"لا يمكن التمرّغ أكثر"

إفتتاحية هآرتس ترجمة عرب48

موشيه كتساف هو إنسان ذكي. فرئيس مجلس محلي في سن 24، وعضوكنيست، ووزير منذ كان ابن 32 عاما وفي خمس حكومات، ورئيس (دولة) بحكم تغلبه المفاجئ على مرشح الحزب الحاكم – هو بالضرورة شخص يتميز بالإدراك، والدهاء وحكمة الحياة.

كنا نتوقع من شخص كهذا سلوكا آخر مختلفا عمّا أبداه يوم الخميس الفائت، حيث كان عليه أن يعرف في حملته التأنيبية المبثوثة أن الصرر الكلامية التي نعفها إلى كل الجهات ستصيبه شخصيا. إذ يدرك حتى من هو ليس مستشارا مستأجرا من أجل ترميم الإنطباع أن هجوم كتساف على الصحافيين ورفضه الإجابة على الأسئلة بعكس هدف الحدث المعلن – لن يثيرا نحوه، وفي وسائل الإعلام المهاجمة ذاتها، موجة عاتية من التأييد.

عندما يفشل الشخص الذكي في عمل يناقض كما يبدو العقل السويّ، فإن من الجائز أن يخاطر في خسارة الجولة لأجل نصر في الحرب: يعكّر المياه القضائية والشعبية التي يرتع فيها من أجل تمهيد الأرضية، إذا ما أدين في قضيته وحكم عليه بالسجن، لرأفة الرئيس به، حيث سيقال عندها إنه وعائلته قد "حطّموا ونزفوا" بما فيه الكفاية لكي نشفق عليه.

وربما لا نبحث عن مفتاح سلوك كتساف في نطاق العقلانية، إنما في الغريزة والعواطف، التي سيطرت عليه. فقد تكلم وتكلم وتكلم، في محاضرة نافست في طول مدتها محاضرات فيدل كاسترو عندما كان في أوجه، إلى نفسه، وإلى عقيلته وإلى مؤيديه، كي يعزز ثقتهم فيه ألا تخدش. وقد برهن، من خلال ذلك، وبطول المدة التي أخذها لنفسه دون إتاحة الإمكانية للأسئلة، أنه عندما يكون هو من يحدد القوانين، فالويل لمن لا ينصاع إلى تعليماته، وربما تكون ادعاءات المشتكيات والشهادات ضده وجها آخر، معتما أكثر، لمثل هذا الطبع.


يجب أن تصل قضية كتساف الآن إلى نهايتها بالسرعة الممكنة. وما يثير القلق أن النيابة العامة لم تبلور بعد لائحة الإتهام. حيث من غير الممكن الإستمرار في التدحرج وفي التمرّغ في هذه القضية لسنوات قادمة أخرى. يجب إنهاؤها حالا عن طريق قرار حكم يحدد أخيرا أي رئيس كان لإسرائيل. على المستشار القضائي أن يسارع إلى تقديم لائحة الإتهام وعلى المحكمة أن تخصص نقاشات طويلة ومتواصلة لإدارة محكمة كتساف، من أجل تحديد من يقول الصدق ومن يستحق العقاب.

التعليقات