معاريف: عرفات وضع وصية تنص على ان يخلفه فاروق القدومي

-

معاريف: عرفات وضع وصية تنص على ان يخلفه فاروق القدومي
اعتبرت صحيفتا يديعوت احرونوت وهآرتس الاسرائيليتان، اليوم الجمعة، ان محمود عباس (ابو مازن) هو الذي سيخلف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رئاسة السلطة الفلسطينية.

من جهة ثانية، نقلت صحيفة معاريف عن مصادر فلسطينية قولها ان عرفات سلم زوجته، سهى عرفات، وابن شقيقته، ناصر القدوة، ممثل فلسطين في الامم المتحدة، وصية جاء فيها ان خليفة عرفات في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ورئاسة السلطة الفلسطينية هو مسؤول ملف الشؤون الخارجية في المنظمة الفلسطينية، فاروق القدومي (ابو اللطف).

واضافت معاريف ان "قياديا فلسطينيا مقرب من عرفات عزز التقديرات بخصوص وصية عرفات، وقال انه في اللحظات الاخيرة لصفاء ذهنه، طلب عرفات استدعاء القدومي ليبلغه بامر هام".

وبحسب معاريف، فان جهات فلسطينية اعربت عن تقديرها بانه في حال صحة الانباء حول تسمية القدومي خليفة لعرفات، فان "من شأن ذلك "القضاء" على المستقبل السياسي لابي مازن وتحويل (رئيس الوزراء الفلسطيني، احمد قريع) ابو العلاء الى الشخصية الاقوى في الاراضي الفلسطينية".

ولفتت الصحيفة الاسرائيلية الى ان القدومي يحظى بشعبية "لكنه لا يملك قوة حقيقية في الاراضي الفلسطينية وسيحتاج الى ابو العلاء ليدعمه".

واضافت معاريف انه "في حال وافق القدومي على تولي رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية فانه سيقود السلطة الفلسطينية سوية مع ابو العلاء، وتحتهم سيكون محمد دحلان وجبريل الرجوب".

وتابعت ان "مصادر امنية فلسطينية قالت ان الرجوب ودحلان وافقا على هذا الاتفاق".

واشارت معاريف الى الخلاف الذي نشب بين القدومي وعرفات في العام 1993 على اثر توقيع اتفاق اوسلو، عندها اصبح القدومي "في المعارضة".

وقد رفض القدومي الحضور الى الاراضي الفلسطينية تحت كنف السلطة الفلسطينية وبقي في تونس ودمشق.

واضافت معاريف ان العلاقات بين عرفات والقدومي عادت الى دفئها قبل عام، عندما اصبح ابو مازن رئيسا للوزراء في السلطة الفلسطينية، "وقدرت جهات في السلطة الفلسطينية، في حينه، ان عرفات يعد القدومي لخلافته".

لكن الصحيفة وصفت القدومي بانه "يحمل افكارا متطرفة للغاية".

"فهو الى جانب معارضته لاوسلو"، بحسب معاريف، "اعلن في الماضي تأييده للعمليات الانتحارية التي تنفذ داخل اسرائيل ايضا، بادعاء ان من حق الشعب الفلسطيني المقاومة في كل مكان في الارض الفلسطينية".

وتابعت الصحيفة ان القدومي "يعارض ايضا اية تسوية فيما يتعلق بقضية اللاجئين، لانه يرى ان حق عودة اللاجئين أكثر اهمية من اقامة دولة فلسطينية".

من جانبها اعتبرت صحيفة يديعوت احرونوت، اليوم، ان ابو مازن هو الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية والقائم باعمال رئيس السلطة الفلسطينية في الايام الاخيرة الماضية.

واضافت الصحيفة ان ابو مازن يحظى بتأييد "حتى من جانب اولئك الذين يعتبرون معارضين له".

واعتبرت يديعوت احرونوت ان الجهات القوية في الاراضي الفلسطينية تحيط ابو مازن "ليتمكنوا من المحافظة على مواقعهم، وفي الوقت ذاته لكي لا يتهمهم احد بالمس بالوحدة الفلسطينية والتسبب بشرخ داخلي".

وقالت الصحيفة انه "على ما يبدو فان حماس وجهات معارضة اخرى لا تنوي القيام بمحاولة لمنع نقل السلطة الى ايدي ابو مازن"، وذلك على الرغم من معارضة حماس للافكار التي يحملها ابو مازن، في اشارة الى موقف ابو مازن المعارض "لعسكرة الانتفاضة".

واشارت يديعوت احرونوت الى ان خبراء في وزارة الخارجية الاسرائيلية أعدوا في الايام الاخيرة عددا من التقارير حول الوضع في الاراضي الفلسطينية بعد عرفات.

وتفيد هذه التقارير، بحسب الصحيفة، بان ابو مازن هو الرجل الاقوى في السلطة الفلسطينية وهو، ايضا، الرجل الابرز في القيادة الجماعية.

لكن خبراء وزارة الخارجية الاسرائيلية "يرون، ايضا، ان ثمة امكانية لاندلاع صراع قوى بين ابو مازن وابو العلاء، بعد وفاة عرفات، خصوصا حول تقاسم الصلاحيات".

وتوقعت هذه التقارير "ان ينشب صراع عنيف على السلطة في قطاع غزة بين محمد دحلان وموسى عرفات، لكن على ما يبو فان يد دحلان هي العليا. وبعد ان يثبت مكانته بان يكون الرجل الاقوى في القطاع سيتفرغ دحلان للاندماج في القيادة العليا للسلطة الفلسطينية".

واشارت تقارير الخبراء الاسرائيليين الى ان ابو مازن سيعمل ضمن قيادة جماعية فلسطينية في البداية. ورأوا انه "اذا استمرت القيادة الجماعية في اراضي السلطة الفلسطينية فانها ستنجح في فرض النظام وستحاول ان تعرض نفسها كشريك في المفاوضات مع اسرائيل".

من جانبه رأى المحلل العسكري في صحيفة هآرتس، زئيف شيف، في مقال نشره اليوم، ان "رحيل عرفات ينشيء واقعا جديد في الاراضي الفلسطينية. والمشكلة الاساسية بالنسبة لاسرائيل في هذه الحالة هي غياب عنوان فلسطيني واضح وعملي يمكن اجراء مفاوضات معه ومطالبته وتحذيره وتنسيق امور بسيطة".

واعتبر شيف، المقرب من الاجهزة الامنية الاسرائيلية، ان "الخطر الداهم (بالنسبة لاسرائيل) يكمن في نشوء حالة فوضى في الاراضي الفلسطينية وعندها تبدأ المطالبات بوضع قوات دولية في الاراضي الفلسطينية".

وقال شيف ان "الامر الاهم هو ان رحيل عرفات يفتح الباب امام تحويل خطة فك الارتباط من خطة احادية الجانب الى خطوة منسقة بالكامل مع القيادة الفلسطينية الجديدة".

ويشار الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، عارض بشدة اقتراحات من هذا القبيل.

وأوضح الكاتب ان الجهات الامنية "في اسرائيل لا تعرف ما اذا كان رحيل رئيس السلطة الفلسطينية سيؤدي الى تدهور الاراضي الفلسطينية الى فوضى".

لكن شيف كتب ان "تدهورا كهذا من شأنه ان يزيد قوة حماس وجعلها العنوان الفلسطيني الوحيد تقريبا".

رغم ذلك قال ان "ثمة امكانية ان تظهر قيادة سياسية من جيل المؤسسين، مثل محمود عباس-ابو مازن". ورأى ان "قيادة كهذه ستحظى بمكانة رسمية لكنها لن تسيطر على الوضع".
واضاف ان "الذين سيسيطرون على الاوضاع ميدانيا هم قادة الفصائل المحليين او حماس".

واعتبر انه "في جميع الاحوال سينشب صراع على السلطة، وقد يكون هذا صراع هاديء لكنه قد يتفجر ليتحول الى صراع عنيف".

وقال ان السؤال من ناحية اسرائيل هو "هل ستتمكن القيادة الجديدة، من مجموعة تونس كانت ام من مجموعة الداخل الشابة في فتح، من محاربة الارهاب ووقفه وهل ستتمكن من وقف تهريب الاسلحة والتحريض ضد اسرائيل".

وتساءل ايضا: "هل ستتمكن القيادة الجديدة من تنفيذ الاصلاحات التي التزم الفلسطينيون بتطبيقها في اطار خارطة الطريق؟".

وقال ان "لاسرائيل مصلحة بظهور بديل ايجابي" لعرفات، ولديها ايضا مصلحة في اثبات ان مقولة "فقط عرفات بامكانه صنع سلام حقيقي مع اسرائيل" غير صحيحة.

!مصادر فلسطينية: الرئيس لم يكتب وصية ولا أساس للخبر في معاريف

التعليقات