"إختبار القيادة"

يقف بنيامين نتنياهو، بعد شهرين على أداء حكومته للقسم، أمام سفرتين إلى خارج البلاد هما أولى سفراته وأهمها، وذلك إلى شرم الشيخ وإلى واشنطن. حيث سيتضح من خلال لقاءاته مع الرئيسين حسني مبارك وباراك أوباما ما إذا كان رئيس الحكومة نتنياهو قد لحق لأن يضبّ برنامج رئيس ليكود ومرشّح ليكود للإنتخابات نتنياهو، فإذا لم يحصل هذا فإن وضع نتنياهو سيسوء كثيرا، وكذلك وضع حكومته، والأهم منهما دولة إسرائيل.

على نتنياهو أن يدير الدبلوماسية بمديين، بعيد وقريب. حيث أنه يجب في المدى البعيد أن يضع له تصوّرا لتعايش آمن بين إسرائيل والدول العربية، ومنها الدولة الفلسطينية. بدو ن هذه النبوءة، مع كل الإنسحابات المترتبة على تحقيقها من المناطق التي احتلت العام 1967 ، هذه المناطق التي لا يجدي التمسك بها سوى في موضوع الأمن ولاستبدالها بالسلام، فإن نتنياهو سيضع إسرائيل في مواجهة قاسية ومضرّة بإسرائيل مع نظام أوباما ومع النظام المصري. فحذلقات نتنياهو الكلامية من السلام الإقتصادي وحتى الحكم الذاتي للفلسطينيين، الذي حاول مناحم بيغن أن يسوّقه إلى جيمي كارتر في العام 1977ولم يفلح، لن تعفيه من الإجابة على السؤال الأهم الذي طرحه ليندون جونسون على ليفي إشكول بعد حرب الأيام الستة: أية إسرائيل تريد؟.

من شأن جواب رافض من نتنياهو أن يورّطه مع شريكه في الحكومة، وزير الأمن إيهود براك. فيما أن من شأن جواب أكثر ليونة أن يورّطه مع شريكه الآخر، وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان. لكن وحتى لو أنه وجد معادلة ترضي الجميع، خلف البحار والحدود وفي ساحته الخلفية، فلن يكون نتنياهو معفيا من خطوات حالية. حيث أن على جدول الأعمال، كما دائما، العلاقات مع الفلسطينيين والمستوطنين في المناطق. إذ على حكومة إسرائيل وجيشها أن يكبحا جماح المستوطنات والبدء في طيّها إلى الخلف. ويجب أن تكون الخطوة الأولى وضع نهاية للبناء في المستوطنات تحت غطاء "التكاثر الطبيعي". والخطوة الأخرى، تفكيك مستوطنات. فبدون هذه الخطوات، التي التزمت إسرائيل بها، فإنها ستجد نفسها في خانة الرافضين. وقد أوضحت ذلك الرسائل التي أسمعها النظام الأمريكي في الآونة الأخيرة.

هنالك حاجة لتحضير جيد للقاءات التي سيجريها نتنياهو مع مبارك وأوباما، لكن حتى أحسن أداء للطاقم لا يضمن النجاح، إذا كان الطامح إلى لقب "القائد" ينزوي وراء ضعف سياسي ويخشى التحديات الدبلوماسية.

التعليقات