صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية ترسل أحد صحفييها إلى بغداد!!

* الصحيفة تنشر تقريراً للمراسل بدون ذكر إسمه خوفاً على حياته هناك! * على لسان عراقي مؤيد للغزو الأمريكي:" الأمريكيون لم يتركوا خطأً إلا وارتكبوه"!

صحيفة
كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية اليوم الجمعة ان احد مراسليها موجود في العاصمة العراقية بغداد منذ بداية الأسبوع الحالي.

ونشرت الصحيفة تقريرا من مراسلها الذي لم تذكر اسمه مشيرة الى ان ذلك ضمن إجراءات للحفاظ على حياته.

ووصف المراسل الاسرائيلي المشهد اليومي للحياة في بغداد التي تقع فيها عمليات تفجير يومية وكتب "على الرغم من ان الفندق الذي اقيم فيه محاط بأسوار عملاقة لحمايته وحماية نزلائه من العمليات الا ان صدى الانفجارات يسمع هنا جيدا".

"فالزجاج يهتز بقوة جراء دوي الإنفجارات ويبدو هذا تماما مثل الإنفجارات المعروفة لنا في اسرائيل" في إشارة الى العمليات الإنتحارية التي نفذها مسلحون فلسطينيون في مدن إسرائيلية.

ويظهر انعدام الموضوعية جليا في تقرير المراسل الإسرائيلي تماما كأنه يغطي احداثا تقع في الاراضي الفلسطينية التي عادة ما تكون أحادية الجانب بتجاهلها الفلسطينيين.

ويكاد المراسل الاسرائيلي لا يذكر قوات الإحتلال الامريكية في بغداد سوى بجمل قليلة.

من جهة أخرى تبرز في التقرير العقلية الإسرائيلية التي تقسم دائما سكان بلد ما الى هويات طائفية لتنفي بشكل كامل الهوية الوطنية المحلية وفي الحالة التي يعاني منها العراق تبدو المهمة الاسرائيلية أسهل.

فجميع الذين التقاهم هم من العراقيين الشيعة خصوصا أولئك الذين يؤيدون الغزو الامريكي للعراق ويؤيدون المشاركة في الانتخابات العامة العراقية.

وفي المقابل فان التقرير يبرز العراقيين السنة على أنهم يعارضون الغزو الامريكي ويترددون في المشاركة بالانتخابات، لكنه يشير الى ان العراقيين "يولون اهمية عليا لمسألة مشاركة المواطنين السنة في الانتخابات".

ونقل عن مواطن عراقي شيعي يدعى محمد الربيعة قوله انه "اذا لم يتحسن الوضع الأمني بشكل كبير فانه لن يكون لدينا أمل بالمستقبل".

وشدد المراسل الاسرائيلي على ان الربيعة هو "علماني وعاطل عن العمل ويؤيد الغزو الامريكي للعراق" ويعتبر ان "الشيعة هم الرابحون من اسقاط صدام حسين".

ونقل عن المواطن العراقي الربيعة قوله "اننا الأغلبية في هذه الدولة منذ زمن بعيد لكن فقط الآن (بعد الغزو الامريكي) يمكننا الحصول على القوة السياسية التي نستحقها".

ويتابع المواطن العراقي ليلفت نظر المراسل الإسرائيلي الى مجموعة من الحراس الشخصيين لمسؤولين عراقيين مروا أمامهما وقال "هؤلاء كانوا في جيش صدام وجميعهم مدربون جيدا وكان بإمكانهم محاربة الارهابيين (أي المقاومين العراقيين).

"لكن الأمريكيين لم يتركوا خطأ الا وارتكبوه فقد ارسلوهم الى بيوتهم".

"واليوم هم يعملون إما حراسا شخصيين أو إرهابيين يبحثون عن الإنتقام".

ومضى المراسل الاسرائيلي قائلا ان كميات كبيرة من الأسلحة منتشرة بين المواطنين، وبعضهم من الذين انخرطوا في صفوف قوات الأمن العراقية لكنهم يعودون الى بيوتهم متسللين "خشية ان يتعرف عليهم جيرانهم المسلحون ايضا اذ لا يمكن معرفة ما اذا كان جارك في الشقة المقابلة متمرد إو إرهابي.

"كذلك لا أحد يمكنه القول لك من هو الشرطي ومن هو رجل الأمن ومن هو الإرهابي".

واضاف المراسل الاسرائيلي ان الكثيرين من سكان بغداد الذين تحدث معهم "يأملون بان ينسحب الجيش الأمريكي قريبا لكن ليس قبل أن يستقر الوضع.

"وفي المقابل فانهم واثقون بأنه في اللحظة التي ينسحب فيها الأمريكيون ستبدأ على الفور حرب اهلية شاملة وهي جارية الآن من الناحية الفعلية".

ولاحظ المراسل الاسرائيلي ان العراقيين يائسون وغالبيتهم يعيشون في فقر وبيوت مهدمة تفتقر الى التيار الكهربائي "ومن تسمح له ظروفه هرب الى دولة اخرى"!

التعليقات