"ألفشل مضمون مسبقا"..

-

[[.. ألحكومة الثانية والثلاثون لدولة إسرائيل، التي أقسمت يمين الولاء بالأمس، محكومة بالفشل.

وقد برهن رئيس الحكومة الجديد، بنيامين نتنياهو، في تركيبه لها قدرات سياسية حاذقة وألاعيب محترف حزبي مدهشة، وإلى جانبها غياب مطلق لأي رؤية، أو شجاعة أو تفكير سليم وعيني. ليست الخشية على مصير إسرائيل هي ما أخذ بالحسبان عند تركيب الحكومة، بل فقط تلبية الجشع إلى السلطة لمجموعة محترفين حزبيين وتحصين قوة الواقف على رأسها.

لقد حظيت إسرائيل بالأمس بالحكومة الأكبر في تاريخها وبإحدى الحكومات الضحلة أيضا في الوقت ذاته. تركيبتها تنذر بالسوء. إذ أن اعتبارات ائتلافية كانت المعيار الوحيد لتوليفة الحكومة، والنتيجة هي وزير مالية لا يملك الكفاءات الإقتصادية، ووزير خارجية من الممكن أن يجد نفسه منبوذا في العالم، ووزير أمن فشل في مهمته، ووزير تربية لم يشتغل أبدا في موضوع التربية، ووزارة صحة بدون وزير، وسلسلة طويلة من الوزراء والوزارات غير اللازمة والتي ليست فيها أية فائدة إلى جانب وزراء بدون حقائب وبدون مهمات ينفذونها، سوى المكان الذي سيملأونه إلى جانب طاولة الحكومة. مثل هذه الحكومة الضخمة تعكس تبذيرا فضائحيا، بالذات في الوقت الذي يقف فيه الإقتصاد على شفا أزمة اقتصادية شديدة.

لا يوجد في سلسلة الوزراء الجديدة ولو وزير واحد واعد. لا يوجد فيها تعيين واحد يوحي بالأمل. فقد عرض نتنياهو إزاء التحديات الخارجية والداخلية حكومة شلل باهتة، والتي ستجد صعوبة في تصريف الأمور واتخاذ قرارات مصيرية. حكومة بلا رؤية، دون حماسة إلى العمل وبدون وزراء يقودون إلى تغيير. لم يشتعل بالأمس أي عقب لأمل. ألحكومة التي ولدت بالخطيئة، خطيئة الصفقات الحزبية الضيقة، ستقضي أيامها في معارك للبقاء فقط.

إنها بشرى محبطة جدا بالذات في فترة مطلوب من إسرائيل أن تخذ قرارات حاسمة شجاعة. إنها بشرى صعبة على العملية السلمية وترميم الإقتصاد؛ إنها بشرى سيئة لكل إسرائيلي قلق. أمس بعثت إسرائيل برسالة إلى العالم بأن وجهتها ليست إلى السلام والتغيير.

حكومة نتنياهو الثانية ليست أفضل من حكومته الأولى في شيء وكل الآمال بأنه قد تغير تبددت مرة واحدة. بقي لنا الآن أن نأمل أن الحكومة الأوسع التي قامت في إسرائيل – كل عضو كنيست ثان في الحزب الحاكم هو وزير أو نائب وزير – ستكون أيضا الحكومة التي ستخلي مكانها في أسرع وقت]]..

التعليقات