"الجيش الإسرائيلي غير مستعد لعملية عسكرية في قطاع غزة"

-

كتب عاموس هرئيل وآفي يسسخاروف في صحيفة "هآرتس" اليوم، الثلاثاء، أنه في اللحظة التي كانت تحلق فيها طائرتا "أف 15" في سماء عسقلان بعد سقوط 3 صواريخ "غراد" في المدينة، كان آخر الجنود الإسرائيليين ينسحب من قطاع غزة، في حين اندلعت المواجهات في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس.

وتابع الكاتبان أن جولة في الجنوب الذي تعرض للقصف، يوم أمس، وفي أماكن سقوط صورايخ القسام، تكشف عن الفجوة الكبيرة بين تصريحات المستوى السياسي والتغطية الإعلامية الواسعة، وبين الواقع على الأرض. ففي الوقت الذي يتنافس فيه السياسيون فيما بينهم على إطلاق تصريحات العربدة حول المصير المر الذي ينتظر قطاع غزة بأيدي الجيش، فإن الجيش لا يزال غير جاهز لعملية برية واسعة في داخل قطاع غزة. ورغم أن المتحدثين والمستشارين الإعلاميين يكثرون من التلميح للصحافيين بأن الحديث هو عن "حرب" أو "حرب تقريبا"، إلا أنه على أرض الواقع، فإن معظم عمليات الجيش كانت من الجو أساسا.

وبحسبهما فإن المعطيات تشير إلى أنه على ما يبدو فإن حجم القوات الإسرائيلية التي تحيط بقطاع غزة لا يسمح في الوقت الحالي بتنفيذ عملية برية متواصلة، وأن الجيش يستعد لعملية متواصلة ومتتابعة. كما أن ما حصل في غزة في الأيام الأخيرة كان "احتكاكا بريا مكثفا كثير الإصابات (في الجانب الفلسطيني) في منطقة صغيرة نسبيا".

وبشكل غير مفاجئ، فقد ترافق سقوط صليات صورايخ القسام وغراد مع انسحاب الجيش من شمال قطاع غزة. ولذلك كان من المهم لحركة حماس أن تثبت أنها نجحت في الوقوف على قدميها بعد جولة الضربات الأخيرة. وكما هو متوقع فإن حماس احتفت بالنصر، وامتدح الزهار صمود مقاتلي حماس أمام الجيش الإسرائيلي.

وفي تساؤلهما حول لماذا تم وقف عمليات "غفعاتي"، يقولان إن الجيش يعلل ذلك بسلسلة من الاعتبارات العملانية، وعلى رأسها الإحساس بأن الحملة قد حققت إنجازاته الممكنة. إلا أن زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية تقف، كما يبدو في خلفية القرار، حيث أنه من غير المريح للأمريكيين عرض صور القتلى من المدنيين، في الوقت الذي تزور فيه رايس المنطقة من باب "الدفع بمبادرة أنابولس".

ويضيف الكاتبان أنه على ما يبدو فإن الحكومة الإسرائيلية والجيش لم يقوما بعد بـ"تنسيق توقعات" بينهما بشأن أهداف العمليات في قطاع غزة، سواء الحالية أم اللاحقة. ومن جهته فإن وزير الأمن، إيهود باراك، وفي تصريحاته العلنية، يتحدث عن سلسلة أهداف، كان آخرها "إضعاف سلطة حماس وربما إسقاطها". إلا أنه في المستوى السياسي والعسكري في إسرائيل لا يوجد إتفاق حول إذا ما كان إسقاط حماس مطلوبا، وماذا يمكن أن يحصل في غزة بعد ذلك.

ويضيفان أنه في كل الحالات فإن ضباطا كبارا في الجيش يشعرون بأنه قد تم تفويت الفرصة، وأن صليات الصواريخ على عسقلان كان يجب أن تستخدم كذريعة لعملية عسكرية واسعة وهجومية أكثر.

"تجد الحكومة وقيادة أركان الجيش حتى الآن صعوبة في أن تشرح للجمهور ماذا تريد تحقيقه في قطاع غزة، وإلى أي مدى تكون إسرائيل مستعدة للذهاب من أجل حماية مواطنيها في الجنوب. والأنكى ليس فقط أن العمليات التي تم اتخاذها حتى الآن لم تؤد إلى وقف إطلاق الصواريخ، بل بدأ يتسلل إلى قلوب سكان الجنوب الخوف من أنه بالذات حينما يقوم الجيش بتنفيذ هجمات في القطاع، فإنهم معرضون أكثر للقصف، وعندما ينسحب الجيش من القطاع يقل عدد الصواريخ التي يتم إطلاقها. كما أن هناك مخاوف من أن تستغل حماس الوضع في غزة لكي تثير الأوضاع في الضفة الغربية. حيث أن "موجة العنف الشعبي" في الضفة هي الأعنف في السنوات الأخيرة. وباتت شوارع الضفة مهددة بعد أن تجول المستوطنون لفترة طويل بأمان نسبيا".

التعليقات