لبيد: يعلون لم يقل الحقيقة والجيش طلب هدم 3000 بيت في رفح

لبيد: يعلون لم يقل الحقيقة والجيش طلب هدم 3000 بيت في رفح
وصفت الصحف الاسرائيلية الصادرة صباح اليوم، الخميس، العلاقات بين اسرائيل وتركيا بـ"الازمة الخطيرة". ويأتي ذلك في اعقاب وصف رئيس الحكومة التركي، رجب طيب اردوغان، اسرلاائيل بانها "دولة ارهاب" وبعد اعلان وزير الخارجية التركي، عبد الله غول، ان تركيا تدرس امكانية اعادة سفيرها لدى اسرائيل، على خلفية جرائم الحرب التي تنفذها اسرائيل في الاراضي الفلسطينية المحتلة وخصوصا ما اقترفته في رفح خلال الاسبوعين الاخيرين.

واعتبر المحللون و"المستشرقون" في اسرائيل الاحتجاج التركي على جرائم اسرائيل ضد الفلسطينيين بانه رضوخ من جانب تركيا امام ضغوطات تمارسها عليها الدول العربية والاسلامية. وقال المستشرق التقليدي د. غاي بيخور، في مقالة نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" ان تركيا اعتادت ان توجه الاتهامات ضد اسرائيل وبعد ذلك تسير الامور كالمعتاد وطالب وزارة الخارجية الاسرائيلية بان لا تمر الامور مر الكرام هذه المرة وان يتم ابلاغ تركيا بانها ستدفع ثمن وصفها اسرائيل بدولة الارهاب! وراح هذا المستشرق يذكر تركيا بان اسرائيل وقفت الى جانبها "عندما لم يتقبلها الاوروبيون في صفوفهم، ولن يتقبلوها ابدا(!)". واضاف ان 400 الف اسرائيلي يسافرون الى تركيا، وخصوصا انطاليا، بقصد السياحة في كل عام.

واضاف: "من الاجدر بالحزب الاسلامي الحاكم في تركيا ان يعلم اليوم انه قد يشكل خطرا على الانجازات والمصالح الاستراتيجية التي حققتها تركيا من خلال علاقاتها مع اسرائيل". واعتبر المستشرق "المتنور" ان تنكيل الجيش التركي بالاكراد مبررا لاقتراف اسرائيل جرائم حرب ضد الفلسطينيين وطالب الاتراك بعد تقديم النصح في هذا المجال لاسرائيل.

من ناحيتها نسبت صحيفة "معاريف" لمصدر سياسي تركي، لم تذكر اسمه، قوله ان "غضب اردوفان لايس نابعا من انتمائه لحزب محافظ، وانما بسبب المشاهد في غزة خلال الاشهر الاخيرة". واضاف: "انتم في اسرائيل ربما لا تشاهدون الصور القادمة من رفح، لكن نحن يصعب علينا احتمالها. الامر لا يتعلق باليهود والمسلمين. فقد قال اردوفان لاعضاء البرلمان قبل ايام الا يتعاملوا مع فلسطين بمشاعرهم. اي الا يتعاملوا مع القضية على خلفية القربة الدينية مع الفلسطينيين. كذلك شدد اردوفان ان المشكلة تكمن في حكومة اسرائيل وليس دولة اسرائيل او مواطنيها"..

وكتب محرر الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، تسفي بارئيل، ان الغضب الكبير لدى الاتراك بدأ بعد اغتيال الشيخ احمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي. ففي حينه اوضحت تركيا لاسرائيل انها لن تمر هذه الممارسات بصمت من جانب تركيا. وفسر بارئيل هذا الموقف التركي بالضغوطات التي الداخلية في حزب العدالة والتطوير. واضاف ان اعضاء في الحزب طاليوا اردوغان باتخاذ اجراءات ضد اسلرائيل، مشيرا الى رئيس البرلمان التركي الذي وصف جرائم اسرائيل في غزة بـ"المجزرة" و"غير الانسانية".

وقال للصحيفة الاسرائيلية محلل سياسي تركي ان الانتقادات التركية لاسرائيل "ليست مجرد ضريبة كلامية ملزمة بها الحكومة التركية تجاه مواطنيها. فالامور تعدت ذلك. والحديث عن رأي عام... بالامكان ملاحظة التصدع الحاصل في العلاقات بين تركيا واسرائيل ولا يمكن معرفة متى سيصبح هذا التصدع شرخا". غير ان "هآرتس" نسبت الى مصدر تركي قوله انه لا يتوجب النظر الى "اعادة السفير التركي للتشاور على انها خطوة تبشر بقع العلاقات الدبلوماسية وانما هي اشارة احتجاجية وحسب"..

عبر عدد من قادة الجيش الاسرائيلي عن غضبهم من الانتقادات التي وجهها زعيم حزب شينوي، الشريك الاكبر في ائتلاف شارون، وزير القضاء يوسف لبيد. وقال هؤلاء ان الجيش يقوم بالحملات العسكرية بموجب تعليمات الحكومة وهي التي ترسله في حملات عسكرية الى الاراضي الفلسطينية. واشاروا الى انه اذا اراد احد توجيه الانتقادات فعليه ان يفعل ذلك باتجاه رئيس الحكومة اريئيل شارون، ووزير الامن شاؤل موفاز. وتساءلوا: "لماذا لم يطلب الوزراء الذين ينتقدون العملية في غزة جمع المجلس الوزاري الامني المقلص ليعبروا عن احتجاجهم ولمعرفة حقيقة الوضع".


وقد اثارت هذه الاقوال بدورها غضب لبيد، بحسب "معاريف"، وكذّب رواية الجيش بانه لم يتم هدم كمية كبيرة من بيوت الفلسطينيين كما جاء على لسان قائد هيئة الاركان، موشيه يعلون. وقال لبيد انه "بالرغم من نفي الجيش، الا انه فعلا كان هناك طلبا تم وضعه امام المستشار القضائي للحكومة يقضي بهدم 3000 بيت في رفح وانا اعتقد ان هذا (عمل) وحشي. لقد قال قائد هيئة الاركان اننا هدمنا بضعة بيوت محدودة، وهو لم يقفل الحقيقة. انني اجلس في حكومة اسرائيل، اتحمل مسؤولية اخلاقية ووزارية ولا احد يسألني بخصوص حملة عسكرية كبيرة للغاية كالتي جرت في رفح. لا يمكن تنفيذ حملة عسكرية كهذه من دون ان يعلم بها المجلس الوزاري المقلص مسبقا. بعد قليل سيبدأون بمحاكمة اسرائيليين في محكمة (العدل الدولية) في لاهاي ويطردوننا من الامم المتحدة. ما الذي يحصل هنا، هل فقدنا عقلنا؟ الجيش، لاسفي، موجود داخل فقاعة. انني في وضع هيجان من الناحية الاخلاقية. واذا شعر قائد هيئة الاركان ان هذا يقيد حرية العمل لدية، فليكن".

ونفى جيش الاحتلال الاسرائيلي ان يكون قد طلب هدم 3000 بيت في رفح، كما قال لبيد. لكن جيش الاحتلال اعترف بان القائد العسكري للمنطقة الجنوبية وضع عدة خيارات امام المستشار القضائي للحكومة لتوسيع المنطقة المحيطة بالشريط الحدودي فيلادلفيا وطلب فيها القيام بهدم 2700 بيت تابع للفلسطينيين.

وفي السياق نفسه، كتب المحلل العسكري في "هآرتس" زئبف شيف، ان الجيش الاسرائيلي خاض الحملة العسكرية في رفح بدافع من مشاعره بعد تفجير المجنزرتين ولم يفعل ذلك من خلال اعتبارات عقلانية. وكتب ان "حملة قوس في الغيمة (كنية الحملة العسكرية الاسرائيلية على رفح) نفذها جيش غاضب". واضاف ان "الحملة العسكرية في رفح كانت بصورة مبالغة". واكد انه خلال هذه الحملة تم "استخدام القوة بشكل مفرط"..


في الماضي كان شارون يخطط وينفذ وبالتالي يحقق مبتغاه. لكن يبدو ان الاحوال تغيرت بالنسبة له وشارون لم يعد "ملك اسرائيل"، كما كان اليمين الاسرائيل يهتف في الميادين. ففي الاستفتاء داخل حزبه، الليكود، مني شارون بهزيمة كبيرة عندما لم يوافق منتسبو الحزب على خطته لفك الارتباط. وكذلك اليوم، قبل ثلاثة ايام من التصويت على خطته الجديدة او المعدلة للانسحاب المرحلي من قطاع غزة، لم يحظ شارون بعد بموافقة اغلبية وزراء حكومته على هذه الخطة، بحسب ما افادت به "هآرتس". ومعارضو الخطة الجديدة داخل الليكود، برئاسة الوزير عوزي لانداو، يطالبون اعضاء الحزب، وخصوصا اعضاء مركز الليكود، بالضغط على وزراء الليكود في حكومة شارون لمعارضة الخطة.

من جهة ثانية، حُسم الامر بالنسبة لليمين المتطرف بالانسحاب من الحكومة في حال اقرار الخطة في جلسة الحكومة الاسبوعية يوم الاحد القادم. وافادت "معاريف"، اليوم، بان حاخامات حزب المفدال، الشريك في ائتلاف شارون، امروا الوزراء واعضاء الكنيست الذين يمثلون الحزب بالانسحاب من الحكومة وائتلافها في الكنيست في حال المصادقة على الخطة. كذلك سيفعل وزراء واعضاء الكنيست الذي يمثلون الحزب اليميني المتطرف الثاني، "هئيحود هليئومي" (او الاتحاد القومي). فهؤلاء اعلنوا انهم لن يوافقوا باي حال من الاحوال على البقاء في الحكومة في حال المصادقة على الخطة.

التعليقات