"أطلقوا سراح غلعاد شاليط"..

-

كتبت هيئة تحرير "هآرتس" أنه في الصيف سيكون قد مضى على وقوع غلعاد شاليط في الأسر سنتان، وكما هو معروف فإن المفاوضات لإطلاق سراحه لم تثمر. ويتضح مع مرور الوقت أنه لا يمكن ردع أو إخضاع حماس، ليس بقطع التيار الكهربائي، أو بإغلاق المعابر، أو بالمقاطعة الدولية، أو اختطاف أعضاء المجلس التشريعي أو العمليات العسكرية الضخمة. فطالما يوجد حماس عدد أكبر من المصابين والأسرى، فإن قوتها تتعاظم. وحتى تسلح حماس لا يتوقف. ومن الممكن الافتراض أن كل معتتقل تريد حماس إطلاق سراحه في صفقة شاليط، سوف يعزز من قوتها.

وتتساءل "هآرتس" عما إذا كان يوجد فرق جوهري بين إطلاق سراح 50 أسيرا من عناصر حماس أو 350 أسيرا أو 400 أسير. فعند الحديث عن صفقة تبادل أسرى، والتي تجري بين طرفين متقاتلين، وليس في إطار اتفاق تبادل إطلاق نار، فكل محرر من الممكن أن يتحول إلى انتحاري أو يقوم بتفعيل انتحاريين، سواء كان ممن لهم دور في عمليات قتل فيها إسرائيليون، أم لم يكن.

وتتساءل أيضا: هل النتيجة أنه يجب عدم استبدال جندي أسير بعناصر حماس مطلقا؟ وهل هذه النتيجة مقبولة؟

وتضيف أن كل أسير لحماس يتم إطلاق سراحه يعتبر مخاطرة، إلا أنه عند دراسة هذا الخطر مقابل قيم أخرى تؤمن بها إسرائيل، يبدو أنه مخاطرة يجب على الدولة أن تجازف بها. فالجيش يستطيع مطاردة المحررين من حركة حماس مستقبلا في حال شكلوا خطرا حقيقيا، كما سيحاول في المرة القادمة ألا يسمح بوقوع جندي في الأسر، ولكنه لا يمكن أن يبقي جنديا في الأسر، أو إجراء مفاوضات لمدة طويلة بهذا الشكل، إلى درجة أنه ستجري المفاوضات بعد مدة على تبادل أسرى مع جثة.

وتتابع أنه في هذا الشأن الجوهري، فمن المفضل أن يتم الآن تحديد سياسة، بموجبها لا تجري مفاوضات على جثث. فالشعب الذي لا يعرف مكان دفن الملايين من الجثث ضحايا المحرقة، لا تستطيع أن تجعل عملية الدفن علما لها، لأن إسرائيل قامت لانقاذ أرواح وليس جثث.

وبحسب "هآرتس" فإن الادعاء بأن إطلاق سراح شاليط سوف يشجع عمليات الخطف قد تم تفنيده يوم أمس الأول عنددما كادت أن تنجح عملية خطف أخرى، بدون أن تخضع إسرائيل بشأن شاليط.

"حرب حماس مع إسرائيل سوف تستمر، ويجب الرد عليها بوسائل عسكرية وسياسية متنوعة. غلعاد شاليط ليس وسيلة عسكرية مشروعة، وهناك شك بأن يكون وسيلة ناجعة. فالأسير إبن العشرين عاما لا يستطيع أن يحمل على ظهره ردع دولة كاملة من القدم حتى الرأس، وفي حال اختفى أو قتل، فمن الممكن أن يمس إهمال أمره بالمعنويات بطريقة لا يمكن قياس نسبة تأثيرها على الردع".

وتنهي "هآرتس" بالقول إن الدولة والجيش يبثون رسائل مزدوجة للجنود. فمن جهة يوزع الجيش وسام التفوق للأطباء والجنود الذين عرضوا حياتهم للخطر من أجل إنقاذ جرحى. ومن جهة أخرى فإن الحكومة ليست على استعداد للمخاطرة من أجل إطلاق سراح جندي وقع في الأسر. أما التقدير بأن شاليط لن يتم إعدامه فهو مراهنة أكثر منه تقدير. فلو كان هناك من يدرك أهداف حماس في حربها ضد إسرائيل، لكان من الممكن تحليل احتمالات بقاء شاليط على قيد الحياة، ومن الأفضل الأخذ بالحسبان السيناريوهات الأسوأ.

التعليقات