"معرفة طرح السؤال الصحيح"

-

يعترف الكاتب الإسرائيلي زئيف شتيرنهيل في مقالة نشرها اليوم في صحيفة هآرتس بوجود أزمة في القيادة في إسرائيل. ويخلص إلى أن «بعد ستين سنة من قيام الدولة»، فإن النتائج لا يشير إلى التفاؤل، ويرى أن قادة إسرائيليين لم يكونوا عسكريين نجحوا أكثر من العسكريين، في رئاسة الحكومة ووزارة الأمن.

ويرى الكاتب أن التعقل والتفكير السليم، وعدم التسرع، وطرح الأسئلة الصحيحة هي أهم صفات القائد الناجح. ويورد مثالا على ذلك، الأسئلة التي طرحها رئيس الوزراء السابق ليفي إشكول الذي لم يكن عسكريا، قبل عدوان 1967 على قائد فرقة مدرعة كان لها دور حاسم في الحرب وهو الجنرال يسرائيل طال، فبعد أن عرض طال الخرائط والخطط على إشكول في موقع هجومي متقدم وأصغى إليه إشكول باهتمام سأله: كيف يمكن أن نتأكد أن الهجوم سينجح وأن الجبهة المصرية ستنهار؟

ويقول الكاتب: " السؤال الذي يجب أن يقلق أي رئيس حكومة عشية الحسم: ما هي الفرص لنجاح الخطة التي تعرض عليه ولماذا ينبغي أن يثق بما يقولونه". ويضيف: " حكمة رئيس الحكومة الذي لم يسارع إلى الموافقة على الهجوم قبل موعده لم تساهم فقط في الانتصار بل منحت أيضا إسرائيل شرعية عالمية لشن الحرب".

ويعتبر أن الحكمة والتعقل تمثلا في موقف يتسحاك شامير في حرب الخليج الأولى. ويرى الكاتب أن موشي آرنس كان وزير أمن متميز، بينما ظهر ضعف موشي ديان قبل حرب 1973 والذي لم يكن قادرا على التمسك برأيه أمام غولدا مئير بشأن قناة السويس ودورها في حماية سيناء.

ويورد الكاتب تلك المقدمة ليصل إلى المنافسة على رئاسة حزب كاديما، ويقول إن رئيس الأركان السابق ووزير الأمن السابق، شاؤول موفاز، وصل إلى منصبه نتيجة لعداء وزير الأمن السابق يتسحاك مردخاي للجنرال ماتان فلنائي منافس موفاز حينذاك على رئاسة الأركان. ويقول: تميز موفاز في حياته المدنية ليس فقط بأنه متوسط بل أيضا بقلة الوفاء. ويقول الكاتب: "أشك في أن أحدما سمع من موفاز فكرة لامعة واحدة هو مصدرها. وها هو يلوح بتجربته، إلا أن التجربة لا تغطي على قلة المبادرة وقلة لإبداع والانهازية، كخيانة الليكود الذي نافس على قيادته".


ويعتبر الكاتب أن أكثر الحالات المخيبة للآمال هي وضعية إيهود باراك، فباراك «بذكائه وآفاقه الواسعة يفوق أي رجل عسكري من الذين دخلوا معترك السياسة في الجيل الأخير، إلا أن الحياة دللته أكثر مما ينبغي». ويقول الكاتب إن باراك يمثل جيلا ممن كانت الحياة أمامهم سهلة، لهذا ليس لديه الوقت للعمل السياسي الرمادي، أو الصبر اللازم للقائد ، إلى جانب ذلك فهو بعيد عن المجتمع.

ويقول الكاتب: في السطر الأخير، فإن الدفيئة العسكرية لوحدها لا ليست كافية لتأهيل أحد لقيادة الدولة. فقد كان يعتبر يغآل يدين نكتة حينما ترأس حزبا، وحينما حاول موشي ديان اختبار قوته بشكل مستقل فشل فشلا ذريعا. وما هي إنجازات أرئيل شارون منذ حرب لبنان الأولى وصولا لفك الارتباط مرورا بالاستيطان، لا شيء يثير الإعجاب. حتى نجاح يتسحاك رابين كان جزئيا. يتعين أن نعترف أن بعد ستين عاما من قيام الدولة المحصول لا يبدو لامعا".

التعليقات