"تمرد المستوطنين"..

-

كتب يهودا باور، وهو محاضر في الجامعة العبرية، في صحيفة "هآرتس":

[[.. لا يمكن إقامة دولة عصرية بدون احتكار القوة العسكرية والشرطية أو غيرها، واستخدامها بموجب القانون. وعندما ينشا مركز قوة بديل، والسبب هو أن جزءا ملموسا من المواطنين لا يعترفون بالصلاحيات السلطوية، فإن السلطة تصبح غير مستقرة.

وفي إسرائيل، في داخل الخط الأخضر، النظام الديمقراطي يحتكر القوة. وفي الضفة الغربية تسيطر قوات الأمن الإسرائيلية، للمحافظة على مصالح إسرائيل أمام المقاومة المسلحة لـ "المجموعات الإرهابية الفلسطينية"، وبالنتيجة فإن ثمن النجاح هو القمع الشديد الذي يمارس ضد سكان الضفة الغربية العرب.

إسرائيل لا تسيطر على بضع مئات الآلاف من المستوطنين اليهود في الضفة، وهم بدورهم يتقبلون السلطة الإسرائيلية بمدى ما تعمل لمصلحتهم، وعندما لا يكون الأمر كذلك، فإنهم يتجاهلونه أو يعارضونه.

تخضع الشرطة وأجهزة الأمن والجيش للتهديدات المتواصلة بـ"المقاومة الفعالة" من قبل المستوطنين، ولذلك يوجد دولتان، الأولى ملتزمة بالنظام الديمقراطي الغربي، والثانية بسلطة "دينية متطرفة خلاصية".

سيناريو خيالي: بضغط الرباعية الدولية وجهات أخرى، تتوصل الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية إلى اتفاق. إسرائيل تنسحب إلى حدود 1967، ويتم إقامة دولة فلسطينية، وإجراء تبادل مناطق بحيث تبقى غالبية المستوطنات في الضفة تحت السيادة الإسرائيلية، وتوافق إسرائيل، بعد المصادقة على ذلك في الكنيست وفي استفتاء عام، على إخلاء عشرات آلاف المستوطنين من المستوطنات غير المشمولة في تبادل المناطق خلال فترة زمنية تتراوح بين 10-15 سنة، ويتم تقسيم القدس وإبقاء حرية التجارة بين أجزائها، ويوضع الحرم القدسي تحت إشراف الوقف الإسلامي، تحت مظلة دولية، ويتم استيعاب اللاجئين في الدولة الفلسطينية، وفقط عدد صغير جداً يمكن أن يعود إلى داخل الخط الأخضر في إطار لم شمل عائلات، وقروض دولية لضمان الجانب الاقتصادي من التسوية. والدول العربية، ما عدا سورية ولبنان، تعترف بإسرائيل وتلتزم بعلاقات اقتصادية طبيعية معها.

في هذا السناريو الخيالي: هل يعتقد أحد أن عشرات آلاف المستوطنين الذين سيتم إخلاؤهم، سوف يغادرون بيوتهم طواعية وهم ينشدون "هتكفا" ويرقصون؟ من الواضح أنه سيكون هناك مقاومة عنيفة، ومن الممكن أن تتحول ميليشيا "شبيبة التلال" الاستيطانية إلى مليشيا مسلحة، وسيقوم الجيش بمعالجة أمرهم بمنتهى الحساسية.

لا يوجد صدق في التقاليد المعروفة، أن الهيكل الثاني قد هدم بسبب الكراهية، أو بسبب نزاع أخوة. فالهيكل هدم لأن مجموعة "متطرفة دينية خلاصية/ مسيحانية" اضطرت الشعب إلى التمرد ضد امبراطورية عالمية لم يكن هناك أي أمل بهزيمتها. وهذه المرة من الممكن أن يحصل سيناريو خيالي، تمنع فيه أقلية دينية متشددة السلام..]]...

التعليقات