"قوّاد الضمير"

-

في تاريخ 28/12/08، أياما معدودة على إلغاء حماس لاتفاقية وقف النار مع إسرائيل، وإذ زادت من وتيرة إطلاق الصواريخ، واضطرت حكومة إسرائيل للخروج للعملية، نشرت الصحيفة العربية "الحياة" عن قرار البرلمان في غزة اعتماد قوانين الشريعة.

ترجئ العملية الإسرائيلية إلى حد ما الأمر، حيث كان سيدخل إلى حيز التنفيذ نوع جديد من العقاب، يشمل قطع الأيدي والفلقة والإعدام. لقد نهضت طالبان إلى الحياة، لكن في غزة هذه المرة. حماستان ليست وحيدة.

فالصرخات التي يكثر سماعها في مظاهرات لندن مثلا، كانت "ألله أكبر". هذا غير مستغرب. حيث أن 40% من المسلمين في بريطانيا يؤيدون تطبيق حكم الشريعة في بريطانيا.

السؤال الأكبر هو ماذا سنفعل مع هذا المعسكر، جميع الروبرت فيسكات، والنعومي كلاينات، والغدعون ليفات.

نحن ضدّ أحكام الشريعة، سيقولون لنا. هذا صحيح. إنهم ضد. كان ممكنا حل المشكلة مع حماس بطريقة مختلفة، سيضيفون وسيتذرعون لنا. مثلا أن نعترف بخيار الشعب الفلسطيني الديمقراطي. فما هي الديمقراطية إذا نحن لم نحترم حق الفلسطينيين في اختيار قيادتهم؟

وسيزيدون، مثلا، لو أن إسرائيل لم تفرض حصارا وإغلاقا على القطاع. مثلا، لو أن إسرائيل كانت واسعة الصدر مع الفلسطينيين، ومع أولئك من القطاع بالأساس، وأتاحت لهم مرورا حرا، وتشغيلا، وخروجا للدراسة وللعلاج، وغيرها وغيرها. عندها، سيضيفون، كنا سنمنع كلّ المواجهات. وكنا سنحول دون سفك الدماء. وعندها لم تكن حماس لتضطر إلى إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.

سيستمر النقاش العام في الإتجاه ذاته: الغرب بشكل عام، والصهيونية بشكل خاص، هما المضطهدين. إسرائيل تذبح الفلسطينيين. ألشمولية والشركات القومية تعمّق الإستغلال، مما يضطر المقموعين إلى الرد.

هذه هي المزاعم الأساسية لصناعة الكذب. ويجدر أن ندحضها.

التعليقات