تقييدات ليفني وباراك لأولمرت ومؤتمر الزعماء المأزومين

-

تقييدات ليفني وباراك لأولمرت ومؤتمر  الزعماء المأزومين

يلقي المحلل السياسي في صحيفة هآرتس ألوف بن في مقالة له اليوم الأحد الضوء على العلاقة بين رئيس الوزراء إيهود أولمرت ووزير الأمن، إيهود باراك، ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، ويرى تعاونا بين باراك وليفني لتقييد أولمرت في المفاوضات مع الفلسطينيين، وكأن مواقف أولمرت تختلف عن مواقفهما الرافضة لأي حل يعتمد على قرارات الأمم المتحدة.

وينسق باراك وليفني، حسب بن، فيما بينهما للحد من التوقعات المرجوة من مؤتمر أنابوليس المزمع عقده في نوفمبر تشرين الثاني المقبل. ويستحضر بن من الماضي دعوة باراك حينما كان قائدا لسرية كوماندو قيادة هيئة الاركان العامة في سنوات السبعين والد ليفني، ايتان ليفني، لإلقاء محاضرة حول حرب العصابات. كان والد ليفني قائدا لعمليات عصابات الإيتسيل والذي قاد عام 1946 الهجوم على محطة قطارات اللد التي كانت عصبا رئيسيا في مواصلات الجيش البريطاني،

ويقول بن إن باراك وليفني استطاعا أن يفرضا على أولمرت أن يتنصل علانية من صديقه حاييم رامون ومن خطته السياسية للتسوية مع الفلسطينيين، ومن إبعاد خصمهما رامون عن طاقم المفاوضات مع الفلسطينيين، فيما أثرا على أولمرت وقلل من سقف التوقعات في مباحثاته مع عباس.
ويرى بن أن باراك وليفني يعتبران أن العملية السياسية يجب أن تكون ملائمة لقدرات محمود عباس وسلام فياض ويحذران من خلق توقعات مبالغ بها قد يؤدي انهيارها إلى اندلاع أعمال العنف في المناطق الفلسطينية. وحذرا أولمرت من وجود أكثر من مسارللتفاوض مع الفلسطينيين في إشارة إلى لقاءات رامون وربما أيضا الرئيس شمعون بيرس.

ويقول بن إن أولمرت استجاب لطلبهما بأن يتم عقد جلسات مباحثات مكثفة تجمع بين الثلاثة (المطبخ السياسي) لبحث المصالح الأسرائيلية بمرافقة عملية المفاوضات مع الفلسطينيين.

ويرى بن إنه بالرغم من التنسيق المشترك إلا أن مواقف باراك وليفني ليست متشابهة فليفني حاولت طيلة الوقت إقناع أولمرت ببدء حوار مع الفلسطينيين حول الأفق السياسي، وبرأيها قبل عدة أشهر كان يمكن البدء بالحوار مع السلطة الفلسطينية بثمن أقل ودون التطرق إلى القضايا الجوهرية . والآن تم خلق توقعات مرتفعة وتعهدات سيكون من الصعب التراجع عنها دون المخاطرة بتعرض إسرائيل لضغط دولي. وتقترح ليفني تركيز المباحثات بما يمكن التوصل إليه، أي مبادئ عامة لإقامة الدولة الفلسطينية.

ويضيف: باراك بالمقابل يحذر من الانسحاب من مناطق في الضفة الغربية قبل نشر أنظمة اعتراض صواريخ قد تنطلق من الضفة الغربية. كما أحبط باراك تعهد أولمرت للفلسطينيين والأمريكييين بإزالة حواجز في الضفة الغربية.

وبحسب بن، يرى أولمرت من جانبه أن التقييدات التي يضعها باراك وليفني مشكلة بالنسبة له. ويحذر من أن انهيار المفاوضات مع المعتدلين سيؤدي إلى سقوطهم وسيطرة حماس على الضفة الغربية . ويعتقد أولمرت أنه يستطيع تخطي مؤتمر أنابوليس دون انهيار ائتلافه الحكومي ولكن في المفاوضات التي تعقبه هو بحاجة إلى تأييد باراك وليفني أمام الرأي العام.
وينتهي بن إلى القول: هناك من يعتقد أن كل ذلك ألاعيب سياسية ليفني وباراك مطلعان على استطلاعات الرأي ويدركان أن الجمهور يجنح نحو اليمين ويصرحون بتصريجات تتناسب مع ذلك.

ويرى المحرر السياسي في صحيفة يديعوت أحرونوت إيتان هابر، مدير مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يتسحاك رابين، في مقالة نشرها اليوم بصحيفته أن مؤتمر أنابوليس هو بمثابة لقاء بين ثلاثة زعماء مأزومين، هم أولمرت وعباس والرئيس الأمريكي جورج بوش.

بالنسبة لبوش والذي سيغادر البيت الأبيض بعد سنة، وعلى خلفية ورطته في العراق، فإن المؤتمر عبارة عن "مسحوق غسيل لتنظيف وتبييض البقع" التي وصمت سياسته خصوصا في العراق.

ويؤكد هابر أن بوش قادر على فرض التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلا أن احتمالاته ليست جيدة لأن من يجلس أمامه (أولمرت وعباس ) لا يمكنهما تلبية المطلوب منهما.

فأولمرت الذي لديه ائتلاف حكومي واسع يدرك أنه منذ اللحظة التي يوقع فيها على اتفاق وحتى وصوله إلى البلاد لن يكون لديه تأييد من الائتلاف ربما ليس أيضا من حزب العمل.

وعن محمود عباس يقول هابر: "فليحمد ربه كل صباح أنه قادر على الوقوف على رجليه، لأنه إذا قدم أبو مازن تنازلات في إطار اتفاق ستختار له حماس مكانا يُدفن به".






التعليقات