موفاز: "بعد عشر سنوات سيعم السلام دون الانسحاب من كل الضفة والجولان"!

موفاز:
زعم وزير الامن الاسرائيلي، شاؤل موفاز، ان "الكتل الاستيطانية وغور الاردن والقدس الموحدة ستكون ضمن حدود اسرائيل في المستقبل".

واعتبر موفاز، في مقابلة نشرتها اليوم، الاربعاء، صحيفة يديعوت احرونوت، حول اسرائيل بعد عشر سنوات، انه "بعد عشر سنوات ستكون هناك دولة فلسطينية، أو اننا سنكون في اوج عملية تقود الى قيامها".

واضاف انه "حتى ذلك الحين سيتم ابرام اتفاقيات مرحلية، احدها خطة فك الارتباط من قطاع غزة. لكن على اسرائيل ان تتحمل مسؤولية ومتزنة قبل ان تقوم باي خطوة قد تلحق ضررا بامنها".

وقال موفاز ان "خطة فك الارتباط هي اكثر بكثير من مجرد اجراء تقني يشتمل على انسحاب من منطقة.

"عرفات والفلسطينيون يفهمون جيدا اهميتها الاستراتيجية، لانها تؤدي الى انهيار ما يمكن وصفه بصورة اكيدة استراتيجيتهم".

وادعى موفاز ان استراتيجية الفلسطينيين تتضمن "عملية سياسية تستمر لاطول وقت ممكن، وغايتها ليس بالتوصل الى تسوية وانما لاخضاع اسرائيل بواسطة حرب استنزاف اجتماعية واقتصادية وسياسية، يرافقها عودة خفية للاجئين وارهاب".

واردف موفاز قائلا ان "اسرائيل لا يمكنها وقف الارهاب بوسائل عسكرية بسبب قيود اخلاقية وكي لا تتهم (اسرائيل) بانها تخرق اتفاقيات سياسية والمس بالسلام. عملية فك الارتباط تفكك الاستراتيجية الفلسطينية".

وفي رده على سؤال اين سيكون الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بعد عشر سنوات "عندما تقام الدولة الفلسطينية"، قال موفاز "انه لن يكون في سدة القيادة. إما ان يطرد أو ان تتموضع قوى فلسطينية براغماتية في رأس الجهاز" القيادي الفلسطيني.

واجاب موفاز على سؤال حول الاسباب التي ستدفع الفلسطينيين والسوريين على الموافقة "فجأء" على ما لم يوافقوا عليه خلال خمسين سنة خلت، بالقول "اننا الان في اوج خطوات منطقية (في الشرق الاوسط) ودولية، ستقلل من قدرة الفلسطينيين على المناورة".

ورأى موفاز "في خطاب الرئيس (جورج) بوش اساس قوي تم من خلاله الايضاح ان الولايات المتحدة تعترف باهمية الكتل الاستيطانية بالنسبة لاسرائيل".

واضاف ان "قطاع غزة سيبقى كيان قائم بحد ذاته حتى التوصل الى اتفاق دائم، عندها سيصبح جزءا من الدولة الفلسطينية".

وفيما يتعلق بربط القطاع بالضفة الغربية قال موفاز ان هذا الامر "يتعلق بطبيعة الاتفاق. كلما كان الواقع يميل الى الاتفاق اكثر فان امكانيات التواصل (بين الضفة والقطاع) اكبر ومفتوح اكثر".

ورفض موفاز "من الناحية المبدئية" استمرار دخول العمال الفلسطينيين الى اسرائيل للعمل.

من جهة اخرى اعتبر موفاز انه "ستتقلص احتمالات نشوب حرب كحرب يوم الغفران (حرب تشرين 1973). اذ اننا سنتوصل الى اتفاقيات ايضا مع معظم الدول (العربية) في الدائرة الاولى (المحيطة باسرائيل) وفي الدائرة الثانية".

وقال ان سورية ضمن الدول التي سيتم التوصل الى اتفاق معها، ولكن السوريين، بحسب موفاز، لن يصلوا الى بحيرة طبريا.

وفي رده على سؤال حول انسحاب اسرائيلي من هضبة الجولان السورية، قال "لماذا يتوجب الحديث في هذا الان؟".

واضاف ان "على السوريين، أولا، اثبات صدق رغبتهم بالسلام، أن يغلقوا مقرات الارهاب الموجودة في دمشق والمسؤولة عن مقتل اسرائيليين، ويعالجوا امر حزب الله ويتوقفوا عن دعم الارهاب".

لكن مراسلة يديعوت احرونوت، ارييلة رينغل-هوفمان، التي اجرت المقابلة مع موفاز، الحت بالسؤال حول الانسحاب وقالت، "فلنفترض ان هذا سيحدث، هل سننسحب عندها من هضبة الجولان؟".

فرد موفاز انه "عندها ستدخل اسرائيل في مفاوضات حول اتفاق سلام. هذه غاية منشودة، لكن قيمتها، فقط، اذا تمت من خلال رؤية تاريخية واسعة".

وتابع انه "في جميع الاحوال، في أي اتفاق، لا يوجد سبب الا يبقى الاستيطان الاسرائيلي في هضبة الجولان".

وقال موفاز ايضا انه "يتوجب ترسيخ السلام مع مصر، واتفاق مع الفلسطينيين سيمكن من ذلك. اتوقع انطلاقة في النواحي الاقتصادية والسياحة، وتزايد التعاون في شتى المواضيع".

واضاف ان "العلاقات مع الاردنيين جيدة، واتضاح الامور مقابل الفلسطينيين سيؤدي الى تقوية العلاقات هنا ايضا".

وقال انه "ستكون هناك انطلاقة في العلاقات مع دول عربية ضافية، مثل ليبيا والمغرب والسعودية والعراق، في حال استقر هناك (في العراق) النظام الدمقراطي، وايضا مع دول الخليج، مثل عمان وقطر".

وحول ايران، قال موفاز انه بعد عشر سنوات ستكون هناك عملية تغيير في ايران يتم خلالها تغيير النظام. "فبعد 25 عاما على الثورة (الاسلامية) هناك صدام بين الجيل الجديد والدين".

واضاف ان "النظام في ايران سيصبح دمقراطيا ومواليا للغرب. عندما يحصل هذا سيتم تجديد العلاقات بين اسرائيل وايران وستعود العلاقات الى سابق عهدها، كما كانت في فترة الشاه".

وقال موفاز انه "يتوجب عمل كل شيء من اجل منع ايران من انتاج قنبلة ذرية".

واعتبر ان "ايران ترعى حزب الله، كذراع امامية لهم في لبنان. وبأيدي حزب الله الاف صواريخ الكاتيوشا ومئات الصواريخ بعيدة المدى. وحزب الله لن يغيب عن الساحة بعد عقد، وانا لا استبعد امكانية نشاط دولي ضد حزب الله".

وفيما يتعلق بالجيش الاسرائيلي وبنيته، قال موفاز انه سيتم التركيز اكثر على الاستخبارات العسكرية وسلاح الجو، "وسيتم توسيع استخدام الاسلحة الدقيقة".

وقال ان سلاح المشاة "لن يجري في القصبة (والحديث عن البلدة القديمة في نابلس) وانما سيقوم الجنود الاسرائيليين بحرب تتعدى الحدود ضد الارهاب".

ورفض موفاز فكرة ان يستند الجيش الاسرائيلي، بعد عشر سنوات، على "جنود في الخدمة الدائمة".

وقال ان "اسرائيل لن تفكك قوتها العسكرية ولن تستبدل نموذج جيش الشعب. الجيش سيواصل اعتماده على التجنيد الاجباري".

واضاف ان "الخدمة العسكرية ستكون مختلفة بين قطاع واخر، وفقا للاحتياجات. سوف يتم تجنيد المقاتلين للخدمة العسكرية لمدة ثلاث سنوات في المعدل، وسيحصلون على مقابل مناسب".

ومضى قائلا ان "من لا يخدم في الجيش سيؤدي الخدمة الوطنية، وبضمنهم العرب في اسرائيل".

وفيما يتعلق باليهود المتدينين، الحريديم، قال موفاز ان "هناك متدينين يخدمون في الجيش واعتقد انه خلال عشر سنوات ستكون هناك فرقة عسكرية مؤلفة من الحريديم. ولكن ما لم يتم حله خلال 56 عاما مضى لا اعتقد انه سيتم حله في السنوات العشر القادمة".

ويشار الى ان اليهود المتدينين، الحريديم، يرفضون اداء الخدمة العسكرية وتستبدل بدراسة التوراة وتعاليمها في المعاهد الدينية، اليشيفاة. كما يرفض الحريديم اداء "الخدمة الوطنية".

وقال ان "الجيش هو الذي سينظم الخدمة الوطنية، والا فانه سيكون هناك مجالا للتهرب من ادائها".

وفي موضوع اخر قال موفاز "ان المستوطنين لن يتوقفوا، خلال السنوات العشر القادمة عن اداء دورهم التاريخي. فالاستيطان في الضفة الغربية سيحدد حدود اسرائيل وهذا احد اهم انجازاتهم".

التعليقات