زئيف شيف في "هآرتس": حول الموقف الأمريكي من محاولة اغتيال الرنتيسي

زئيف شيف في
يكتب زئيف شيف، معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس"، من واشنطن حول محاولة إسرائيل الفاشلة باغتيال عبد العزيزر رنتيسي والعملية الاستشهادية في القدس ويقول ان الادارة الأمريكة تخشى ان تؤدي هذه العمليات الى زيادة اضعاف رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس.

وحول العملية الاستشهادية في القدس من يوم أمس يكتب شيف: "تعتبر العملية القاسية في القدس بنظر الأمريكان استمرارا مباشرا للعملية العسكرية الإسرائيلية الفاشلة حيث حاولت أول أمس اغتيال عبد العزيز رنتيسي. الادارة الأمريكية الان تولي الارهاب الفلسطيني اهتماما أقل، وهي مهتمة أكثر بسؤال لماذا خرق أريئيل شارون، على رأي الأمريكان، تعهده لوزير الخارجية كولن باول. فعندما زار الأخير إسرائيل في الشهر الماضي تعهد رئيس الحكومة أمامه بعد القيام باغتيالات عينية كرد فعل عقابي، باستثناء الحالات التي تتطلب انقاذ الحياة، حالات يمكن تسميتها "نزع فتيل قنبلة موقوتة"".

"بناء على ذلك، فان العملية ضد الرنتيسي هي في مركز الاهتمامات الأمريكية، وعملية القدس تعتبر استمرار طبيعيا لمحاولة اغتيال الرنتيسي. في البداية لم تصل الأمريكان معلومات من إسرائيل حول تورط الرنتيسي بشكل مباشر بأعمال ارهابية، ورد الفعل كان بطيئا. لاحقا تم التوضيح من قبل إسرائيل بأن الرنتيسي هو ضمن قائمة المرشحين للاغتيال بسبب كونه محرضا دائما على العمليات الاستشهادية. ويتسائل الأمريكان، اذا كان الوضع كذلك فلماذا لم يتم اغتياله في السابق وتم انتظار مثل هذه العملية الى ما بعد مؤتمر العقبة؟".

"وثمة أصوات اخرى تسمع من واشنطن تقول انه آن الأوان لارسال قوات من الناتو للمناطق الفلسطينية. الأمر الذي يدل على التخوف من الدخول في دوامة العمليات الارهابية. لكن هذا الموقف ليس موقف الادارة الأمريكة حتى الان".

"صحيح انه لم يتم اتهام إسرائيل مباشرة بالمسؤولية عن التصعيد، وفي تصريح الرئيس الأمريكي جورج بوش قال فقط انه قلقل من العملية الإسرائيلية. ومع ذلك فان السؤال المطروح هو لماذا تصرف رئيس الحكومة شارون بهذه الطريقة: وهل المصادقة على اغتيال الرنتيسي من أول أمس يدل على ضعفه السياسي أم على نيته بمنع التوصل الى وقف اطلاق النار (الهدنة) بين أبو مازن وحركة حماس، وبذلك دفع رئيس الوزراء الفلسطيني واجباره على استعمال القوة ضد التنظيمات الأسلامية؟".

"بعض المصادر الأمريكية تعتقد انه لا يوجد في إسرائيل ذلك الوعي انه بعد مؤتمر قمة العقبة ربما خلقت ظروف جديدة. وان الشريك الفلسطيني لشارون، أبو مازن، هو شريك ضعيف، وتم الان اضعافه أكثر".

"أبو مازن ما زال يرفض أخذ المسؤولية الأمنية لمن الادارة الأمريكية تعتقد انه يجب مراعاة الوضع الناتج والذي أصبح أكثر صعوبة اليوم بعد العمليات الارهابية وردود الفعل الإسرائيلية".

ويضيف المعلق العسكري بان الادارة الأمريكية لا تريد ان تسلم بالوضع القائم وانها تنوي استئناف المباحثات مع الطرفين وخاصة مع شارون، وذلك حول ما المسموح وما الممنوع فعله ضمن الحرب على الارهاب في هذه الظروف الحساسة.

وحول ما تنوي الادارة الأمريكية فعله في هذه الأيام يقول زئيف شيف: "المقصود هو القيام خلال الاسبوع القريب بارسال رئيس طاقم التنسيق الأمريكي جون ولف الى إسرائيل لبحث الموضوع. لكن لا أحد يعرف كيف ستكون الأمور في الأيام القريبة وحتى قدوم المبعوث الأمريكي الى إسرائيل".

التعليقات