تصدعات في "صمود الجبهة الداخلية"

تصدعات في
اشتملت الصحافة العبرية في أعدادها الصادرة اليوم الجمعة على مقالات لمراقبين اسرائيليين تناولوا ما أسماه رئيس الوزراء الاسرائيلي بـ "صمود الجبهة الداخلية". وركّز عدد من كتاب المقالات الاسرائيليين على هذا "الصمود" مشيرين إلى أن "تأييد الحرب لا يعني بالضرورة الصمود في الجبهة الداخلية".

وتأتي هذه الانتقادات بعدما شهدت الجبهة الداخلية في "هدوءًا نسبيًا" من القصف الذي تجدد منذ أول أمس لتعلو وتيرته وتشتد قوته وتزداد خسائره البشرية والمادية على حد سواء.

وكتب الصحفي في "هآرتس" يوئيل ماركوس مقالاً حول أهداف الحملة العسكرية ووقعها على الجبهة الداخلية التي تشهد "تصدعات في صمودها". وجاء في مقالته أنَّ ما يجري اليوم من قصف على مدن الشمال وبعض المناطق الأخرى "كابوس لم نتخيله في أسوء أحلامنا" في إشارة للإسرائيليين. واعتبر ماركوس ان الشعب الاسرائيلي "ساند الحكومة والجيش الاسرائيلي مساندة جارفة تحت القصف" لكنه اعتبر الرأي العام الاسرائيلي "نابع من وطنية" لكنّه "معروف بتقلبه".

وجاء في مقالته: "هل تستحق نتائج الحملة العسكرية التي اتخذتها الحكومة الاسرائيلية تحويل كريات شمونة إلى موقف للسيارات؟ واحتراق الجليل الخلاب؟ وأن يقبع مليون ونصف مليون اسرائيلي في الملاجئ كلاجئين في أرضهم؟ في هذه الاثناء بدأ المحللون "ببرم بوزهم" ولا نحتاج الكثير لانقلاب في الرأي العام الاسرائيلي، فلا ذكرى طيبة للبنان في الذاكرة القومية".

ويذكر أن ماركوس كان واحدًا من مؤيدي الحملة العسكرية على لبنان وغزة وكان من بين القلائل ممن كتبوا اطراءات لوزير الأمن الاسرائيلي عمير بيرتس عند اتخاذ القرار إلا أن آرائه هذه لم تحافظ على نفس الوتيرة وبدأ تراجع تأييده للحملة واضحًا من خلال مقالاته المتعاقبة. ولكنّه لا زال يعتبر الحرب "صادقة وعادلة".
وجاء في افتتاحية صحيفة "هآرتس" أن الشعار الذي تتبعه الحكومة الاسرائيلية "أقوياء في الجبهة، منتصرون في المواجهات" لم "يعد ذي صلة" خاصة في ظل ما تشهده الجبهة الداخلية من "عدم استعداد لهذه الحرب".

وكتبت الصحيفة : "على حكومات اسرائيل المتعاقبة أن تعرف أنَّ التقسيم بين واجهة القتال والجبهة الداخلية لم يعد ذي صلة. لأنَّ المواطنين المتواجدين في الملاجئ يفتقرون للهواء، وعاملو المراكز الجماهيرية والسلطات المحلية وبضمنهم المئات ممن تؤخر الدولة رواتبهم شهورًا والاختصاصيون النفسيون التابعون لوزارة التربية والتعليم ومدربو الشبيبة، كلهم متواجدون في في خط المواجهة، والدولة لم تساند جميعهم."

وعلى الرغم من حديث المراسل العسكري لـ "يديعوت أحرونوت" عن "انجازات الجيش الاسرائيلي" إلا أنه يعترف بأن "الاسرائيليين لن يصمدوا وقتًا طويلاً في الملاجئ." وجاء في مقالته "دولة اسرائيل ليست مبنية لحملات برية تستغرق وقتًا. لأن تجنيد الاحتياط الى جانب المكوث في الملاجئ لوقت طويل هما بالضرورة مشكلة لاسرائيل".

ويكتب يونتان غيفين زاويته الاسبوعية في الملحق السياسي لصحيفة "معاريف" تحت عنوان "هل انتصرنا؟" يعدد من خلالها الاسباب التي على الحكومة أخذها بعين الاعتبار، معتبرًا نفسه واحدًا من هؤلاء المعتقدين "بأننا خسرنا"، خاصة وأنه يكتب كلماته هذه في "اليوم الـ 21 للحرب لكن الحرب "تبدو وكأنها في اليوم الأول"، حسبما جاء في مقالته.

وينهي جيفن مقالته بوصف متهكم للحال الاسرائيلية التي يعرضها من خلال نفسه: "توقف وقف اطلاق النار، ومواجهات عنيفة في الجنوب اللبناني. ويقول رئيس الوزراء الاسرائيلي اننا دمرنا لهم (حزب الله) البنى التحتية، ولكنّ أحدًا لا يسمعه نتيجة "أمطار الكاتيوشا المتساقطة على الجليل. وشاب في الـ 17 من عمره يقتل بيت حانون في قطاع غزة والكننا لا زلنا منتصرين. الجبهة لا زالت قوية، ولن يطرأ تغيير على أحوال الطقس غدًا والدولار تراجع قليلاً، وأنا أيضًا"


التعليقات