حزب سلطة بدون صمغ أيديولوجي لن يسارع إلى الإنتخابات

حزب سلطة بدون صمغ أيديولوجي لن يسارع إلى الإنتخابات
اعتبر عكيفا إلدار في صحيف "هآرتس" أن نقطة الضعف في تقرير لجنة فينوغراد، التي أصبحت نقطة المخرج لرئيس الحكومة، إيهود أولمرت، في صراعه على مصيره السياسي، هي أنه عندما يكون الجميع متهمين، فلا يوجد متهم.

وتابع أنه مثلما كان متوقعاً من هيئة تضم خبيراً معروفاً مثل البروفيسور يحزقئيل درور، فإن اللجنة لم تكتف باستيضاح الإخفاقات التكتيكية، ولا الأخطاء الاستراتيجية التي وقعت في الأسابيع المعدودة للحرب. كما لم تتوقف اللجنة عند أبواب مكتب رئيس الحكومة ووزارة الأمن وهيئة الأركان العامة للجيش. كما أن التقرير لم يتجاوز أية زاوية مظلمة في أجهزة السلطة والأمن. ولم يعف من المسؤولية أياً من الوزراء، ولا حتى أعضاء المجلس للأمن القومي. ولم تجر اللجنة تحليلاتها فقط على ذوي المناصب الحاليين، حيث لم تفوت الفرصة في التحليل المتعمق للمرض المزمن لحكومات إسرائيل المتعاقبة، و"عرض الدواء وليس فقط مسكنات الآلام".

ولم يفوت الناطقون بلسان رئيس الحكومة الأسطر المهمة في تقرير اللجنة، وكانت الردود الأولى للناطقين تشير إلى أن استراتيجية الدفاع الخاصة بأولمرت، وعمير بيرتس، هي "ماذا يريدون منا؟ فالتقرير يشير إلى أن خبراء عسكريين وسياسيين قدامى قد وقعوا في نفس الأخطاء".

وبحسبه سوف يتعلق أولمرت بتقرير فينوغراد، الذي قال خلال تقديمه التقرير أنه ينظر إلى المستقبل أكثر مما ينظر إلى أخطاء الماضي. كما سيتعهد أولمرت بأنه استخلص العبر، وأنه لا يوجد أنسب منه لإصلاح الأجهزة. ويبدو أنه سيتم استغلال خطورة الظواهر التي وردت في التقرير من قبل ضحايا التقرير، من أجل الادعاء بأنه على ضوء المخاطر الكامنة في الشمال من جهة، والنواقص الخطيرة من جهة أخرى، فإن إسرائيل لا تستطيع أن تسمح لنفسها "باستبدال الخيول خلال الصعود إلى الجبل".

وبحسبه فإن ميزان القوى السياسية في الكنيست في الائتلاف وحزب كديما، وشريكه حزب العمل، هي الضمان لهذه الحكومة. حزب السلطة الذي هو عبارة عن تجمع أعضاء بدون أي صمغ أيديولوجي لن يسارع إلى السير في أعقاب "شينوي" طومي لبيد. أما حزب العمل الذي تتفاقم الصراعات في داخله، فهو معني بالانتخابات التمهيدية، وسيكتفي بالرقص على القبر السياسي لعمير بيرتس. أما "الثروة" الأهم لهذه الإئتلاف فهو زعيم المعارضة بنيامين نتانياهو. ففي الأيام الأخيرة بدأ تكرار النشيد الذي يتكرر مع كل أزمة سياسية "ماذا تريدون؟ هل تريدون نتانياهو في السلطة؟"..

"يقولون إن الشارع هو الذي سيكنس المجموعة الفاشلة. وبإمكان أولمرت أن يقول إنه فقد ثقته بمراقب الدولة. كما يستطيع أن يختبئ خلف لجنة فينوغراد التي فقدت ثقتها بالمواهب الاستراتيجة لكبار القادة الإسرائيليين على أجيالهم. ولكن لا يستطيع أولمرت أن يقول إنه فقد ثقته بالجمهور. وفي حال وجد القائد الذي يستطيع قيادة أعمال الاحتجاج في الشارع وترجمتها إلى نتائج سياسية، عندها يمكن القول إنه بدأ العد التنازلي لحكومة أولمرت وظاهرة كديما وعصر بيرتس في حزب العمل.

"إلا أنه وبحسب التقرير فإن كل ذلك كان ضروريا، ولكنه بالتأكيد لا يكفي لمنع القصورات في حرب لبنان وربما الحرب الثالثة مع سورية. ولذلك يجب اختيار حكومة يجلس فيها من يعرفون ليس فقط كيفية الدخول إلى الحرب، وإنما أيضاً كيفية الخروج منها، فحتى 300 مليون أمريكي لم يتمكنوا من ذلك".

التعليقات