"8,967 أسيرا في إسرائيل و200 في غزة و900 في سجون السلطة الفلسطينية"

ممثل الصليب الأحمر: المقر في جنيف ينتظر طويلا قبل أن يعلن أن طرفا ما يخرق التزاماته. ففي الأسبوع الماضي فقط اصدر بيانا رسميا بشأن حصار قطاع غزة اعتبره عقابا جماعيا..

في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" قال رئيس بعثة الصليب الأحمر، بيير دوريف، قال إن عدد الأسرى في السجون الإسرائيلية يصل إلى 8,967 أسيرا، وهناك 200 أسير في سجون الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، و 900 أسير في سجون السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

وقال إن الإنجاز الأكبر الذي حققته بعثة الصليب الأحمر في الأراضي المحتلة في السنوات الأربعين الأخيرة أنه تمكن من زيارة كل أسير تم اعتقاله خلال الصراع. وما عدا الأسير الإسرائيلي غلعاد شاليط، فقد تمكن الصليب الأحمر من زيارة المعتقلين السياسيين لدى حركة حماس ولدى السلطة الفلسطينية ولدى "إسرائيل".

ويشير في هذا إلى السياق إلى اعتبار ذلك إنجازا، رغم أن الزيارة هي مركب أساسي بموجب القانون الدولي، إلا أن السماح بها لا يعتبر مفهوما ضمنا، ففي بورما هناك معتقلين في بورما منذ العام 2005 لم تتم زيارتهم.

وأشار إلى أنه في الغالب يناقش الصليب الأحمر مع الجيش الإسرائيلي احترام القوانين الإنسانية الدولية، ورغم حصول تقدم، إلا أنه رفض تقديم تفاصيل بشأن "حوار سري" يجريه الصليب الأحمر، وذلك بادعاء أن السرية تساهم في التقدم.

وردا على سؤال حول اعتبار حقيقة وجود أسرى في داخل "إسرائيل" على أنها فشل للصليب الأحمر، نفى ذلك، وقال إن هذا قرار إسرائيل. وأشار في هذا السياق إلى عدم التزام إسرائيل بعدم نقل الأسرى إلى خارج المنطقة المحتلة. كما أشار إلى أن اهتمامه الحالي يتركز في أسرى قطاع غزة، وعددهم 806 أسرى، وهم ممنوعون من الزيارة منذ 3 سنوات، مقابل 10% من أسرى الضفة الغربية ممنوعون من الزيارة.

وبحسب دوريف فإن هناك "200 أسير في قطاع غزة، و900 أسير في سجون السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، و 8,967 أسيرا في سجون الاحتلال في "إسرائيل"، بينهم 2,401 سجين جنائي، و 218 معتقلا إداريا".

ورفض الإجابة على سؤال عن عدد الأسرى الذين لا تتم زيارتهم بشكل منتظم، بادعاء أنه يجري حوار سرى حول هذا الموضوع.

وفي إجابته على الادعاءات الفلسطينية بأن الصليب الأحمر يعمل كساعي بريد لنقل أوامر المنع الإسرائيلية أو لتوفير خدمات حافلات، أجاب أنه من واجب الصليب الأحمر الحفاظ على علاقة الأسير العائلية، وأنه يعمل كوسيط إنساني، وأيضا كـ"لاعب إنساني" لدفع "إسرائيل" للإلتزام بالقوانين الإنسانية، وأحيانا بدون جدوى.

أما بخصوص شاليط، فقال إنه يلتقي مع قيادات حركة حماس من كافة المستويات، وأن الصليب الأحمر على اتصال مباشر مع رئيس الدائرة السياسية للحركة، خالد مشعل. وأضاف أنه على اتصال مع الحكومة في قطاع غزة، ومع رئيسها إسماعيل هنية، والقيادي د.محمود الزهار، وكذلك مع عدد من عناصر الذراع العسكري للحركة.

وقال إنه منذ أن تسلم منصبه في نهاية العام 2008، فقد أجرى عشرات اللقاءات التي طرحت فيها قضية شاليط. وأشار في هذا السياق إلى أن الصليب الأحمر لا يشارك في المفاوضات، وإنما يؤكد لحركة حماس على الالتزام الإنساني تجاه الأسير والتعامل مع باحترام.

وقال إنه عرض على حماس عدة مرات أن يقوم الصليب الأحمر بزيارة شاليط، كما اقترح على الحركة أن يقوم الجندي الإسرائيلي الأسير بإجراء اتصال مع عائلته، عن طريق الرسائل. وقال "إن حركة حماس ليست طرف دولتي (ليست دولة) في الصراع، وهي ليست ملزمة بتوفير زيارات عائلية أو زيارات الصليب الأحمر، ولكنها ملزمة بأن يكون له اتصال مع عائلته.

وقال إن حركة حماس لا تقدم تفسيرا لرفضها. وبحسبه فإن لديه "خيبة أمل من الحركة بسبب ردودها غير الإيجابية بشأن تبادل معلومات عائلية". كما يتساءل عن "المخاطرة" الكامنة في تبادل رسائل ورقية.

وردا على سؤال إذا ما كان قد أطلع عائلة الجندي شاليط على أن ظروف سجن الأسرى الفلسطينيين ليست "ظروف فنادق"، مثلما يعتقد كثيرون من الإسرائيليين، أجاب إنه الحديث يتركز أساسا على شاليط. وأضاف موضحا أن القانون الإنساني الدولي لا يتضمن التبادلية، بمعنى أنه إذا خرق طرف التزاماته، فإن ذلك لا يعفي الطرف الآخر منها.

وقال إن مقر الصليب الأحمر في جنيف ينتظر طويلا قبل أن يعلن أن طرفا ما يخرق التزاماته. وأشار في هذا السياق إلى أنه في الأسبوع الماضي اصدر بيانا رسميا بشأن حصار قطاع غزة، وللمرة الأولى اعتبر ذلك "عقابا جماعيا"، وفي الوقت نفسه اعتبر أن حركة حماس قد خرقت التزاماتها.

وردا على سؤال إذا ما كان قد وصل إلى طريق مسدود، يجب أنه بالنسبة لحصار قطاع غزة فإنه يأمل أن يحصل تغيير، وبالنسبة لشاليط فإن الطريق مسدود.

التعليقات