"خليفة عماد مغنية في حزب الله"

-

في ظل الإجراءات الأمنية المشددة التي تقوم بها السفارات والممثليات الإسرائيلية خارج البلاد بتوصية من جهاز الأمن العام (الشاباك)، وفي إطار الاهتمام الإسرائيلي باستتباعات اغتيال القيادي في حزب لله عماد مغنية، في دمشق الأسبوع الماضي، تناولت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في عددها الصادر الخميس، في عنوانها الرئيسي متابعة إسرائيل للمرشح لتولي منصب مغنية.

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أربع أو خمس شخصيات محتملة لتولي منصب مغنية، كانوا من المقربين منه، ورافقوه لسنوات طويلة، وذوو خبرة عملانية غنية. وبحسبها فإن الحديث عن المجموعة المؤسسة لما كان يسمى في البداية "الجهاد الإسلامي"، والذي تحول إلى دورية في حزب الله، وعمل في داخل لبنان وخارجها. من بين هذه الشخصيات مصطفى بدر الدين، والحاج خليل حرب، وطلال حمية وإبراهيم عقيل والشيخ نبيل كعوك.

وبحسب الصحيفة فإن بداية القصة تعود إلى تفجير السفارة الأمريكية في الكويت في العام 1983. وفي حينه اعتقلت السلطات الكويتية 17 مشتبها، صدر حكم بحق 7 منهم بالإعدام. وكان من بينهم مصطفى بدر الدين، الصهر والصديق المقرب من عماد مغنية. وعندها بدأ مغنية بتنفيذ سلسلة من عمليات الاختطاف من أجل إطلاق سراحه.

وفي حزيران/ يونيو 1983، خطط مغنية لاختطاف طائرة ( TWA 847) كانت متوجهة من أثينا إلى روما. وقام منفذو العملية، وكان بينهم شقيق بدر الدين، بقتل أحد البحارة الأمريكيين والذي كان على متن الطائرة.

وتابعت أنه في العام 1986 بدأ مغنية يعزز من قوته في إطار منصبه الجديد كمسؤول عن العمليات الخاصة لحزب الله. وقام بتوجيه وتمويل وتدريب وتعاون من إيران بتنفيذ عمليات كثيرة، سقط فيها عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي.

وفي نهاية العام نفسه، غادر مغنية إلى إيران، الأمر الذي أدى إلى انخفاض عدد قتلى الجيش الإسرائيلي في لبنان بنسبة 90%. وعندما عاد إلى لبنان في العام 1990 ليرتفع مجددا، وليصل إلى 33 قتيلا، والمئات من الجرحى في العام 1997.

وعندما احتل الجيش العراقي الكويت في العام 1990، استغل بدر الدين، الذي كان مسجونا هناك، الفرصة، فلجأ إلى السفارة الإيرانية، حيث قام حرس الثورة الإيرانية بإعادته إلى بيروت، ليلتقي مجددا مع مغنية والحاج خليل حرب.

وقامت هذه المجموعة، التي وصل تعدادها إلى 200-400 من نخبة المقاتلين الذين تدربوا في إيران، بحسب الصحيفة، بتشكيل جسم سري كان المسؤول عن غالبية العمليات الانتحارية النوعية التي حصلت في لبنان. كما تضيف أن هذه المجموعة كانت معزولة عن حزب الله من أجل المحافظة على الأمن الميداني، وأن قيادات حزب الله فقط كانت تعرف بنشاطها.

وتتابع الصحيفة أنه كان هناك تقسيم للأدوار بين مساعدي مغنية. فقد كان حمية مسؤولا عن الخلايا النائمة في الخارج، وعن تفعيل جهاز تنفيذ العمليات في أمريكا الجنوبية وأوروبا وأفريقيا ودول الخليج. وفي هذا السياق تشير الصحيفة إلى أن المخابرات الأمريكية زودت إسرائيل بدليل يؤكد على دور مغنية وحمية في عملية بوينس آيرس. وكان هذا الدليل "محادثة هاتفية للاثنين وهما مبتهجان".

كما تنسب الصحيفة دورا لحمية، المرشح لتولي منصب مغنية، في محاربة الاحتلال الأمريكي في العراق، مشيرة إلى أنه كان من أكثر المقربين لمغنية وعلى إطلاع على أدق أسراره، مثل الخلايا النائمة في أرجاء العالم والتي يمكن تفعيلها في أعقاب اغتياله أو في أعقاب قصف محتمل للمنشآت النووية الإيرانية.

وتشير الصحيفة إلى الحاج خليل حرب، كمن ركز عمليات حزب الله في جنوب لبنان، وأحد اللامعين فيه، والمسؤول عن التقدم الهائل الذي حصل في صفوفه، وتحوله من منظمة سرية إلى جيش منظم. كما تمكن من تحقيق إنجازات استخبارية ملموسة على مستوى الحزب في لبنان، وهو المسؤول عن سلسلة من العمليات التي وجهت ضد جيش لبنان الجنوبي. وقام بتشكيل المجموعة 1800، التي ينسب لها هدف تعزيز النضال الفلسطيني وتشجيع تنفيذ العمليات في الأراضي الفلسطينية. وهو الذي جند قيس عبيد من مدينة الطيبة الذي تمكن من إقناع إلحنان تننباوم بالسفر إلى بيروت، حيث تم اختطافه.

وتضيف الصحيفة أن إبراهيم عقيل عمل لفترة معينة قائدا لجنوب لبنان، وكان بمثابة اليد اليمنى لمغنية في عدة عمليات. وأنهى مهام منصبه قبل بدء الحرب الثانية على لبنان بوقت قصير. كما نقلت معلومات تشير إلى أنه تمكن من الإفلات من محاولة اغتيال في العام 2000 بعد إطلاق صاروخ على سيارته. كما تدعي الصحيفة أنه خلال الحرب الثانية على لبنان كان عقيل مسؤولا عن التنسيق الإستخباري مع سورية، التي قامت بنقل معلومات استخبارية كثيرة لحزب الله.

كما نقلت "يديعوت أحرونوت" عن مصادر استخبارية أجنبية ادعاءها أن سورية تقدم لحزب الله صورا محتلنة التقطت بواسطة الأقمار الصناعية لإسرائيل، وعليه فإن عقيل يمكث في دمشق لفترات طويلة لتنسيق نقل المعلومات إلى حزب الله.

وتابعت أنه مع نهاية الحرب الثانية على لبنان، عمل مغنية، بنفسه وبمساعدة عقيل، على استخلاص الدروس مما حصل خلال الحرب. أما دور مصطفى بدر الدين في السنوات الأخيرة فلا يزال غير معروف، ولم يرد اسمه على خارطة المخابرات الإسرائيلية.

التعليقات