"أسماء عربية لمحطات القطار تشجع البناء غير القانوني في القدس"

-

بدل "كينغ جورج" - "بيكور حوليم"، وبدل شعفاط - "غفعات بنييامين" ، وبدل التلة الفرنسية –"غفعات شابيرا"، هذا ما يحصل حينما تستأجر خدمات أفشالوم كور لاختيار أسماء لمحطات القطار الخفيف في القدس. جاء ذلك في وثيقة وصلت لصحيفة «هآرتس»، أعدها اللغوي المعروف كور للطاقم الحكومي-البلدي المسؤول عن مشروع القطار الخفيف –ويقترح بأن تكون أسماء المحطات مشتقة من «تراث إسرائيل».

يتوقع أن تنتهي السنة المقبلة المرحلة الأولى من مشروع القطار الخفيف في القدس، ومع إتمام «الخط الأحمر» سيشمل 19 محطة، تقطع القدس من الغرب باتجاه الشرق – من جبل هرتسل حتى "بسغات زئيف". وستحدد اسماء المحطات لجنة الأسماء التابعة للبلدية برئاسة رئيس البلدية نير بركات. قدمت الوثيقة التي أعدها كور للجنة الأسماء التي ستجري قريبا مداولات في الموضوع. قسم، على الأقل، من الأسماء التي اقترحها يتوقع ان تثير جدلا وأخرى قد تلتبسس على المقدسيين، الذين سيتطلب منهم الاعتياد على تسمية المحطات بأسماء مختلفة عن تلك المعروفة والمعتادة للأمكنة. أي أسماء المحطات حسب أفشالوم كور.


الاقتراح الذي يثير الانتباه، كما يبدو، متعلق بالمحطات القريبة من شعفاط في القدس الشرقية. يسمي السكان المنطقة تل الفول، ولكن كور الذي يكرس نصف الوثيقة لهذه المحطة، يرفض هذا الاسم بازدراء، ويقترح تسميتها "غفعات بنيامين" على اسم سبط الملك شاؤول. ويكتب في الوثيقة: "في باريس مثلا، واضح أنهم سيسمون محطة على اسم عاصمة ملك فرنسي قديم وليس "تل الفاصولياء" . ويضيف: "وهكذا سنسمي نحن المحطة تكريما لعاصمة الملك شاؤول، وليس تل الفول".

ولا يكتفي كور بهذا التفسير، ويحذر من أنه في حال قبول الاسم العربي للحي، سيعتبر ذلك تشجيعا لظاهرة البناء بدون تراخيص على يد سكان القدس الفلسطينيين. ويكتب: " "حينما عدنا لهذه التلة التاريخية، بعد حرب الأيام الستة، كانت التلة عارية تماما – وكان على قمتها فقط يتواجد قصر الملك حسين(كان قيد الإنشاء) . وكل البيوت التي غطت التلة خلال السنوات التي أعقبت ذلك حسب علمي ليست قانونية. ولو لم يكن هناك بناء واسع غير قانوني، بالتأكيد كانت التلة ستسمى باسمها : غفعات بنيامين". لذلك، فإن إمكانية أن يطلب السكان تسمية المحطة باسم عربي، هي ليست فقط محو للتاريخ اليهودي الهام للتلة، العاصمة الأولى لمملكة إسرائيل، بل ايضا اعتراف(إضافي) بالبناء غير القانوني الواسع.

بدل الشيخ جراح " شمعون هتسديك"

ويرد في وثيقة كور، اقتراحات أخرى، يمكنها أن تثير خلافات. إحدها ذلك المتعلق بمحطة في مركز المدينة في منطقة معروفة بـ "كينغ جورج"، وهي المحطة الوحيدة الواقعة في هذا الشارع – أحد أكبر شارعين في مركز المدينة. ولكن كور لا يستحسن تخليد الملك الأجنبي في مشروع عبري. وبدل ذلك يقترح الاسم "بيكور حوليم" على اسم المستشفى القريب. ويكتب: " إنه موقع هام في تاريخ المدينة، ووصية هامة في اليهودية، وليس الملك جورج، الاسم الذي منحه البريطانيون إكراما لملكهم".

إذا قُبل اقتراح كور، ستسمى محطة "رامات إشكول" باسم "غفعات هتحموشيت(تلة الذخيرة)". وكقاعدة عمل، يفضل كور استخدام أسماء المواقع وخاصة تلك المعروفة كمواقع وطنية عن استخدام اسماء الأحياء أو الشوارع. وهذه القاعدة تنطبق على شارع "يافا" حيث يفضل كور أن تسمى المحطة "دويدكا" على اسم الساحة المعروفة التي ينصب فيها هيكل مدفعية "دويدكا" منذ حرب التحرير . محطة التلة الفرنسية حسب كور ستسمى "غفعات شابيرا"، ورغم ان الاسم هو الاسم الرسمي للتلة الفرنسية إلا أنه غير معروف بين السكان. سيطلق على محطة "ياد سارة" "يافيه نوف"، على اسم الحي القريب، رغم أن اسمها معروف لقلة فقط، مقابل مؤسسة ياد سارة المعروفة للجميع.
وقال مسؤولون في المشروع إنهم يفضلون أن تكون أسماء المحطات على أسماء المؤسسات القريبة منها كما هو متبع في العالم.
محطة

محطة أخرى في القدس الشرقية، قرب شارع 1، ستسمى "شمعون هتسديك" على اسم قبر شمعون الصديق القريب من الضاحية اليهودية المقامة منذ عام 48. الحديث يدور عن ضاحية الشيخ جراح، التي تقام مجددا على يد جمعية مستوطنين مع إخلاء عائلات فلسطينية في إجراء يثير معارضة شديدة. في النهاية يقترح كور ان تكون في كل محطة لافتة تشرح عن المكان. ولافتة أخرى تتضمن اقتباسا من التوراة حول القدس.





التعليقات