اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية فشلت في تعقب عرفات

-

اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية فشلت في تعقب عرفات
ماذا عرفت الاستخبارات الاسرائيلية عن الحالة الصحية للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات؟

هذا السؤال يثير اهتماما بالغا في اسرائيل، خصوصا لدى اجهزة الاستخبارات والحكومة وجهات في الكنيست.

ونقلت يديعوت احرونوت في عددها الصادر صباح اليوم، الاحد، عن مصدر سياسي اسرائيلي قوله ان المخابرات الاسرائيلية "لم تعط اي تحذير او انذار للقيادة الاسرائيلية حول التدهور السريع في صحة عرفات قبل النشر عن الموضوع في وسائل الاعلام".

واضاف المصدر انه "لم نتمكن من الاستعداد في الوقت المناسب لما جرى بعد ذلك، وفي الاساس تم الكشف عن ضعف كبير في تزويد معلومات نعتبرها في غاية الاهمية" حول صحة الرئيس الفلسطيني.

يشار الى ان جهازي الامن الداخلي العام، الشاباك، وشعبة الاستخبارات العسكرية، هما جهازا الاستخبارات الاسرائيلية الاساسيان المسؤولان عن تزويد المعلومات حول ما يدور في الاراضي الفلسطينية.

وقال الصحفي رونين برغمان، الخبير في شؤون المخابرات والامن في صحيفة يديعوت احرونوت، انه "منذ معركة الكرامة، في اذار/مارس العام 1968 تتعقب الاستخبارات الاسرائيلية عن كثب وبشكل متواصل، بكافة الادوات والوسائل، وعلى مدار 24 ساعة في اليوم، خطوات ياسر عرفات".

ومن بين القضايا التي تتعقبها اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية فيما يتعلق بعرفات، قضية صحته.

وكتب برغمان، وهو مقرب للغاية من مصادر اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية كافة، انه "لو علم رئيس الوزراء، ارييل شارون، مثلا، حول صحة عرفات المتدهورة قبل شهر لكان يعمل بشكل مختلف فيما يتعلق بخطة فك الارتباط".

وبحسب برغمان فان اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية اخفقت في "ملاحقة عرفات" بشكل كبير جدا. "فحتى عندما بدأت جهات فلسطينية شبه رسمية بالحديث، في بداية الاسبوع الماضي، عن الوضع الصعب للرئيس، كان رد احد رؤساء اجهزة الاستخبارات بالنفي".

واضاف ان المعلومة الاولى حول تدهور صحة عرفات وصلت الى شارون يوم الاربعاء الماضي، غداة اقرار خطة فك الارتباط في الكنيست.

وتابع برغمان انه "في صباح يوم الخميس ابلغ موظف كبير في الشاباك اعضاء اللجنة الفرعية لشؤون المخابرات، المنبثقة عن لجنة الخارجية والامن في الكنيست، بنتائج فحص شامل حول فحوصات طبية اجريت لعرفات، تبين فيها ان كمية الصفائح الدموية الموجودة في الدم هي 30 الفا، فيما يتوجب ان تكون كمية الصفائح الدموية في الجسم السليم ما بين 200 الف الى 250 الفا شرط الا تقل عن 150 الفا".

ونقل برغمان عن مصادر في اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية قولها انه لم يكن لديها اية وسيلة لمعرفة وضع عرفات الصحي "لانه حتى اطبائه فوجئوا" بنتائج الفحوص. وقال المسؤولون في هذه الاجهزة انه "بامكاننا معرفة ما يعرفه الاطباء فحسب".

لكن برغمان قال في ختام مقاله، ان "معلومات موثوقة حول صحة عرفات كانت بحوزة الشاباك والاستخبارات العسكرية، لكنهما لم يكشفاها لاسباب امنية وعدم تعريض المصدر للخطر". ولكن يبقى السؤال في هذه الحالة: لماذا لم يتم اطلاع رئيس الوزراء الاسرائيلي، على الاقل، على هذه المعلومات.

التعليقات