"نتنياهو أمام قرار مصيري"

-

ستواجه إسرائيل في فترة نتنياهو التهديد الأكثر تعقيدا – ما العمل ومن يعمل في مواجهة التهديد النووي الإيراني.


رئاسة حكومة إسرائيل هي مهمة يخشى الدخول إليها حتى في الفترات الأكثر هدوءا، وبالتأكيد من ذاك الذي كان هناك في الماضي، وبالتأكيد ذاك الذي يعرف ما يعرفه بنيامين نتنياهو: ففي عهده ستواجه إسرائيل التهديد الأكثر تعقيدا الذي يقف أمامها منذ أيامها الأولى – ماذا نعمل، وماذا لا نعمله ومن يعمل أو لا يعمل إزاء التهديد النووي الإيراني.

أي قرار سيتخذه نتنياهو سيكون قرارا غير مسبوق. وهو من جهته يأمل في أن يساعد نظام أوباما في حل المسألة من أجلنا ومن أجله، إذ أن الأمر أكبر كثيرا من كونه مشكلة تخص إسرائيل. لكن حتى لو أن هذا السيناريو المثالي تحقّق، فستكون له إسقاطات وأثمان بعيدة المدى. فكم بالحري إذا لم يحدث هذا، أو إلى أن يحدث أمر ما أيضا، إذا كان سيحدث: سيحوم الخطر النووي الإيراني فوق أي قرار سياسي أمني آخر لنظام نتنياهو، من المفاوضات مع سوريا أو مع الفلسطينيين وحتى تفكيك المستوطنات.


يشارك نتنياهو الرأي كل هؤلاء الذين يرون في كل ما يجري حولنا الآن جزءا من محور واحد، رأسه في طهران ويمرّ من دمشق وبيروت ويصل حتى غزة. فهل يستطيع أن يبلور في مواجهته سياسة مثابرة وصلبة متماسكة؟ إنه يرث من أولمرت هدوءا نسبيا في الشمال وفي الجنوب، لكن حالة التوازن ليست قائمة في الجبهتين، وهي غير قائمة بالتأكيد لدى الفلسطينيين، وذلك بسبب قصورات حكومة إسرائيل وأفعالها، حيث أن حماس تقترب بشكل كبير نحو أن تتولّى السلطة في يهودا والسامرة أيضا، أو للمشاركة فيها.

وإذا لم يكن كل هذا كافيا، فإن على طاولة نتنياهو شؤونا بعيدة المدى، قد حان وقت علاجها: صورة ومهام وميزانية جيش الدفاع الإسرائيلي، داخل مجتمع إسرائيلي متغيّر وفي أوج الأزمة الإقنصادية العامة، وجوب إصلاح جهاز اتخاذ القرارات المعاق في الشؤون السياسية العسكرية، والذي لم يفعل هو بنفسه شيئا لإصلاحه في دورته السابقة، وخلق توازن مدني إزاء التعلّق المطلق تقريبا بالأجهزة المنفّذة.

لكن من وجهة نظر نتنياهو فإن على كل هذا أن ينتظر: فالشخص الذي عاد لذكره في الأعوام الأخيرة، حتى في المحادثات العادية، السنة هي سنة 1938 ( أو 1939 في الصيغ الأخيرة)، إيران هي ألمانيا النازية وهي تتسلّح بسلاح نووي، والمطلوب الآن رجل يتّخذ قرارات مصيرية في هذا الشأن.

التعليقات