فياض: حل قضية اللاجئين يكون في الدولة الفلسطينية

ويضيف: لا مشكلة لدي مع الروح الصهيونية ومع اعتبار إسرئيل أرض التوراة.. السلطة تعمل على مكافحة التحريض ضد إسرائيل.. المستوطنون لا يمثلون غالبية الإسرائيليين..

فياض: حل قضية اللاجئين يكون في الدولة الفلسطينية
في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" اعتبر رئيس حكومة السلطة الفلسطينية، سلام فياض، أن المستوطنين لا يمثلون غالبية الإسرائيليين الذين تجمعهم قيم كونية مشتركة مع الفلسطينيين، كما أكد أنه لا يوجد لديه أي مشكلة مع اعتبار فلسطين وطنيا قوميا لليهود، وذلك بقوله إنه لا مشكلة لديه مع الروح الصهيونية ومع اعتبار "أرض إسرائيل" أرض التوراة. وأشار أيضا إلى أن السلطة الفلسطينية تأخذ بالحسبان إعداد البنى التحتية لاستيعاب اللاجئين الفلسطينيين، بدون أن يتطرق إلى حق العودة أبدا.

بعد تهنئته للشعب اليهودي بعيد الفصح، أكد فياض أن "الإنسانية سوف تحتفل العام القادم بميلاد الدولة الفلسطينية"، كما أعرب عن أمله في أن يشارك الإسرائيليون بهذه الاحتفالات.

وقال إنه يرحب بقرار الرباعية الدولية، قبل أسبوعين، بدعم خطة السلطة الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية خلال سنتين. وبحسبه فإن "الحديث عن دولة سيادية غير خاضعة لسيطرة الآخرين.. لسنا معنيين بدولة ميكي ماوس، أو بدولة فتات".

وقال إنه "فخور بأن العالم يرى هذه الدولة تظهر وتتطور ويعتاد عليها، بما في ذلك جيراننا الإسرائيليون.. لن تكون الدولة شيئا يحصل لهم، وإنما سنقيم الدولة سوية معهم"، على حد تعبيره.

وقال فياض أيضا أنه خطط لموعد ميلاد خطة الاستقلال بعد مشاورات مع مقربين، بحيث يخرج المولود إلى العالم في فترة الولاية الأولى للرئيس الأمريكي باراك أوباما. وأن مدة سنتين لا تطيل من أمد الاحتلال من جهة، ومن جهة أخرى فهي تكفي لبناء مؤسسات الدولة.

وأضاف أنه "في حال لم تقم الدولة لسبب ما في الموعد المخطط، فإن الحقائق على الأرض ستكون في صالح الفلسطينيين بحيث يفرض الواقع نفسه على العملية السياسية".

وبحسب فياض فإن المستوطنين لا يمثلون غالبية الإسرائيليين. واتهم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بالخضوع للمستوطنين، الذين لا يمثلون الغالبية، التي يوجد للفلسطينيين قيم كونية مشتركة معهم، على حد تعبيره.

وفي السياق نفسه، قال فياض إن للمستوطنين تأثيرا كبيرا على السياسة الإسرائيلية التي تتم صياغتها بموجب رؤية المستوطنين لكونهم يستطيعون تحريك مركز الثقل بعيدا عن موقف غالبية الإسرائيليين.

وقال فياض إنه "لا يوجد لديه أية مشكلة في الروح الصهيونية، والإيمان بأن إسرائيل هي أرض التوراه.. لديكم ما يكفي من التلال والمناطق غير المأهولة، لماذا لا تستوطنوا هناك وتتركونا نعيش حياتنا".

وردا على سؤال حول إذا ما كانت المطالب الأمريكية من إسرائيل تدفع بالاتجاه الصحيح، وأن نهاية الصراع تساعد في لجم إيران، قال فياض إنه من أجل نجاح الولايات المتحدة يجب عدم النظر إلى المطالب على أنها تحقق مصالح الفلسطينيين على حساب الإسرائيليين. وقال إن الطرفين يجب أن يتحملا المسؤولية، لأن الصراع يطال الجميع في المنطقة، وإنه من الواضح أن إنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي مصلحة قومية أمريكية.

وردا على سؤال حول طرح قضية الاستيطان، بعد تجاهلها لسنوات طويلة، قال فياض إنه كان من الغباء التعايش مع الوضع الذي يكن فيه الفلسطينيون قادرون على وقف التوسع الاستيطاني خلال المحادثات. وأضاف أن أمورا كثيرة لم تكن متوقعة في العام 1993، وأنها كانت تبدو في طريقها إلى الحل حتى موعد أقصاه 1999.

وفي إجابته على سؤال هل يتم الالتزام بتجميد الاستيطان، قال فياض إن كافة الدلائل على الأرض تشير إلى أن التجميد لا ينفذ. وأضاف أنه قبل الإعلان عن مشروع 1600 وحدة سكنية في "رمات شلومو" كان من الواضح أن التجميد لا يشمل القدس المحتلة، وأن ذلك سيتحول إلى مشكلة. فالحكومة الإسرائيلية لا تتعامل بجدية مع تجميد الاستيطان، وتدعي أن الفلسطينيين يبحثون عن ذريعة لعدم إجراء مفاوضات.

وحول القدس قال فياض إنه واثق من إمكانية إيجاد حل، وأنه على كل طرف أن يفهم الطرف الآخر. وردا على سؤال حول الموافقة عل تأجيل قضية القدس إلى مرحلة متأخرة في المفاوضات حول الحل الدائم، قال فياض إنه يجب معالجة قضية القدس في البداية.

وقال: "يجب ألا تكون المفاوضات على مبادئ، وإنما على تسويات. الدين جزء من المعادلة، فلا أحد يشكك بعلاقة الديانات الثلاث بالقدس، ولكن ذلك يجب ألا يكون على جدول الأعمال.. هذه مواجهة سياسية، وأنا لا أعتقد أنها يجب أن تأخذ منحى آخر، دينيا أو حضاريا، فهذا خاطئ ومضر.. لدينا الحق بالدولة الفلسطينية على الأراضي التي احتلت عام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية".


وردا على سؤال حول قطاع غزة، وعلى إمكانية إقامة دولة فلسطينية طالما بقيت حركة حماس مسيطرة عليها، وبالتالي لا يمكن إجراء انتخابات، قال فياض إن سكان غزة يريدون حياة أفضل. وأضاف إن الضفة الغربية مقطعة الأوصال، في حين يمكن قطع قطاع غزة من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق 20 مرة في اليوم، وبالتالي فإنه من الممكن خلال شهرين إنجاز ما يستغرق عاما في الضفة الغربية.

ولدى سؤاله عما يفعله لوقف ما أسمته الصحيفة "التحريض ضد إسرائيل"، قال فياض "إن التحريض قد يتخذ أشكالا مختلفة؛ أقوال وأفعال واستفزازات، وهناك طرق لمعالجتها، ونحن نعمل على ذلك".

وردا على سؤال حول قضية اللاجئين، وإذا ما كانت السلطة تأخذ بالحسبان الحاجة لاستيعابهم في "الدولة الفلسطينية"، قال فياض "نحن نعد البنية التحتية لاستيعابهم، فلديهم الحق بالعيش في داخل الدولة الفلسطينية".

يشار إلى أن فياض لم يتحدث عن حق العودة مطلقا.

التعليقات