"الدبلوماسية كبديل للخيار العسكري"..

-

في تحذيرها لإسرائيل من أجل تجنب إطلاق التصريحات القتالية تجاه إيران، تناولت هيئة تحرير "هآرتس" مدى ارتباط عدد من الدول الاقتصادي مع إيران في ظل الظروف الدولية السائدة، ومن بينها روسيا والهند والصين وتركيا وسويسرا وألمانيا، بالإضافة إلى تبني الولايات المتحدة سياسة العقوبات الاقتصادية والضغط الدبلوماسي، خاصة في ظل حاجة الإدارة الأمريكية إلى الهدوء في العراق.

وكتبت أن التحذير الذي بعثت به واشنطن إلى إسرائيل لتمتنع الأخيرة عن مهاجمة إيران، وطلب واشنطن بألا تفاجأ بمثل هذا الهجوم، ليس مفاجئا. فالإدارة الأمريكية التي تبنت في فترتي ولاية بوش التهديد بالحرب كاستراتيجية أولى لمنع إيران من تطوير قدرات نووية توجهت مؤخرا نحو سياسة جديدة لا تتماشى مع التصريحات القتالية الإسرائيلية.

وتضيف أن الإدارة الأمريكية التي وقعت إلى جانب الدول الأربع الأعضاء في مجلس الأمن، بالإضافة إلى ألمانيا، على رزمة الحوافز لإيران، على استعداد الآن للدفع بعقوبات اقتصادية، في أحسن الأحوال- بحسب الصحيفة، أما بالنسبة للخيار العسكري فإنها تبقيه على نار هادئة.

وبحسب الصحيفة فإن إيران التي قدمت أجوبة ضبابية على اقتراحات الحوافز، وأوضحت أنها لن تتوقف عن تخصيب اليورانيوم، تجمع حولها الدول التي من الممكن أن تعرقل اقتراحات فرض عقوبات جديدة مستقبلا. حيث من المتوقع أن يصل الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، اليوم إلى تركيا في زيارة عمل، ويتوقع أن يتم الاتفاق على تطوير مشترك لحقول الغاز في إيران وعلى تزويد أوروبا بالغاز عن طريق تركيا، وهو مشروع تصل تكلفته إلى 600 مليون دولار.

وتضيف أنه من جهة أخرى فإن المفاوضات بين إيران وبين الهند وباكستان حول خط النفط لا تزال تتواصل، في حين أن الصين تواصل الاستثمار في إيران شراء كميات كبيرة من النفط منها، بينما يتوقع أن تقوم أوروبا، التي تراقب، بهلع، التطورات في القفقاس وتخشى من ارتباطها المطلق بالنفط الروسي، بأن تدفع إلى الأمام مشروع خط النفط الذي سينقل النفط من إيران عن طريق تركيا. أما واشنطن التي تطمح إلى التوصل إلى اتفاق بشأن مستقبل قواتها في العراق في الأسابيع القادمة فهي بحاجة إلى إيران كحزام أمن هادئ في العراق. وينضاف إلى كل ذلك الاتفاقات الاقتصادية التي تم توقيعها بين إٍيران وسويسرا وألمانيا.

وتصل الصحيفة إن نتيجة أن مجمل هذه المصالح الاقتصادية والاستراتيجية تنقل مسألة البرنامج النووي الإيراني من مكانة "ذريعة لإعلان الحرب" إلى مكانة "خلاف يجب تسويته بالطرق الدبلوماسية". وتشير إلى أن تركيا، المتحالفة استراتيجيا مع إسرائيل، تتحمل مسؤولية كبيرة في محاولاتها التوسط بين إيران والغرب، ولا يمكن إدانتها بسبب ذلك، خاصة وأن واشنطن على استعداد للإصغاء إلى اقتراحات جديدة.

وتخلص الصحيفة إلى أن إسرائيل من الممكن أن تجد نفسها في حالة متدنية إزاء الطموحات الدبلوماسية لدول أوروبا والمصالح الاقتصادية للصين وروسيا والضغط الأمريكي لحقيق الهدوء في العراق. ولذلك، بحسب الصحيفة، فإن هذا الوضع يلزم إسرائيل بالمناورة بذكاء وحذر من أجل عدم التسبب بحرب تخوضها منفردة، ومنها إلى مواجهة خطر إقليمي، خاصة وأنه من الواضح أن إيران، وكذلك الدول العظمى، تدرك أن الخيار العسكري الإسرائيلي لم يشطب، وأن إسرائيل لن تأخذ بعين الاعتبار مصالح الدول الأجنبية عندما يتصل الحديث بما أسمته الصحيفة "خطرا وجوديا". وتضيف أنه يجب على إسرائيل أن تفسح المجال للجهود الدبلوماسية، وأن تخفض لهجة التهديد العسكري، وأن تدرك أن الحوار مع إيران ضروري في محاولة إذابة حوافزها العسكرية.

التعليقات