زئيف شيف في هآرتس: لا تحتلوا غزة

زئيف شيف في هآرتس: لا تحتلوا غزة
يقول زئيف شيف، معلق الشؤون العسكرية في صحيفة هأرتس اليوم (الجمعة)، ان الجهاز السياسي والعسكري في إسرائيل وبسبب رغبة الانتقام يتحدثان منذ العملية الانتحارية في القدس عن الحاجة الى اعادة احتلال غزة للقضاء "مرة واحدة وأخيرة على الارهاب الحماسي". ويضيف ان اقتراحات من هذا القيل قدمت فترة الحكومة السابقة أيضا.

ويتوقع معلق الشؤون العسكرية ان يطرح هذا الاقتراح حول اعادة احتلال غزة مرة اخرى وخاصة اذا اتضح ان الفلسطينيين استطاعوا فعلا تطوير مدى صواريخ قسام. ويقول شيف في هذا السياق ان هذه الاقتراحات وهذه العمليات العسكرية الإسرائيلية انما تأتي بدافع الانتقام وليس بناء على منطق استراتيجي.

وحول المنطق الاستراتيجي الذي يتحدث عنه شيف فهو يكتب: "المنطق الاستراتيجي يقول انه من الممنوع التورط باحتلال قطاع غزة. فغزة تشكل مستنقعا من جميع النواحي. فاذا أراد الفلسطينيون مواصلة الحرب فيجب السماح لهم بالغرق في مستنقع غزة ومنع الجيش الإسرائيلي من الغوص في هذا المستنقع. فقد تم احتلال غزة عدة مرات من قبل الجيش الإسرائيلي. في العملية العسكرية من عام 1956 تم احتلال قطاع غزة من مصر ثم انسحب الجيش الإسرائيلي دون ان يحقق شيئا. وفي حرب الايام الستة اعيدت الكرة مرة أخرى وفي هذه المرة بقي الجيش الإسرائيلي هناك عدة سنين".

ويقول شيف انه من أجل تحقيق أهداف عسكرية لا حاجة الى احتلال قطاع غزة. فالمشكلة الوحيدة التي لم تحل هي مشكلة صواريخ القسام خاصة وانه تم منع خروج انتحاريين من قطاع غزة. وبرأيه فانه باسوء الحالات يمكن ابعاد القذائف عن الاهداف الإسرائيلية. وهو يتقرح من أجل تحقيق هذا الهدف ابعاد الفلسطينيين من شمال غزة بما فيهم سكان بين حانون جنوبا. وخلال عملية كهذه لا بد من هدم المباني الكبيرة التي بنيت من تبرعات ابو ظبي. وعملية كهذه، يضيف شيف، لا تتطلب احتلال قطاع غزة.

ويواصل شيف على هذا النهج ويقول انه أيضا من اجل اغلاق انفاق تهريب الأسلحة لا حاجة لاحتلال غزة. ويتقرح ان تحصل اسرائيل الى التنكنولوجيا اتي تساعدها على الحفر عميقا في الأرض والسيطرة المؤقتة على مخارج ومداخل هذه الانفاق.

وفي نهاية مقاله يكتب معلق الشؤون العسكرية في صحيفة هآرتس: "دخول قطاع غزة لفترة طويلة يفرض على الجيش الإسرائيلي قتل العديد من الفلسطينيين وأيضا خسارة جنود إسرائيليين. وعلى إسرائيل كنظام احتلال اطعام وارواء نحو مليون فلسطيني، والاهتمام بتنظيف القمامة وما شابه. وفي نهاية الأمر سيتضح ان الجيش الإسرائيلي قد غاص في تلك القمامة بينما لم يتم تقليص الارهاب في القطاع الا قليلا".

التعليقات