"حزب الله وحماس يسحقون قوة الردع الإسرائيلية"..

-

كتب وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق، موشي آرنس، في صحيفة "هآرتس" أن قادة إسرائيل يركزون على ما يسمى بـ"التهديد الإيراني" ويتجاهلون لبنان وقطاع غزة. وفي معرض حديثه يفند ادعاءات إيهود أولمرت بشأن الانتصار في الحرب الثانية على لبنان، ويؤكد أن حزب الله هو الذي انتصر، وهو الذي بات يشكل قوة رادعة تمنع إسرائيل من القيام بأي خطوة استباقية تمنعه من مواصلة تعزيز قوته.

ويحمل آرنس في هذا السياق المسؤولية عن ذلك لرؤساء الحكومة الثلاثة الأخيرين، إيهود باراك وأرئيل شارون وإيهود أولمرت، ووزراء الأمن باراك وبنيامين بن إلعيزير وشاؤل موفاز.

وقال إن الرئيس الإيراني ليس غبيا، وأن تهديداته المعربدة لإسرائيل، والتي تترافق مع إصراره على أن يكون لإيران الحق في مواصلة تخصيب اليورانيوم، المواد الخام لإنتاج القنبلة النووية، نجحت في جعل غالبية قادة إسرائيل يركزون على الخطر الإيراني، ويتجاهلون بشكل شبه تام المخاطر الفورية القريبة.

ويضيف أن غالبية السياسيين الإسرائيليين في السنوات الأخيرة يشبهون الخيول التي وضع على عيونها ما يجعلها لا تنظر سوى إلى الأمام، بحيث لم يعد باستطاعتهم النظر بشكل محيطي.

ويتابع أنه في هذه الأثناء فإن حزب الله وحماس ينجزون العمل لإيران. فهم يواصلون سحق قدرات الردع الإسرائيلية في الشمال والجنوب. وبحسبه فإن طهران تقول بالتأكيد إنه لا حاجة للقنبلة النووية من أجل محو إسرائيل عن الخارطة. وطالما يواصلون "تنويم" إٍسرائيل بالتهديدات بالقنبلة الإيرانية، فإن صواريخ حزب الله وحماس تستطيع أن تنجز لها المهمة، وبثمن أقل بكثير.

ويكتب آرنس أنه بالنسبة لإيران فإن "السور الحديدي" التي تبناه دافيد بن غوريون كقاعدة لاستراتيجية الدفاع الإسرائيلية قد تحولت في السنوات الأخيرة إلى "سور ورقي" ليس أكثر، والذي من الممكن إحداث ثقوب كثيرة فيه بسهولة.

ويتناول تصريحات وزير الأمن إيهود باراك، الأسبوع الماضي لصحيفة إيطالية، فيقول إنه أطلق تهديدات غبية وعديمة المعنى، وذلك في إشارته إلى أقوال باراك بأن "الجيش ينوي تحقيق انتصار حاسم في حال شنت إيران هجوما على إسرائيل". كما يصف باراك بأنه الشخص الذي بدأ بدهورة القدرات الدفاعية لإسرائيل منذ 8 سنوات، عندما أشغل منصب رئيس الحكومة ووزير الأمن، وأصدر أوامره في حينه بانسحاب الجيش من جنوب لبنان.

كما يشير آرنس إلى تصريحات باراك في حينه بأن الرد الإسرائيلي سيكون قويا جدا على أي استفزاز من جانب حزب الله بعد الانسحاب. وحسبما يتضح فإن الرد لم يكون سوى "كلمات مرتبكة". ويضيف أن حزب الله لم يستفز إسارئيل في السنوات الأخيرة مرات كثيرة فقط، وإنما عزز من قواته في جنوب لبنان، وتم تسليحه من قبل إيران بآلاف الصواريخ، أطلق الكثير منها على إسرائيل خلال الحرب الثانية على لبنان.

وبحسبه أيضا فإن أرئيل شارون الذي ترأس الحكومة بعد باراك، وبنيامين بن إليعيزر وشاؤل موفاز في وزارة الأمن بعد باراك، قد جلسوا يراقبون تعزز قدرات حزب الله العسكرية حتى وصال إلى درجة بدأ يردع فيها إسرائيل من القيام بعمليات استباقية تضع حدا للقدرات العسكرية المتعاظمة. ولم يمض وقت طويل حتى دفع المدنيون في إسرائيل ثمن تبلد الحواس الذي أصاب قادة إسرائيل في ظل هذه المخاطر.

كما يلفت إلى تصريحات أولمرت التي يواصل تكرارها، والتي بحسبها فإن إسرائيل قد انتصرت في الحرب الثانية على لبنان، وأن أحد إنجازات هذه الحرب القرار 1701 لمجلس الأمن، والذي تبين أنه محض هراء. ويضيف أن حزب لم يضاعف قوته بالمقارنة مع الحال قبل الحرب، وبات يشكل خطرا أكبر على إسرائيل من ذي قبل، فحسب، وإنما، وفي أعقاب انتصاره على الجيش ومع موافقة الحكومة الغبية على مبادلة سمير القنطار بجثتي ريغيف وغولدفاسر، فقد بات يسيطر على كل لبنان.

كما يشير في هذا السياق إلى امتداح الرئيس اللبناني، ميشيل سليمان، لحزب الله، وتأكيده على حقه في النشاط العسكري ضد إسرائيل الأمر الذي تمت المصادقة عليه من قبل الحكومة اللبنانية الجديدة. ويضيف أن هذه هي "فعالية اللجم التي تقوم بها قوات الطوارئ الدولية (اليونفيل) في جنوب لبنان، والتي تطرح كأحد إنجازات الحرب الكبيرة لحكومة أولمرت".

أما في الجنوب، في قطاع غزة، فيضيف أن الحكومة ووزير الأمن إيهود باراك، تتصرف بالشكل نفسه كما في في الشمال. ولذلك فهي تستطيع أن تتوقع نفس النتائج. ويخلص إلى أن إسرائيل سوف تدفع ثمنا غاليا نتيجة هذه السياسة التي تقوم على فرضية أن "عمل لا شيء هو البديل الأفضل".

أما بالنسبة لانتخابات "كاديما"، والتي بحسبه قد تكون إنتخابات لقيادة البلاد وليس كاديما فقط، فإن ليفني وموفاز شريكان في الأخطاء التي ارتكبت من قبل حكومة أولمرت.

وبحسبه فإن موفاز مثل أولمرت وباراك، منوّم من قبل أحمد نجاد، وهو قادر على الحديث فقط عن التهديد النووي من قبل إيران. ويضيف أنهم بالتأكيد يقلبون على ظهورهم من الضحك في طهران لدى رؤيتهم عيني الرجل الذي يطمح لقيادة إسرائيل مغطاة ولا يرى ما يحصل في لبنان وقطاع غزة. أما ليفني فهي لا تفكر سوى بإقامة الدولة الفلسطينية، والتي بحسبها ستكون الحل لكافة مشاكل إسرائيل، على حد قوله.

التعليقات