"خطاب بوش والخيار العسكري ضد إيران"..

-

كتبت هيئة تحرير صحيفة "هآرتس" أنه بعد أقل من نصف سنة على الانتخابات للرئاسة، وقبل ثمانية شهور من الموعد المرتقب لخروجه من البيت الأبيض، عرض الرئيس الأمريكي جورج بوش في الكنيست، يوم أمس الخميس، سقفا عاليا لوريثه، يتمثل في مواصلة الصراع الهجومي ضد ما وصفه "منظمات الإرهاب" في إشارة إلى "القاعدة وحماس وحزب الله"، علاوة على "إحباط جهود إيران في الحصول على أسلحة نووية تهدد وجود إسرائيل".

واعتبرت هآرتس هذا التصريح بمثابة "صافرة تهدئة" لإسرائيل، وصافرة إنذار لمحمود أحمدي نجاد وعلي خامينائي في طهران، وتبليغا للمرشح الرائد في الحزب الديمقراطي باراك أوباما، بأن بوش يواصل استغلال صلاحياته حتى اليوم الأخير كرئيس من أجل صياغة سياسة قتالية ضد إيران.

وأضافت أنه في حال انتخاب أوباما، وليس المرشح الجمهوري جون ماكين الذي تتطابق مواقفه مع مواقف بوش، فمن الممكن أن يتخذ الرئيس الحالي خطوات عسكرية في الشهرين ونصف الشهر الواقعين بين الانتخابات وبين أداء القسم للرئيس الجديد.

ولفتت الصحيفة إلى اختيار بوش التطرق في خطابه إلى زيارته لـ "متساده" والوعد الإسرائيلي بـ"الا تسقط متساده ثانية". وبحسب الصحيفة فمن الممكن تفسير هذا القول على أنه "تصميم على منع إيران من امتلاك قدرات لتدمير إسرائيل أو تفهما لموقف إسرائيل في حال اضطرت للعمل لردع أعدائها".

وتابعت الصحيفة أن المواقف المعلنة لبوش ليست ملزمة، بشكل رسمي، للإدارة الأمريكية القادمة ولا الكونغرس، الذي يتوقع أن يحصل الديمقراطيون فيه على أغلبية تتحفظ من التورط العسكري في الشرق الأوسط. إلا أن هذه المواقف تعكس تقييما للوضع يظل قائما حتى لو تسلم الإدارة الأمريكية أوباما وعناصر الشق اليساري في الحزب الديمقراطي في كانون الثاني/يناير، لأن المشكلة الإيرانية لن تزول من تلقاء ذاتها، ولا تحل بخطابات مصالحة.

كما لفتت إلى أن تصريحات قائد سلاح الجو الإسرائيلي الذي أنهى مهام منصبه، إليعيزر شيكدي، مؤخرا، وفي عدة مناسبات كانت مماثلة لتصريحات بوش. وهي ليست إعلانات لحملة انتخابات. وفي حال قررت الحكومة الإسرائيلية القيام بحملة عسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني، مثلما قررت في العام الماضي العمل ضد "البرنامج السوري"، وفي العام 1981 العمل ضد "البرنامج العراقي"، فإن القرار سيتأثر بمواقف كبار قادة الجيش والاستخبارات. لأنه، حسب هآرتس "دولة يهودية قيادة حكومتها وجيشها على قناعة بأنه بعد 75 عاما من صعود هتلر إلى السلطة يخيم فوق رأسها خطر مماثل، يمنع عليها الاكتفاء بالتذمر".

وأضافت أن خطاب بوش يجب أن يكون إشارة لإيران بأنها تواجه دولا وسياسات مصممة على عدم إفساح المجال لها لتطوير أسلحة نووية. والاقتراحات التي قدمت من قبل دول أوروبية والولايات المتحدة لإيران لحثها على التوقف عن تطوير تكنولوجيا نووية، قد ردت عليها طهران باقتراحات مضادة أساسها الرغبة في أن تكون شريكة في "حل مشاكل العالم". وخطابات أحمدي نجاد الصاخبة تنفي أي إمكانية للتعامل بجدية وثقة مع الاقتراحات الإيرانية، وبذلك فهي يعزز الأصوات الهجومية التي تطالب بحل عسكري، على حد قول الصحيفة.

التعليقات