"أبو الغيط: إسرائيل تسيء إلى علاقاتها مع مصر"..

-

قالت صحيفة "هآرتس" إن وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، قد صرح في مقابلة أجريت معها، يوم أمس الخميس، أنه في حال حصل تقدم في المفاوضات في أعقاب أنابولس، فإن الدول العربية سترد بخطوات إيجابية تجاه إسرائيل.

وبحسب "هآرتس" فقد صرح أبو الغيط بأن "مصر تقولها بوضوح: كل خطوة إسرائيلية ستقابل بخطوة.. لن نطلب منكم (إسرائيل) أن تصنعوا السلام الكامل مع الفلسطينيين، وعندها سنتقدم باتجاهكم".

وتابعت أنه أكد في المقابلة التزام مصر باتفاقية السلام، إلا أنه حذر من أن مواصلة إسرائيل اتهام مصر بالمسؤولية عن عمليات التهريب من سيناء إلى قطاع غزة، وتقديم الشكاوى حول ذلك إلى الولايات المتحدة، سوف يمس بالعلاقات بين البلدين.

وجاء أن أبو الغيط، وفي إشارة إلى الخطوات التي قد تلجأ إليها دول عربية، قد ذكر أن يتسحاك رابين قد زار دولا عربية لم تكن لإسرائيل علاقات دبلوماسية معها. وقال إن "الدول العربية سوف تتحرك باتجاه إسرائيل، كل دولة بحسب رؤيتها. والدولة التي ترى حراكا من جهة المغرب أو البحرين، سوف تتحرك بالاتجاه نفسه، لا شك في ذلك".

وتابعت المصادر أن أبو الغيط رفض التطرق إلى مشاركة السعودية في المؤتمر، وقال إنه سيتحدث في هذا الشأن فقط بعد اجتماع وزراء الخارجية. وقال إنه لا يعرف إذا ما كانت سورية ستشارك في المؤتمر، إلا أنه أشار إلى أنه "من المفضل أن تشارك الدول العربية، فالمشاركة هي بحسب الإحساس بالمسؤولية القومية، والحاجة إلى مساعدة الفلسطينيين"، على حد قول الصحيفة.

وأضافت الصحيفة أن وزير الخارجية المصري رفض التعريف الإسرائيلي للعلاقات مع مصر بأنها "سلام بارد"، وقال إنه لا يستخدم هذه التعابير "سلام بارد" أو "سلام دافئ"، وقال "السلام هو سلام، لا عدوانية، ولا يوجد رغبة بالقتال، ولا عودة إلى الحرب والمواجهات"، كما تطرق في هذا السياق إلى التعاون في التجارة والسياحة.

إلى ذلك، قالت الصحيفة إن الوزير المصري قد غضب لدى سؤاله لماذا لم تحتفل مصر بالذكرى الثلاثين لزيارة السادات بشكل رسمي. وذكر أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لم ينته بعد. وأضاف: "لماذا نحتفل بالسلام؟ هل يحتفل الأمريكيون واليابانيون بالسلام بينهما؟ الأمر المهم هو ألا تكبلونا بمواقفكم، ونعمل سوية للتقدم. إذا أردتم أن تحتفلوا بمرور 30 عاما على السلام الإسرائيلي المصري فهذا شأنكم، أما نحن فلنا طريقتنا وأسلوبنا".

وحذر أبو الغيط إسرائيل من محاولة التذمر أمام الولايات المتحدة، وقال: "حاولتم دق إسفين بيننا وبين الولايات المتحدة، ولم تنجحوا. أنتم تسيئون لعلاقات إسرائيل مع مصر التي بدأت منذ اتفاقية السلام. للمرة الأولى تعملون ضدنا بطريقة تؤدي إلى اتجاه مقلوب، وكأنكم لستم مسؤولين عن ذلك. من يقود هذه السياسية هو مخطئ بالتأكيد".

وأشارت الصحيفة إلى أن مصر طلبت من إسرائيل زيادة عدد الجنود المصريين على حدود سيناء. وفي المقابل صرحت عناصر سياسية إسرائيلية لـ"هآرتس" أن "هذه الزيادة ليست ضرورية، خاصة بعد أن تم رفع العدد في العام 2005 بـ 750 جنديا على طول الحدود مع قطاع غزة، ولم يتغير أي شيء. المصريون يريدون سحق اتفاقية السلام".

وجاء أن أبو الغيط طالب إسرائيل بإعادة النظر مجددا بموقفها، وقال: "مخاوف إسرائيل هي بدون سبب. 4000 جندي مصري لن يهددوا 400 ألف جندي.. جربونا.. أو ربما تريدون أن تستمر هذه المشكلة".

التعليقات