كيف سيبدو الرد..

رونين برغمان - محلل الشؤون الاستراتيجية في صحيفة يديعوت أحرونوت

كيف سيبدو الرد..
حينما لمسوا في إسرائيل أن الحوار الهادئ مع الأمين العام لحزب الله عباس موسوي لاستعادة رون أراد لا تتقدم، تقرر اختطافه بهدف المساومة . وقد خططت عملية الاختطاف خلال فترة طويلة بحيث تتولى جوالة القيادة العامة التنفيذ بمساعدة الكوماندو البحري (المغاوير). في 15 شباط فبراير 1992 توفرت معلومات أن في اليوم التالي سيجري موسوي زيارة لبلدة جبشيت . وتقرر انتهاز الفرصة واختطافه وهو خارج دائرة الحراسة المشددة في بيروت.

وفي اليوم التالي رافقت قافلة موسوي طائرة بدون طيار وبثت الصور لمقر سلاح الجو في «الكريا» في تل أبيب . وسرعان ما اتضح أنه لا يمكن اختطاف موسوي لأنه محاط بعدد كبير من المرافقين وخشوا من أن تتعقد العملية. وحينذاك قرر رئيس الأركان حينذاك إيهود باراك تنفيذ الاغتيال قائلا: «إذا كان في مجال التسديد، تعالوا نضربه» .

وكان المسؤول عن ملف رون أراد في الجيش، الجنرال يورام يائير، يجلس في مركز القيادة لقسم الاستخبارات في المقر في الكريا مذعورا. لقد رأى يائير أن اغتيال موسوي سيضع حدا للاتصالات التي كانت تجريها الأمم المتحدة في تلك الفترة مع إيران، ناهيك عن الحديث عن رد فعل حزب الله.

إلا أن رئيس الأركان باراك صد معارضة يائير ومساعديه. وفي ختام محادثة هاتفية استمرت دقيقة بين وزير الامن موشي أرنس ورئيس الوزراء يتسحاك شامير حصلت العملية على المصادقة. وهنا يثار السؤال هل عرف القادة قبل أن تعطى التعليمات بإطلاق الصواريخ أن موسوي كانت ترافقه في السيارة زوجته سهام وطفله حسين الذين كان حينذاك ابن ستة أعوام. سواء عرفوا أم لم يعرفوا، قامت مروحيتان عسكريتان بقصف المرسيدس التي يستقلها موسوي والمركبات التي رافقته وكلهم قتلوا.

ولم يتأخر رد حزب الله وخلال خمسة أيام أمطر الجليل الغربي بالصواريخ. وقتلت طفلة من مستوطنة غرانوت، وردت إسرائيل بقصف القرى الجنوبية وأرسلت قوات تعزيز إلى لبنان.

وبعد 14 عاما اعترف أوري ساغي، رئيس الاستخبارات العسكرية("أمان") حينذاك، للمرة الأولى، في جلسات مغلقة بأنه أخطأ حينما صادق على عملية الاغتيال، وقال: لم أقدر جيدا رد فعل حزب الله، ولم أقدر بشكل كاف عماد مغنية".

وسائل الإعلام العالية غطت اغتيال موسوي بتوسع وصورت ما تبقى من السيارة التي كان يستقلها.
في منزلها في أنقرة شاهدت راحيل سيدن البث وتنهدت تنهدا عميقا وقالت لزوجها رجل الشاباك وضابط الأمن الرئيسي للسفارة: "إيهود آمل أن لا يشعل ذلك حرب اغتيالات واسعة". سيدن هدأ من روعها ووعدها أن لا يحدث شيء، إلا أنه لقي مصرعه في 7 مارس آذار في انفجار عبوة ناسفة ثقيلة خبئت في اسفل سيارته. وأحالت السلطات التركية عددا من مجموعة "حزب الله تركيا" الذين عملوا تحت إمرة مغنية للمحاكمة..

في أحد الأيام ما قبل الانسحاب من لبنان في مايو أيار عام 2000 تم رصد مغنية وأصبح في مرمى نيران الاستخبارات الإسرائيلية ، ويدعي رجال استخبارات في امان أن رئيس الوزراء حينذاك إيهود باراك لم يوافق على الاغتيال كي لا يسخن الجبهة – معيدا إلى الذاكرة كابوس العمليات التي نفذها مغنية ضد سفارة إسرائيل في بوينوس إيريس وضد مبنى تابع للمجموعات اليهودية في الأرجنتين بعد الاغتيال الذي صادق عليه حينما كان رئيسا للأركان. في حين ادعى باراك أن قرار عدم اغتيال مغنية اتخذها المستوى العسكري الرفيع وأنه أبلغ بذلك وكان يتعين عليه الموافقة. وقال أن القررا كان نابع من اعتبارات عملانية مبررة.

إذن ما الذي حدث هذه المرة؟هل باراك ذاته، وزيرا للأمن الحالي غير رأيه؟ وهل جهة أخرى اغتالت مغنية. في كلتا الحالتين ذلك لا يشكل فرقا. ففي حزب الله مقتنعون بأن يد إسرائيل في العملية والانتقام آت، ولكن السؤال كيف سيبدو.

على ما يبدو لن تتطاير صواريخ الكاتيوشا هذه المرة على البلدات الإسرائيلية، على الأقل ليس في الوقت الراهن. حزب الله يريد أن يضرب إسرائيل بشدة، بشكل دراماتيكي. من أجل الانتقام وكي لا يتحول سلاح الاغتيالات إلى سلاح بيد الإسرائيليين.

التعليقات