"تعودوا على القنبلة النووية الإيرانية.."

-

يرى ألوف بن، في مقالة نشرت اليوم، الخميس، في صحيفة هآرتس، أنه بالرغم من أن إسرائيل والولايات المتحدة يبدوان كتوأمين سياميين، ولسانهما وقلبهما مشترك وخطابهما مشترك، إلا أن خلف الشعارات تكمن فوارق واسعة في رؤية العالم وتقييم الأوضاع في كل بلد.

ويقول إن هذه النتيجة بدت واضحة في مؤتمر الحوار الاستراتيجي الذي عقد الأسبوع الماضي في نيويورك برعاية معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي والمجلس الأمريكي للعلاقات الخارجية. فبالرغم من أن المتحدثين عرضوا آراءهم إلا أن تلك الآراء تعبر عن المواقف الرسمية لبلادهم.

وضيف بإنه يمكن تلخيص أوجه الخلاف كالتالي: يتوق الأمريكيون إلى حوار مع إيران وعزل سوريا. إلا أن الإسرائيليين يريدون الحوار مع سوريا وتوجيه ضربة لإيران. ويضيف: بطبيعة الحال لكل جانب ما يقلقه فإسرائيل قلقة من السلاح النووي الإيراني وتعتقد أنه يمكن إحباط تطويره عن طريق الحصار الاقتصادي والتهديد بعملية عسكرية. بينما المؤسسة الأمريكية أقل قلقا من النووي الإيراني وتحجم عن تفعيل القوة في أعقاب الفشل في العراق.

ويرى بن أن رسالة المتحدثين الأمريكيين في المؤتمر كانت واضحة: لا يوجد لإسرائيل والولايات المتحدة خيار عسكري ضد إيران. لأن قصف المنشآت النووية الإيرانية سيؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط وسيعزز قوة المتطرفين في طهران. وبرأيهم أن إيران سترد وتستهدف الجنود الأمريكيين في العراق والمواقع العسكرية الأمريكية المنتشرة في العراق وحقول النفط في الخليج وتشن عمليات إرهابية في الولايات المتحدة. ويتابع: يعتقد الأمريكيون أنه لا يمكن القيام بشيء في عام 2008 ويرون أنه ينبغي انتظار انتهاء ولاية الرئيس بوش الذي يشترط الحوار مع إيران بوقف برنامجها النووي. وإذا كان الرئيس الذي يأتي بعد بوش ديمقراطيا، سيلقي الشروط في سلة القمامة ويذهب باتجاه الحوار مع إيران.

ويفسر بن الموقف الأمريكي الأمريكي على نحو أكثر وضوحا وأقل دبلوماسية ويفسره بالسيناريو التالي: يقول الأمريكيون إنه من المفضل أن تتعودوا على العيش مع إيران النووية، والتي ستكون أقل تهديدا حينما يكون فيها سفارة أمريكية. ولكنهم يهددون بالقضاء علينا، يحتج الإسرائيليون. فيجيبونهم: نحن أيضا سمعنا تهديدات مماثلة من الاتحاد السوفياتي والصينيين، وتحدثوا لدينا أيضا عن هجوم وقائي على المنشآت النووية، أنتم ببساطة خلفنا بـ 40-50 سنة في الفهم الإستراتيجي. فبدل البكاء ينبغي أن تحدثوننا عن تسوية أمنية في الحقبة النووية الإيرانية.

ويضيف بن: رئيس الوزراء إيهود أولمرت شريك في التقديرات بأن ولاية بوش ستنتهي دون شن هجوم على إيران. وقال الأسبوع الحالي في لجنة الخارجية والأمن إنه لا يتفق مع تقديرات آمان المبالغ بها بأن إيران ستحصل على قنبلة نووية في نهاية عام 2009، وبرأي أولمرت، يوجد متسع من الوقت للعمل ضدهم بالطرق الدبلوماسية. ويرى بن المسؤولين ألإسرائيليين شركاء في الرأي بأن بوش لن يتمكن من تفعيل قوة أمام الرفض الواسع في بلاده لمغامرة جديدة في الشرق الأوسط.

ويواصل بن في الحديث عن أوجه الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل ويقول: بالنسبة لسوريا الأمر معكوس، إسرائيل تريد إبعادها عن إيران عن طريق الحوار وترى أن التوقيت مناسب بسبب ضعف سوريا وعزلتها، إلا أنها في نفس الوقت غير متحمسة للانسحاب من هضبة الجولان. ويقترح الإسرائيليون صفقة "إيران مقابل لبنان" بحيث تتنازل سوريا عن تحالفها مع إيران وبالمقابل تحصل على السيادة في بيروت بموافقة أمريكية على أن تفكك حزب الله من سلاحه. إلا أن الأمريكيين غضبوا: ليس من شأنكم من يسيطر في لبنان ونحن يهمنا وبوجه عام أنتم في في إسرائيل الحال هو أن الاستراتيجيين يؤيدون دائما المسار السوري والسياسيون يفضلون المسار الفلسطيني. ولكن من ينبغي ن تدركوا أن الثمن في التسوية مع سوريا هو الانسحاب إلى شواطئ طبريا، وإلى أن توافقوا على دفع هذا الثمن لا تشوشوا أفكاركم وأفكارنا بالأوهام. لأن سياستكم لا تسمح بحوار حقيقي مع سوريا.

وينتهي بن بالقول: في نقطة واحدة كان هناك توافق في الحوار الاستراتيجي، وقدر الأمريكيون والإسرائيليون أن مؤتمر أنابوليس لن يفضي إلى شيء بسبب ضعف القادة في الجانبين وبسبب الفجوات الواسعة جدا في مواقف الطرفين حول القضايا الجوهرية.


التعليقات