افادت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان فحصا أجرته لعدد اليهود الذين يقيمون في المناطق الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية ، بين نهر الاردن والبحر المتوسط انخفض عشية بدء تنفيذ خطة فك الارتباط الى أقل من 50%. وحسب تقديرات الصحيفة تصل النسبة الى 49.3 %. وقالت الصحيفة ان فحصها يعتمد على معطيات أجهزة الاحصاء الرسمية في اسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وحسب الصحيفة سيرتفع عدد اليهود في المناطق التي ستبقى خاضعة للسيطرة الاسرائيلية، بعد تنفيذ فك الارتباط، الى 56.8%، ما يضمن حسب ادعاء الديموغراف البروفيسور سيرجيو ديلا فرجولا، غالبية يهودية مطلقة على مدار 20 سنة قادمة.

وحسب معطيات دائرة الاحصاء المركزية الاسرائيلية، التي نشرت عشية ذكرى قيام دولة اسرائيل، بلغ عدد اليهود في اسرائيل والمناطق الفلسطينية والسورية المحتلة 5.260.000 يهودي، فيما وصل عدد المواطنين الفلسطينيين داخل اسرائيل الى 1.350.000 نسمة. كما يعيش في اسرائيل، حسب المعطيات ذاتها، قرابة 185 الف عامل أجنبي وقرابة 290 الف اجنبي هاجروا الى اسرائيل في اطار الهجرات اليهودية من دول الاتحاد السوفييتي السابق، ولم يتم الاعتراف بيهوديتهم من قبل المؤسسة الدينية اليهودية في اسرائيل.

اما معطيات دائرة الاحصاء المركزية الفلسطينية فتقول ان عدد الفلسطينيين في المناطق التي احتلتها اسرائيل عام 1967 يصل الى قرابة 3.8 مليون نسمة، منهم 1.4 مليون نسمة في قطاع غزة. وتشمل هذه المعطيات 230 الف فلسطيني يعيشون في القدس الشرقية وتعتبرهم اسرائيل مواطنين فيها بموجب قرار الضم.

وكان الباحثون الاسرائيليون قد زعموا خلال السنوات الاخيرة بأن معطيات دائرة الاحصاء المركزية الفلسطينية مضخمة. وعلى سبيل المثال زعم طاقم اسرائيلي - اميركي، يترأسه بن تسيمرمان ويورام اتينغر ان عدد الفلسطينيين في مناطق 67 يصل الى 2.4 مليون نسمة فقط! اما البروفيسور ارنون سوفير فيدعي ان عددهم يتراوح بين 2.8 و3 مليون نسمة، وهي معطيات يعتمدها الجيش الاسرائيلي، ايضا.

وافادت "هآرتس" ان بعض المسؤولين في دائرة الاحصاء المركزية الاسرائيلية، اعربوا خلال مداولات جرت في لجنة مراقبة الدولة في الكنيست الاسرائيلي، مؤخراً، عن ثقتهم بمعطيات دائرة الاحصاء الفلسطينية. وقال الاحصائي الاسرائيلي البروفيسور شلومو يتسحاقي انه ليس هناك ما يبرر التشكيك بالمعطيات الفلسطينية، مؤكداً ان الاحصاء الذي اجرته السلطة الفلسطينية في 1997 تم بموجب شروط الاحصاء المتعارف عليها وباشراف دولي.

وبموجب المقارنة بين معطيات الدائرتين، تقول هآرتس انها استنتجت ان عدد اليهود في المناطق الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية يصل الى 49.3%، وهي معطيات مشابهة لما توصل اليه البروفيسور سيرجيو ديلا فرجولا في العام 2004، حيث قال ان نسبة اليهود في هذه المناطق (باستئناء المهاجرين الذين لم تحسم هويتهم بعد) وصلت الى 50.3% من مجموع السكان المقيمين بين نهر الأردن والبحر المتوسط.

وحسب رأيه فان نسبة تقلص اليهود سنويا تزيد قليلاً عن 0.5%، ولذلك يقدر ان نسبة اليهود في هذه المناطق تصل، اليوم، الى 50% واقل من ذلك بقليل.

ويعتبر البروفيسور سيرجيو ديلا فرجولا معطيات تسيمرمان واتينغر غير واقعية ، لكنه لا ينفي معطيات سوفير والجيش الاسرائيلي. وحسب رأيه لا يمكن احصاء عدد الفلسطينيين في الضفة والقطاع بنسبة 100% ولذلك يعتقد ان الفارق بي المعطيات يصل الى بضع مئات الآلاف فقط.

يشار الى ان اليهود شكلوا في فلسطين اقلية الى ما قبل النكبة عام 1948، وتحولوا الى غالبية بفضل طرد غالبية الفلسطينيين من ديارهم واستيعاب مئات آلاف المهاجرين سنويا.

وحسب هآرتس بدأ التراجع في ازدياد عدد اليهود في أعقاب حرب 1967. الا ان موجات الهجرة اليهودية من الاتحاد السوفييتي احدثت تحولاً لفترة ما لكنها لم توقف تقلص نسبة اليهود بشكل مطلق.

وفي الوقت الذي باتت فيه نسبة الهجرة تساوي الصفر تقريبا في الوقت الحالي، حسب الصحيفة لا تتجاوز نسبة الزيادة لدى اليهود الـ1.5% بينما تصل نسبة الزيادة لدى الفلسطينيين، بما فيهم العرب داخل اسرئايل، الى ضعف ذلك.

التعليقات