اسرائيل تستغل تفجيرات طابا لتوثيق التعاون الاستخباراتي مع مصر

_

اسرائيل تستغل تفجيرات طابا لتوثيق التعاون الاستخباراتي مع مصر
اشار محلل الشؤون العسكرية في صحيفة هآرتس، زئيف شيف، في مقال نشره اليوم، الاحد، الى ان "المخابرات الاسرائيلية لم تنجح في التغلغل في صفوف تنظيمي الجهاد الاسلامي العالمي والقاعدة".

واعتبر ان عدم النجاح هذا يزيد من المخاطر التي تتربص بالاسرائيليين، لافتا الى ان التفجيرات التي وقعت في فندق هيلتون طابا ومنتجع رأس الشيطان، في سيناء، جاءت مشابهة تماما لحادث التفجير الذي وقع في العاصمة الكينية، مومباسا، في نهاية العام 2002.

واضاف ان "تنظيم القاعدة استخدم السكان المسلمين المحليين" في كلا الحالتين، ونفذ العمليات في فنادق ومنتجعات يرتادها الاسرائيليون.

وتابع شيف ان جهاز الموساد الاسرائيلي، وهو ذراع المخابرات الاسرائيلي الذي القيت على كاهله مهمة التجسس على الالقاعدة والجهاد الاسلامي، لا يملك معلومات كافية حول التنظيمين.

ولفت الى ان اجهزة الاستخبارات الاجنبية، ايضا، تجهل الكثير من المعلومات حول هذين التنظيمين.

واضاف شيف ان "المشكلة بالنسبة لاسرائيل اخطر، مقارنة مع بقية الدول، كونها تشكل هدفا بارزا لهجمات محتملة من جانب القاعدة".

وتابع انه "في موازاة ضعف المخابرات الاسرائيلية، كشفت تفجيرات سيناء فشل المخابرات المصرية الذريع".

واتهم الكاتب مواطنين مصريين، من بدو سيناء، وفلسطينيين بتقديم العون لمنفذي التفجيرات مقابل حصولهم على مبالغ طائلة.

واستبعد شيف ان يكون لحركة حماس ضلع في التفجيرات، "كونها تجري مفاوضات مع مصر وتبذل جهدا للحصول على دعم مصري ومن غير المعقول ان تمس مصالح مصرية واذلال الرئيس المصري، من خلال عملية ارهابية في الاراضي المصرية".

واضاف ان "المصريين لم يحرصوا على قطع مسارات التهريب (للاسلحة) من سيناء".

من جهة اخرى، نشر المراسل السياسي للصحيفة ذاتها، آلوف بن، مقالا قال فيه ان رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، ووزير الخارجية سيلفان شالوم "قررا منذ الساعات الاولى التي اعقبت التفجيرات امتداح التعاون المصري وموافقة القاهرة على دخول قوات انقاذ اسرائيلية الى سيناء".

لكن بن اكد ان عناق شارون لمصر "لم ينبع، فقط، من الاعتراف بالجميل ومن اجل ضمان استمرار عمليات الانقاذ من دون عراقيل. فلديه ايضا هدفا استراتيجيا".

واوضح الصحفي الاسرائيلي، المقرب من جهات سياسية اسرائيلية خصوصا في وزارة الخارجية ومكتب رئيس الوزراء، ان هدف "عناق شارون لمصر" يكمن في "تعزيز التعاون الامني والاستخباراتي بين الدولتين".

ونقل عن مصادر سياسية اسرائيلية قولها ان تفجيرات سيناء "بامكانها ان تقود الى تعزيز الروابط (بين الدولتين) خصوصا في نواح خفية عن الانظار".

وقال احد هذه المصادر انه "حانت الان ساعة عمل افي ديختر (رئيس الشاباك) ومائير داغان (رئيس الموساد)".

واضاف بِن ان اسرائيل اظهرت في السنوات الاخيرة قدرتها على اقامة علاقات امنية وثيقة الى جانب خصومات دبلوماسية.

وقال ان "مصر ستواصل مهاجمة اسرائيل في الامم المتحدة وتقديم الدعم للفلسطينيين، وفي الوقت ذاته تعمل سوية مع اسرائيل ضد التنظيمات الارهابية الاسلامية".

وتابع ان بامكان اسرائيل "استغلال علاقاتها الجيدة مع واشنطن، حيث تصارع مصر هناك مقابل ارتفاع اصوات (في الادارة الامريكية) تدعو الى تقليص المعونات العسكرية والاقتصادية" الامريكية لمصر.

وخلص بِن الى ان المسؤولين الاسرائيليين ينتظرون زيارة رئيس المخابرات المصرية، عمر سليمان، ووزير الخارجية المصري، احمد ابو الغيط، الى اسرائيل، مشيرا الى ان هذه الزيارة كانت قد تأجلت بسبب التصعيد الحاصل في قطاع غزة.

التعليقات