موفاز يدعو إلى مهاجمة إيران، ومصادر أمنية إسرائيلية تقول إن إسرائيل ستضطر لمهاجمة إيران لوحدها..

الجيش، وخاصة سلاح الجو، يعمل على التخطيط للخيار العسكري من جهة، ومن جهة أخرى هناك من يعتقد أن إسرائيل لا تستطيع أن توجه ضربة حقيقية للبرنامج النووي الإيراني..

موفاز يدعو إلى مهاجمة إيران، ومصادر أمنية إسرائيلية  تقول إن إسرائيل ستضطر لمهاجمة إيران لوحدها..
أولت صحيفتا "يديعوت أحرونوت" و"معاريف" اهتماما خاصا في عدديهما الصادرين الجمعة بالتصعيد في تصريحات كبار المسؤولين الإسرائيليين، وخاصة في الأجهزة الأمنية، بشأن البرنامج النووي الإيراني. ففي حين ركزت الأولى على تصريحات شاؤول موفاز بضرورة القيام بمهاجمة إيران، فإن "معاريف، نقلت عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن إسرائيل سوف تضطر للعمل وحدها ضد إيران.

وتحت عنوان "الوزير موفاز يفتتح السباق على رئاسة كاديما ورئاسة الحكومة" أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن موفاز يدعو إلى مهاجمة إيران.

وكانت الصحيفة قد عنونت صدر صفحتها الرئيسية بقول موفاز "يجب على إسرائيل أن تهاجم إيران"، وذيلت العنوان بالقول إنه للمرة الأولى يدعو مسؤول إسرائيلي كبير، والذي أشغل في السابق منصب رئيس هيئة أركان الجيش ووزير الامن ويشغل حاليا منصب وزير المواصلات والمسؤول عن الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، إلى عملية عسكرية، بمساعدة الولايات المتحدة، لمهاجمة إيران، وإزالة ما أسمته "الخطر النووي الإيراني".

وفي السياق تنقل الصحيفة عن موفاز قوله إن شباك الفرص بدأ ينغلق، وأن العقوبات الاقتصادية الدولية التي فرضت على إيران ليست كافية.

وفي مقابلة خاصة مع "يديعوت أحرونوت"، والتي سيتم نشرها بالكامل الأحد، يقول موفاز إنه "في حال واصلت إيران برنامجها النووي لتطوير أسلحة نووية فسوف تقوم إسرائيل بمهاجمتها. شباك الفرص ينغلق، والعقوبات الاقتصادية ليست فعالة. وعليه فلن يكون هناك مناص من مهاجمة إيران لوقف برنامجها النووي".

وأضاف أن أي عملية عسكرية ضد إيران ستكون بالاتفاق والتفاهم مع الولايات المتحدة، وبمساندتها.

وكان قد قرر في الأيام الأخيرة البدء بحملته الانتخابية لرئاسة كاديما ورئاسة الحكومة. وقد وصل الجولان في منتصف الأسبوع، ووضع مع قادة المستوطنين في الجولان السوري المحتل خطة لتطوير الاستيطان. وعرض على المستوطنين معادلته للسلام مع سورية والتي تنص على "السلام مقابل السلام"، وعلى أن "الجولان هي أرض إسرائيلية" على حد تعبيره.

كما كشف موفاز عن إجراء اتصالات هادئة مع قادة عدد من الأحزاب في الكنيست من أجل تشكيل حكومة برئاسته في حال انتخابه رئيسا لكاديما. وادعى أن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني كانت شريكة مع وزير الأمن إيهود باراك في القضاء على كاديما، بحيث تحل ليفني مكان أولمرت وتدير البلاد سوية مع باراك، على حد قوله.

إلى ذلك، وفي سياق متصل، عنونت صحيفة "معاريف" من جهتها صدر صفحتها الرئيسية بالقول إن عناصر أمنية رفيعة تحذر من أن إسرائيل سوف تضطر إلى العمل وحدها ضد إيران، وأن كبار المسؤولين الإسرائيليين قلقون من تراجع احتمالات توجيه ضربة أمريكية إلى إيران.

وفي تفصيل النبأ أوردت الصحيفة، نقلا عن مصدر سياسي- أمني إسرائيلي كبير، قوله إنه "في نهاية الأمر، سوف تضطر إسرائيل إلى مهاجمة إيران لمنعها من الحصول على أسلحة نووية. ووصفت الصحيفة المصدر المشار إليه بأنه مطلع على المواد ذات الصلة بتقدم إيران في برنامجها النووي، ومطلع أيضا على الاتصالات بين إسرائيل والولايات المتحدة وجداول الأعمال.

وتابعت الصحيفة أن هذا المصدر السياسي الأمني ينضم إلى عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين الذين يعتقدون بتدني احتمالات أن تقوم الإدارة الأمريكية الحالية بتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران مع مرور الوقت. كما نقلت عنه قوله إن "إسرائيل لن تحتمل إيران النووية، ويجب العمل ضدها في اسرع وقت، ويجب الحصول على قدرات عسكرية تستطيع تحييد أو تأجيل البرنامج النووي الإيراني".

وأضافت الصحيفة أنه تجري مناقشات حول هذه المسألة في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. فمن جهة فإن الجيش، وخاصة سلاح الجو، يعمل على التخطيط للخيار العسكري والذي يتيح للمستوى السياسي اتخاذ القرار عندما يحين الوقت. ومن جهة أخرى هناك من يعتقد أن إسرائيل لا تستطيع أن توجه ضربة حقيقية للبرنامج النووي الإيراني، خاصة وأن المخاطرة ستكون عظيمة جدا، وأن الرد الإيراني سيكون شديدا في كافة أرجاء المنطقة والعالم.

وفي السياق تتابع الصحيفة مشيرة إلى تصريحات رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، والتي جاء فيها أنه لديه أسباب كافية ليكون سعيدا من زيارته إلى واشنطن، مشيرا إلى أن حقيقة انشغال المرشحين الثلاثة لرئاسة الولايات المتحدة بالمسألة الإيرانية ليست من قبيل الصدفة، على حد قوله.

ونقلت عن مرافقين لأولمرت قولهم إن "التحالف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل يتعزز على خلفية التهديدات الإيرانية". وأضافت أن المواد الاستخبارية الحساسة في المسألة الإيرانية، والتي عرضها أولمرت على بوش، من شأنها أن تقود الرئيس الأمريكي إلى "خيار عملاني" ما في إيران. ولم يتضح إذا ما كان المقصود هو عملية عسكرية إسرائيلية أو أمريكية، أو الاستعداد لعملية عسكرية مشتركة لإسرائيل والولايات المتحدة.

وفي المقابل، فقد نقل عن مصادر مقربة من أولمرت أنه تم الاتفاق على أنه في حالة الهجوم الإيراني فسوف تعمل إسرائيل والولايات المتحدة سوية. وكان أولمرت قد صرح بأنه تم التوصل إلى تفاهمات بشأن الوسائل الدفاعية والهجومية التي تحتاجها إسرائيل.
قالت الناطقة بلسان البيت الأبيض، يوم أمس الجمعة، في واشنطن، إن الإدارة الأمريكية تفضل الحل الدبلوماسي على الهجوم العسكري على إيران.

وأضافت أن "الولايات المتحدة تدرك مخاوف إسرائيل بشأن التهديد النووي الذي تشكله إيران، إلا أن واشنطن ملتزمة بحل المسألة بالوسائل الدبلوماسية"، على حد قولها.

وقالت في نهاية حديثها إن الرئيس الأمريكي، جورج بوش، يصرح دائما بأنه لن يزيل أية خيارات عن الطاولة.

وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن الناطق بلسان مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، مارك ريغيف، كان قد أدلى بأقوال مماثلة. وقال إنه بكل ما يتعلق بهجوم إسرائيلي على إيران فإن كافة الخيارات موجودة على الطاولة.

وكان أولمرت قد صرح فور وصوله البلاد، بعد زيارة الولايات المتحدة، أن الحسم في هذه المسألة بات قريبا.

وأوضحت مصادر في البيت الأبيض أن واشنطن لا تنوي الرد على تصريحات وزير المواصلات الإسرائيلي، شاؤل موفاز، بشأن هجوم إسرائيلي محتمل على إيران.

وكان موفاز قد صرح لصحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن الهجوم العسكري على إيران بات لا بد منه في ظل فشل الجهود الدبلوماسية، كما أن العقوبات الاقتصادية التي فرضت على إيران فشلت في دفع الأخيرة إلى وقف برنامجها النووي، على حد قوله.

التعليقات