"رسالة واضحة من أوباما"..

-

[[.. في خطابه أمس أمام البرلمان التركي، لم يكتف رئيس الولايات المتحدة في ترسيم خارطة المصالح الإستراتيجية المؤسسة عليها العلاقات الأمريكية مع تركيا. فقد استهدفت الرسالة الأمريكية القاطعة والصريحة التي خرجت بالأمس من تركيا، وهي الدولة الإسلامية الأولى التي يزورها (أوباما)، كافة الدول العربية والإسلامية ليس أقل من إسرائيل.

إنها رسالة مصالحة وتفهّم، وتقدير ورغبة صادقة في التعاون، ليس فقط مع الصداقة الأمريكية في المنطقة بل مع إيران أيضا، التي دعاها أوباما "إلى أن تؤدي الدور الذي تستحقه في المجتمع الدولي". ليس هنالك من شك بأن الرياح الجديدة التي تهب من البيت الأبيض هي تجديد مبارك في الشرق الأوسط، الذي رأى فيه كثيرون إلى نظام بوش كجهة معادية.

إنه تغيير على إسرائيل أن تصغي له وأن تذوّته، وهو لم يكن يستطيع أن يأتي في توقيت مناسب أكثر من عشية تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو. لقد أوضح الرئيس أوباما، الذي التزم بحماية أمن إسرائيل، من على المنصة في أنقرة، على ماذا يجب أن يتم تأسيس هذا الأمن وذلك بإعلانه أن "الولايات المتحدة تؤيد بقوة قيام الدولتين، إسرائيل وفلسطين، بحيث يعيشان جنبا إلى جنب بسلام وأمان".

ولقد ذكّر أوباما لهؤلاء الذين يتجاهلون نبوءة الدولتين، أن هذه الغاية قد اتفق عليها الطرفان في خارطة الطريق وفي مؤتمر أنابوليس، وبأن لا ينتظروا أن يتبنى النظام الأمريكي الموقف الإسرائيلي الجديد، الذي يبغي إلغاء مكانة مؤتمر أنابوليس. "هذا هو الهدف الذي سأسعى من أجل تحقيقه كرئيس"، أكّد أوباما.

لكن ليست وحدها العملية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين التي تم وضعها على جدول الأعمال. فقد أثنى أوباما، بعكس موقف الرئيس بوش واستمرارا للحوار الأمريكي – السوري، على جهود الوساطة التركية، والتي أدت إلى حوار غير مباشر بين إسرائيل وسوريا. لا تحتاج حكومة إسرائيل إلى تفسيرات أخرى من البيت الأبيض. فسوريا هي شريك يستحقّ (أن يكون شريكا بجدارة).

تنتظر هذه الرسائل الآن تطبيقها. حيث أن تدخلا أمريكيا طاغيا في حل النزاع، والذي يعتمد على المبادئ التي تم الاتفاق عليها، سيدفع حكومة إسرائيل، والفلسطينيين والسوريين لأن يقرروا ما إذا كانوا شركاء في نبوءة أوباما، أو أنهم يفضلون التحرك في مسار المواجهة مع الولايات المتحدة]]..

التعليقات