"تسليم السلطة لليكود"..

-

كتب ألوف بن في صحيفة "هآرتس" اليوم، الخميس، مشيرا إلى أن الصراع القائم بين حزبي "كاديما" و"العمل" سوف يؤدي إلى تسليم السلطة لليكود، ودعا الحزبين إلى التوحد سوية في مواجهة الليكود، خاصة في ظل التماثل القائم في موقفي الحزبين، بغض النظر عن الخلافات التي تثور هنا وهناك والتي تنبع من مصالح سياسية وخصومات شخصية، على حد قوله.

ويشير في هذا السياق، إلى أن الهجمات المتبادلة بين "كاديما" و"العمل"، منطلقا من اعتبارهما حزبي مركز، وأن ائتلافهما القائم هو ائتلاف طبيعي، من شأنها أن تضعف الحزبين، وتكون بالتالي بمثابة تسليم السلطة إلى "الليكود".

وكتب أنه عندما قام أرئيل شارون بتفكيك الليكود وتشكيل "كاديما"، كان يبدو أن المعسكر السياسي الذي يعارض تقسيم البلاد (إنسحاب من مناطق) قد تلقى ضربة قاصمة. وبدت الأفكار التي يمثلها قديمة وليست ذات صلة بعد تنفيذ فك الارتباط من قطاع غزة، في حين سخر الإعلام من مركز الليكود، وهزم ما أسمي في حينه بـ"المتمردين" على شارون.

ويتابع انه بعد 3 سنوات يبدو الواقع السياسي في إسرائيل كتعبير جلي عن "قانون النتائج غير المقصودة". فما قام به شارون حقق عكس ما كان يقصده، فالليكود يتصدر استطلاعات الرأي، في حين أن ما يمسى "معسكر التسوية" ممزق في معركة مصيرية بين "العمل" و"كاديما"، فكلاهما يتنافسان على نفس جمهور الناخبين. ويعرض كلاهما مواقف متماثلة، وهم شركاء في ائتلاف طبيعي، أما الخلافات التي تثور هنا وهناك، مثل الخلافات حول الميزانية في الأسبوع الأخير، فهي نابعة من احتياجات سياسية وخصومات شخصية.

ويضيف أن "كاديما" عاشت بسلام مع عمير بيرتس، الذي قاد حزب العمل في الانتخابات الأخيرة، مستندا إلى صورته الاجتماعية لكونه من سديروت، وقيادته النقابات المهنية. وبحسبه فإن بيرتس سعى إلى كسب أصوات من ما يسمى بـ"مدن التطوير"، وإعادة بناء الحزب كحزب اشتراكي، وتنازل عن ناخبين "أشكنازيين" الذين انتقلوا إلى كاديما. وفي المقابل فإن باراك يتوجه إلى الجمهور التقليدي لحزب العمل في وسط الطبقات الميسورة، وطبقة رجال الأعمال التي تساند تسيبي ليفني اليوم. ومن هنا فلا مشكلة لديه مع موفاز الذي يتوجه إلى الشرائح التي كانت مؤيدة لبيرتس.

ويتابع أن باراك وليفني يدركان أنه في حال فوز الأخيرة في الانتخابات التمهيدية في "كاديما" فإن واحدا منهما فقط سيكون منافسا لنتانياهو في الانتخابات القادمة، ولن تتكرر احتفالات العام 2006، التي تقاسم فيها العمل وكاديما المركز السياسي بينهما. ولذلك فإنهما منشغلان بتدمير متبادل لأنفسهما، حيث يعرض باراك كاديما كـ"حزب هاربين ومخيم لاجئين سياسي سوف يتبخر مثل شينوي"، وبالنسبة لليفني فإن العمل هو حزب الماضي وبدون حياة. وبينما يتفاخر باراك بتجربته ويعرض ليفني كأنها "فجة غير ناضجة"، فإن ليفني تدعي أن تجربة باراك سيئة، وأنها تعرض التجديد.

وبحسب بن فإنه في هذه المواجهة ينسى الطرفان المشترك بينهما، والذي يقف في أساسه الاستعداد للانسحاب من مناطق لصالح الفلسطينيين. ويضيف أن الحكومة الحالية حافظت على الوضع القائم في الضفة الغربية، باستثناء البناء المتسارع في الكتل الاستيطانية، في حين أن فرصة التغيير، التي يكون فيها اليمين مهزوما، قد تبددت في الحرب الثانية على لبنان، والتي كانت إسرائيل في غنى عنها، إلا أن حكومة أولمرت جددت المحادثات حول الحل الدائم مع الفلسطينيين والسوريين، وعرضت مواقف تسوية، يدعي أنها حظيت بتأييد دولي، ما يترك أرضية مريحة للحكومة القادمة، على حد قوله.

ويخلص إلى أنه في مثل هذا الوضع فإنه يجب على "كاديما" و"العمل" التوحد حول رسالة مشتركة في التنافس على كسب الرأي العام وأصوات الناخبين ضد مواقف الليكود، وإلا فإن باراك وليفني سينقلان السلطة في الانتخابات القادمة إلى الليكود.

التعليقات