"إنها حرب تبعث الدفء في القلب"..

-

برغم معارضتي للعملية العسكرية في بدايتها، إلا أنّ الصحوة أدركتني الآن. حيث أنني، على ما يبدو، أملك هذه الجينة الوراثية ضد الحروب القاتلة وعديمة الفائدة.

ألحقيقة أن هذه الحرب جيدة. وقد كنت من أكبر المعارضين لها، ومن بين من نظموا اجتماعا شعريا لرجالات الأدب (المجانين)، لكن المعطيات تتحدّث عن نفسها. حيث أنني لم أتوقع النجاح الباهر للعملية البرية النظيفة، ولم أتوقع العملية الجراحية للعملية الجوية التي مات فيها القليل جدا من الطفلات الصغيرات، وإذا سمح لي – فهن لسن جميلات بشكل خاص، مع أسماء يصعب استيعابها. لم أتوقع للمرحلة الثالثة التي كثر الكلام عنها، أن تكون ناجحة على عكس المراحل الأخرى الثالثة والرابعة.

في الحقيقة لن تؤدي الحرب إلى وقف القسامات، إنما ستؤدي فقط إلى توسيع مداها وزيادة عدد المصابين. لكن، هيا حقا، فليس سبب الحرب هو القضاء على القسامات. وقد تمّ شنّها لأجل مساعدة باراك في الانتخابات، لكن هنالك منطقا قوميا في هذا.

إنني أسألكم يا قرائي: كيف لرجل جديّ بهذا القدر أن يحصل على هذا العدد القليل من المقاعد وعندها سيضطر للعمل عند سامي عوفر كنائب لمدير عام؟ في الأعمال، يمكن لمدير على شاكلته أن يتسبّب في إفلاس أية شركة، وأنتم لا تريدون أن تكونوا مسؤولين عن فصله من العمل. وأنتم ترغبون بأن يكون صاحب زاوية ثابتة في "إيرتس نهديرت" البلاد الرائعة؟ سيمسّ الأمر بالإنتاج الرئيس في إسرائيل بشكل عظيم!

لقد مات حقا الكثير من النساء والأطفال (بعضهم كما هو معروف، رجال مسلحون أبناء 50 عاما تنكّروا إلى أطفال طرايا) لكن ماذا يمكننا أن نعمل؟ فقد اختبأوا إلى جوار صواريخ الـ "غراد" وصالونات شعر راقية، يحلق أفراد حماس فيها، كما تعرفون، ذقونهم. أخبروني، من يسكن في هذا الوقت فوق صالون للحلاقة؟ من يعمل "منيكور"؟ القاوقجي!

نسيت إذ عارضت الحرب، أنني في الحقيقة مواطن في تل أبيب. أصلي من بئر السبع، لكن الأهم هو المكان الذي تضع فيه الحاسوب عندما تكتب مقالة ضد الحرب. لكن حسنا، فهي في الحقيقة ستعزز حماس في غزة فيما ستتحول إسرائيل إلى جرباء.

ستدمر الحرب مشاعر التفاؤل في أيام دخول أوباما، التي بإمكانها أن تجلب التسوية السلمية، لكن هنا الخدعة، يا أصدقائي. وليفهم من يفهم. فبرغم إمكانية أن تؤدي الحرب إلى تطورات سيئة إزاء لبنان كما في الحرب الفاشلة السابقة في غزة والتي أدت إلى فتح جبهة أخرى في الشمال... هممم... لبنان؟ فإنني أنتهز هذا المنبر أيضا لإبداء أسفي على أمور خيالية وعبثية وحتى خيانية كنت كتبتها ضد حرب لبنان الثانية. فقد كتبت أنها ستضرّنا فقط. كم كنت أحمق وأعمى؟ إنني أملك كما يبدو هذه الجينة الوراثية ضد الحروب الماحقة وعديمة الجدوى.

ظننت في حينه أن الحرب ستعزز حزب الله، واعتقدت أنها لن تعيد الأسيرين. أخطأت كما يبدو، فالحقيقة أنه بعد الحرب – بالكاد سنة بعدها – عاد المخطوفان بتوابيت جميلة. لقد كانا السبب المشروع للحرب العادلة السابقة، مثلما القسامات الآن.

يقولون دائما إن جيش الدفاع يستخلص نتائج الحرب السابقة وليس الراهنة، ويحاول الجيش الآن تحقيق النصر في الحرب السالفة، إذن لا تزعجوه. التاريخ والإحصائيات لصالحنا: إن من اسمه أشكنازي لم يخسر حربا أبدا. وعلى الغزيين أن يتعلموا القبول بحصارهم المطلق بروح طيبة وبمرح يهودي على نمط "شالوم عليخم" (السلام عليكم) وروبي ريفلين . إذن فليأكلوا خبّيزة، وإذن فلا يملكوا علاجا كيماويا. فهل نحن نأكل الكافيار، في هذا الوضع من البطالة؟.. إنه أيضا طعام طبيعي.

ما الجدوى من تجديد التهدئة والهدوء اللعين والمخيف في سديروت، والذي يضلل فقط؟ وقف إطلاق النار خطأ فادح، ويؤدي إلى تسليح حماس، وإلى البدء بنقل ماكنات غسيل كبيرة من إنتاج ألمانيا عبر الأنفاق. فلماذا لا يكون هناك هدوء لبعض سكان الجنوب؟ غلعاد شاليط أسير وهنية يرتدي ثيابا نظيفة؟

ومن هنا، لدى يحل لمشكلة غزة بعد أن تؤدي هذه الحرب إلى زيادة إطلاق القسام: تجديد مشروع "لافي". طائرة "أزرق أبيض"، من صنعنا، مع أجهزة اتصال من إنتاج "ألتا". ويسمح للمواطنين نفسهم بالتحليق بها. وربما يكون القصف عن طريق "أس أم أس"، بالتعاون مع "كيشت" و"ريشت". سوف تحلق طائرة "لافي".. أين آرنس؟..

التعليقات